توقع محللون لكن بحماس أقل ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع. وعزا المشاركون في استطلاع بلومبيرغ الأسبوعي ذلك الى توقعات تعرض منشآت النفط الأميركية في خليج المكسيك لتدمير محتمل من الاعصار (غوستاف). ووفقا لمركز الاعصار الوطني الأميركي فقد تطورت العاصفة «غوستاف» الى إعصار يوم الجمعة الماضي، فيما بدأت نذر العاصفة الاستوائية (حانا) تتجمع شمال شرق جزر البهاما.
وتوقع 16من بين 29 مشاركا في استطلاع «بلومبيرغ» أي 38 في المئة من المحللين ارتفاع الأسعار هذا الأسبوع، مقابل 9 محللين أي ما نسبتهم 31 في المئة رأوا أن الأسعار قد تنخفض على رغم تلك الأسباب. وقال تسعة مشاركين أي 31 في المئة أنهم يتوقعون استقرار الأسعار أو تأرجحها في نطاق ضيق. وفي الأسبوع الماضي صوت 55 في المئة من المشاركين في استطلاع بلومبيرغ لصالح ارتفاع النفط، وهذا ما حدث بالفعل؛ إذ أغلق خام نايمكس عند مستوى 114,46 دولارا للبرميل منهيا تعاملات الأسبوع السابق له بارتفاع 87 سنتا أي ما نسبته 0,8 في المئة عن الأسبوع. وتعني نتيجة استفتاء بلومبيرغ أن 62 في المئة يتوقعون انخفاض او استقرار الأسعار خلال الأسبوع الجاري.
ومنذ ارتفاعها القياسي إلى مستوى 147,27 دولارا للبرميل يوم 11 يوليو/تموز، انخفضت اسعار النفط بما نسبته 22 في المئة بما يقارب 33 دولارا للبرميل.
وعلى صعيد الإعصار الذي يعد العامل الحاسم لتحديد مسار السوق خلال الأسبوع، قال رئيس استشارات الطاقة لدى كميرون هانوفر انك بيتر بيوتيل إنه «بينما يتوجه الاعصار غوستاف نحو الولايات المتحدة تتجمع نذر أيضا العاصفة حانا». وأضاف «لا بد أن واحدة من هذه العواصف ستضرب أميركا من ناحية خليج المكسيك الذي يضم 26 في المئة من منشآت النفط الأميركية).
وكان انتاج الولايات المتحدة من النفط والوقود قد تراجع إلى أدنى مستوياته، فيما سجلت الأسعار مستويات قياسية عندما تسبب الإعصاران كاترينا وريتا في إغلاق مصافي التكرير والمنشآت النفطية الأميركية على سواحل خليج المكسيك في أغسطس/آب 2005؛ إذ تسبب الاعصار كاترينا في اغلاق 95 في المئة من الانتاج في الخليج كما تعطلت 19 في المئة من الطاقة التكريرية الأميركية بسبب الاعصار.
توقعات انخفاض الأسعار
من ناحية أخرى توقع محللون انخفاض أسعار النفط إلى مستوى 90 دولارا للبرميل خلال الربع الأخير من العام الجاري. ووفقا لتنفيذيين لدى «نورديا بانك ايه بي» الذي يتخذ من أوسلو مقرا لنشاطه، فإن الأسعار قد تنخفض إلى هذا المستوى قبل أن ترتفع العام المقبل الى 105 دولارات للبرميل. وقالت رئيسة أبحاث السلع لدى البنك تينا مارجريت سالتفيدت: «إن أسعار الوقود المرتفعة وضعف الاقتصاد الأميركي سيحدان من الطلب على النفط، ويرغمان الأسعار على الانخفاض قبل عودتها مجددا للارتفاع خلال العامين المقبلين». وأضافت سالتفيدت أن «أسعار النفط التي ستحددها عوامل العرض والطلب على الأمد البعيد ستبقى مرتفعة»، مشيرة إلى أن السعودية قد تكون غير قادرة على ضخ مستويات الامدادات المأمولة.
تطورات الأسبوع الماضي
وفقا لتقرير وزارة الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي، انخفضت مخزونات البنزين في الولايات المتحدة للأسبوع الخامس على التوالي بما مقداره 1,2 مليون برميل إلى 195,4 مليون برميل مقارنة بتوقع انخفاضها بأكثر من 2,5 مليون برميل حسب المحللين، كما انخفضت مخزونات الخام الأميركي بمقدار 100,000 برميل إلى 305,8 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 22 أغسطس الماضي، فيما بقت مخزونات المقطرات عند مستوى 132,1 مليون برميل من دون تغيير يذكر.
وبلغ إجمالي انخفاض مخزون البنزين خلال الأسابيع الخمسة الماضية لصدور التقرير 21,7 مليون برميل؛ إذ انخفض أيضا الطلب على البنزين وفقا للتقرير بما نسبته 1,6 في المئة خلال الأسابيع الأربعة الماضية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وذلك بمعدل يومي بلغ 9,4 ملايين برميل يوميا. ووفقا للتقرير فقد ارتفعت الطاقة التكريرية للمصافي الأميركية صعودا إلى 87,3 في المئة خلال الأسبوع موضوع التقرير مقارنة بـ 85,7 في المئة الأسبوع السابق.
من جانبه اصدر معهد النفط الأميركي تقريره المستقل في التوقيت نفسه مشيرا الى انخفاض مقداره 3,5 ملايين برميل لمخزونات الخام الأميركية، وانخفاض مقداره 2,1 مليون برميل لمخزونات البنزين. غير أن تقرير المعهد أشار إلى ارتفاع مخزونات المقطرات بما مقداره 729,000 برميل.
العدد 2188 - الإثنين 01 سبتمبر 2008م الموافق 29 شعبان 1429هـ