في مثل هذا اليوم قبل ربع قرن، أي في الواحد والعشرين من شهر ديسمبر/ كانون الأول العام 1975م، في العاصمة النمسوية فيينا، وتحديدا في مقر اجتماع وزراء نفط دول أوبك اقتحمت مجموعة من الكوماندوز الموقع، واحتجزت من كانوا فيه من وزراء النفط رهائن.
آنئذٍ اهتز العالم كله لضخامة الحدث، ولوقع العملية المفاجئة غير المسبوقة، وصُدم المعنيون وقاداتهم، وحكوماتهم ودولهم، وربما شعوبهم أيضا، وفوجئ حتى أقرب المقربين لمنفذي العملية، وباتت فيينا آنذاك هي الجغرافية الوحيدة القائمة، بل باتت فيينا هي العالم كله قبل أن تخطف العاصمة الجزائرية الجزائر الأضواء، وتصبح هي مركز اهتمام العالم، ربما لأن قصة الاحتجاز انتهت هناك.
وكان أنيس النقاش من قادة منفذي عملية الاقتحام واحتجاز وزراء النفط رهائن.
- وُلد في بيروت العام 1951 في عائلة لبنانية.
- تأثر النقاش بالمحيط السياسي العربي الذي يحيطه، ودخل في السياسة منذ عمر متقدم، وبالتحديد منذ كان عمره 16 عاما إذ وجد نفسه في السبعينات منجذبا الى حركة التحرير الفلسطينية والتي كان لها وجود قوي ومباشر في بيروت بعد ان خرجت من عمّان إثر حوادث خلفت الكثير من المرارة فأصبح عضوا في حركة فتح وعين مسئولا في التنظيم الطلابي للحركة التي كانت تقود النضال الشعبي الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين آنذاك وكانت المعطيات والظروف التاريخية والسياسية والانغماس في السياسة داخل حركة فتح أدى إلى أن يكون في مواقع خطر متعددة، وظروف تاريخية كبرى.
- قاد النقاش مع مجموعة من رفاقه في التوجه السياسي عملية اغتيال رئيس وزراء إيران في عهد الشاه (شابور بختيار) في شهر يوليو/ تموز العام 1980م، لكن العملية فشلت، وحُكِم عليه بالسجن المؤبد وقضى عشر سنوات منها قبل أن يُفرج عنه.
- اقتحم النقاش مع مجموعة من الكوماندوز مقر اجتماع وزراء نفط دول أوبك في فيينا العام 1975م ، واحتجزوا من كانوا فيه من وزراء النفط رهائن. وأُعلنت هذه العملية تحت اسم ذراع الثورة العربية في حينها. وعرف بعد مدة طويلة أن وديع حداد الذي كان مسئولا أمنيا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين آنذاك هو المخطط للعملية. وكان الهدف المعلن لها هو الإعلام عن وجود القضية الفلسطينية والتأثير في الرأي العام العالمي.
- أصدر الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران عفوا عن أنيس نقاش زعيم المجموعة المسلحة التي حاولت اغتيال رئيس الوزراء الإيراني بعد أن طالبت إيران بالإفراج عنه. ونقل بعدها النقاش ورفاقه في طائرة خاصة من باريس إلى طهران 1989.
- أصبح النقاش كاتبا، وقد كتب عدة مقالات ورؤى سياسية. وعمل تاجرا في طهران
العدد 106 - الجمعة 20 ديسمبر 2002م الموافق 15 شوال 1423هـ