وصف الكاتب المغربي سالم بن حميش الفائز بجائزة نجيب محفوظ للرواية العربية التي تمنحها الجامعة الأميركية بالقاهرة سنويا مراسم فوزه بالجائزة قبل أيام بأنها كانت «أفضل تعبير عن تقدير لجنة التحكيم للرواية المغربية المعاصرة» وقال بن حميش انه «مدين لنجيب محفوظ بالكثير على عدة مستويات» مشيرا إلى أنه «مع كتاب مثله أدرك أن الكتابة الروائية فرع من الحداثة كإنتاج متجدد لحلقات القيم المضافة وكتعبير حي عن الوجود والحضور في حقول السؤال والإبداع». وفاز بن حميش بالجائزة عن روايته «العلامة» وهي الرواية الخامسة للكاتب الذي حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة «السوربون» في العام 1986 ويشغل حاليا منصب نائب رئيس اتحاد الكتاب بالمغرب الى جانب عمله أستاذا للفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وقد نشر مجموعة من القصائد والكتب عن ابن خلدون بالعربية والفرنسية وسبق أن أعيدت طباعة روايته «مجنون الحكم» في مصر من خلال السلسلة الشعبية «آفاق الكتابة». ونشرت رواية «العلامة» في الرباط في العام 2001 عن دار «المعارف الجديدة» وتدور أحداثها حول الحياة العاصفة لفيلسوف التاريخ ابن خلدون، وتتمتع بـ «سلاسة أسلوبية جعلتها عملا ممتعا ومفيدا في آن واحد».وتنقسم «العلامة» إلى ثلاثة أجزاء كل جزء يكاد يكون مستقلا عن الآخر، ويتحدث الجزء الأول عن عقل ابن خلدون وهو يملي عمله على الكاتب الناسخ فيما يستكشف الجزء الثاني الجانب العاطفي لدى المؤرخ الكبير وطبيعة حياته الاجتماعية في زواجه الثاني الذي أعقب غرق زوجته الأولى وأولاده في البحر، بينما يعالج الجزء الثالث دور ابن خلدون كناشط اجتماعي ومثقف له فعالية في مجتمعه يحاول وقف غزو التتار، وفي الخاتمة يبدو ابن خلدون وحيدا بعد إقصائه من منصب القاضي وبعد فشله في وقف التدهور السياسي وتنتهي الرواية بموته.

وكانت مراسم حفل إعلان فوز سالم بن حميش بجائزة نجيب محفوظ بدأت بقراءة قامت الفنانة رغدة والفنان هشام سليم بقراءة مقتطفات مختارة من أعمال نجيب محفوظ باللغتين الإنجليزية والعربية ثم قام «توماس برت ليت» رئيس الجامعة الأميركية بالقاهرة بتقديم الجائزة إلى الفائز، وهي عبارة عن ميدالية تحمل صورة محفوظ إضافة إلى مبلغ ألف دولار، وتقوم الجامعة بترجمة الرواية الفائزة إلى اللغة الإنجليزية ونشرها بناء على اختيار لجنة التحكيم