العدد 104 - الأربعاء 18 ديسمبر 2002م الموافق 13 شوال 1423هـ

ما ذنب أطفالنا حتى يعانون؟؟!

إلى كل الآباء وكل الأمهات... إلى كل من يعقد النية على الارتباط والزواج... إلى كل من له صديق وأخ وزميل له نية الزواج... إلى الجميع من دون استثناء أوجه هذه الأسطر.

الأسرة هي عماد المجتمع فإن صح تكوينها صح بناء المجتمع وجميع الأديان السماوية اهتمت بسلامة الأسرة.

لبناء جيل خال من الأمراض والعاهات والحفاظ على سلامة الزوجين يجب على كل شاب وشابة مقبلين على الزواج أن يقوما بالفحص الطبي الشامل لتحدي أي أمراض كامنة. هناك الكثير من الأمراض التي يمكن تجنبها بالفحص المبكر أهمها: الأمراض المنقولة جنسيا مثل: الإيدز والزهري والسيلان.

الأمراض الوراثية مثل: فقر الدم، والثلاسيميا ومرض نقص الخميرة.

الفحوصات التي يجب أن تطبق على المقبلين على الزواج:

الفحص للكشف عن الفيروس المسبب لمرض متلازمة العوز المناعي والفحص للكشف عن الفيروس المسبب لمرض التهاب الكبد الوبائي الفيروسي الوبائي (ب) والفحص للكشف عن الفيروس المسبب لمرض التهاب الكبد الوبائي الفيروسي الوبائي (ج) والفحص للكشف عن أمراض السفلي والفحص للكشف عن الأمراض الوراثية مثل الثلاسيميا.

هذه هي الأمراض الفيروسية والوراثية التي تنتقل من خلال الاتصال الجنسي بين الطرفين والأكثر شيوعا في العالم. هذه الفحوصات يتم إجراؤها بصورة يومية في المراكز الرئيسية لبنوك الدم في الدولة، علما بأن كمية الدم التي تفحص لا تزيد عن 10مل لإجراء الفحوصات كافة.

الأمية والاستهزاء وعدم المبالاة... ثلاثة سهام جاهزة لطعننا في أية لحظة، ما ذنب هذا الطفل ليعاني طوال حياته؟ ما ذنبه كي يعيش حياة مختلفة عن باقي الأطفال وما عساه قد فعل ليكابد ويعاصر الألم؟.

ما الفرق بين هذه الأيام وبين أيام زمان؟ أيام أهالينا، آبائنا وأمهاتنا وأيام جدودنا؟ مما لا شك فيه أن أيامهم كانت مختلفة كثيرا عن هذه الأيام التي نحن نعيش فيها الآن، فلا الطب ولا الدراسة ولا البناء ولا أي شيء يمكن أن يكون عاملا مشتركا بين الفئتين.

فالأجدر بنا أن نستفيد من تقدم العلم في مجال الطب مثلا الذي هو محور حديثي، إذ في الماضي كان الزواج يتم بطريقة تقليدية أي إنه إذا كان لدى أحد الاخوان بنت ولدى الآخر ولد فتزوج تلك البنت بذلك الولد ويتم الزواج كثيرا بين أبناء العم والعمة وأبناء الخال والخالة إلا ما نذر، لم يكن هناك فحص طبي قبل الزواج ولم يكن هناك خوف من أي مرض كما ان أمراض السكلر وأمراض نقص الخميرة وأمراض السكري «عافانا وعافاكم الله منها» لم تكن منتشرة ولم تكن معروفة حتى آنذاك.

نحن باعتبارنا أبناء لهذا الجيل، أبناء الحاضر وأبناء التطور الذي ليس له نهاية، لابد لنا من اتباع المسار الصحيح إن أردنا الزواج فالفحص الطبي قبل الزواج له عوامل جيدة وأهمها صحة الأولاد، فهل نتخيل أولادنا مصابين مثلا بأحد الأمراض التي ذكرتها، هل يا ترى سنرتاح إن رأينا أولادنا يتألمون؟ وهل ستغمض عيوننا ونحن نراهم بتلك الحال؟

ما يتعبني ويؤرقني كثيرا عندما أرى أحد الأصدقاء المتعلمين لا يأخذ هذا الفحص بجدية ولا يهتم حتى بالنتائج التي تترتب عليه فليسأل نفسه هل سيفرح إن رأى أولاده يتعذبون ويرحلون وهم في عز عنفوانهم وهل يستحق هذا الشخص ان يكون أبا؟

إن قرار الفحص قبل الزواج قرار حكيم وصائب لا لأنه يحرر ذريتنا وأطفال المستقبل من المرض فحسب قبل أن يأسرنا ويذلنا ويشربنا كأس المر والألم والهم والسهر والمعاناة، بل حفاظا على صحة الأم والأب أيضا، اليوم اسمع الكثير من أفراد المجتمع يتحدثون عن خطة الفحص الوراثي قبل الزواج ويضحكون على هذه الخطة وكأنهم سمعوا طرفة مضحكة، فأنا اطلب منكم أيها المبتسمون أن تزوروا المستشفيات ومراكز المعوقين وشاهدوا آلاف الأسر التي تعاني من الإمراض الوراثية ثم بعد ذلك لكم الخيار إما أن تبتسموا أو تبكوا من الحزن على هذه الأسر.

زهير الغتم

العدد 104 - الأربعاء 18 ديسمبر 2002م الموافق 13 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً