تحت السمع وملء البصر، كلّ شيء موجود على الرصيف كتب دينية وأعشاب طبية، كتب أطفال، شرائط كاسيت تتحدث عن الحلال والحرام والجنة والنار والحجاب والنقاب.

هذه البضاعة متاحة وموجودة بطول الأرصفة وحيثما ذهبت وبسعر بخس، مع إمكان الفصال للحصول على أقل سعر لذلك فإنها تجارة رائجة بين جميع طوائف الشعب. وأنّ تجارة الرصيف في الشهور الأخيرة جذبت أعدادا كبيرة من العاطلين خصوصا ذوي المؤهلات العليا في ظل البطالة الشديدة مقارنة بفئات أخرى أقل في المستوى التعليمي والثقافي كانت تمثل العمالة الرئيسية على الرصيف وقد استخدم ذوو المؤهلات العليا جزءا من دراستهم وثقافتهم في جذب المستهلكين من رواد المحال التجارية ليدعمهم في ذلك انخفاض أسعار السلع التي يقدمونها للمشترين، وفي كلّ مغالاة المحال التجارية في تحديد أسعار المنتجات التي تحملها قيمة الضرائب على الدخل وضريبة المبيعات فضلا عن الكلف الإدارية فيما يتعلق بمرافق هذه المحال والرواتب التي تدفع للعمّال علاوة على هامش الربح. كل هذه العناصر جعلت المستهلكين من الفئات الفقيرة ومحدودي الدخل أكثر إقبالا على تجارة الرصيف والذي أصبح بيع كلّ شيء من مأكل وملبس وخلافه، وبذلك أصبح ما يعادل (54 في المئة) من قيمة التعاملات التجارية الكلية في مصر تتم في القطاع غير الرسمي بعيدا عن حقوق الدولة والتي يمكن إعادة استثمارها في مشروعات تفيد المجتمع.