يصادف هذا اليوم أول زيارة للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لمدينة غزة. والتي أقِر فيها إلغاء البنود الداعية للقضاء على إسرائيل من الميثاق الوطني الفلسطيني بحضور أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني وذلك في 14 ديسمبر/كانون الاول 1998.
ولد وليام جيفرسون بلايث - وهو الاسم الحقيقي لكلينتون - في 19 أغسطس/ آب 1946 بولاية أركنساس. وحصل على درجة البكالريوس في العلاقات الخارجية من جامعة جورج تاون العام 1968، وحصل على منحة للدراسة في جامعة أكسفورد، والتحق بجامعة ييل لدراسة القانون العام 1973، ثم اشتغل بتدريس القانون في جامعة أركنساس.
ترشح كلينتون لانتخابات مجلس ولاية أركنساس العام 1974 لكنه فشل، ثم انتخب نائبا عن الولاية العام 1976، وحاكما عاما للولاية العام 1978 لفترة واحدة وفشل في الفترة الثانية. ثم عاد ورشح نفسه مرة ثانية بعد ذلك بأربع سنوات ونجح هذه المرة واستمر حاكما للولاية حتى العام 1992. وفي العام نفسه خاض الانتخابات الرئاسية ضد المرشح الجمهوري جورج بوش وفاز فيها ليصبح الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة.
شهدت السنوات الثماني التي قضاها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون في البيت الأبيض أحداثا مهمة، منها توقيع اتفاق أوسلو العام 1993 الذي قامت بموجبه السلطة الوطنية الفلسطينية وتوقف الصراع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وتوقيع معاهدة وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل.
وكان كلينتون يتابع شخصيا تطورات الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحضر مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد لإدانة العمل العسكري الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية المعارضة للمنظمة واتفاق أوسلو، ورعى مؤتمري واي ريفر العام 1998 وكامب ديفد العام 2000. وحقق كلينتون نجاحات ملحوظة على المستوى الداخلي، خصوصا فيما يتعلق بزيادة فرص العمل وتخفيض معدلات البطالة، ووضع خطة قومية جديدة للرعاية الصحية، وبرنامجا قوميا للحد من العنف والجريمة.
لوحق بيل كلينتون بفضيحة التحرش الجنسي مع المتدربة بالبيت الأبيض مونيكا لوينسكي، وفي استقراء لآراء خمسين مؤرخا أميركيا أذاعته إحدى القنوات التلفزيونية الأميركية جاء كلينتون في المرتبة الأخيرة من الناحية الأخلاقية بين الرؤساء الأميركيين. وعلى المستوى الخارجي كانت حوادث العراق والبوسنة وكوسوفو ومسيرة التسوية السلمية في الشرق الأوسط إضافة إلى العلاقات مع الصين والمكسيك وكوبا من أهم القضايا الخارجية التي شهدتها السنوات الثماني التي قضاها كلينتون في البيت الأبيض. واتسعت في عهده سياسة العقوبات الانفرادية التي مارستها وتمارسها أميركا ضد الكثير من الدول مثل أفغانستان والسودان والعراق وليبيا. واستمرت في عهده الغارات الأميركية البريطانية على العراق، كما سعت إدارته إلى وقف المقاومة الفلسطينية ودفع دول المنطقة إلى عقد قمة شرم الشيخ لإدانة المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي.
عرف كلينتون بتحيزه لإسرائيل ومارس ضغوطا على الفلسطينيين والعرب لقبول الاستمرار في عملية السلام.
قدم كلينتون في 7/1/2001 اقتراحات لتسوية القضية الفلسطينية على أساس إعطاء السيادة للفلسطينيين على القدس بالتقاسم مع إسرائيل مقابل التنازل عن حق العودة للاجئين، غير أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رفض المقترحات الأميركية
العدد 99 - الجمعة 13 ديسمبر 2002م الموافق 08 شوال 1423هـ