أجريت قرعة بطولة الأندية الخليجية الأبطال لكرة القدم أمس الأول بعد مخاض عسير كاد يدخل مصير البطولة في نفق المجهول، بعد الانسحابات المفاجئة في اليوم الأخير من قبل الأندية الإماراتية ونادي الخريطيات القطري، وهو ما أدى إلى تغيير نظام البطولة من 3 مجموعات إلى مجموعتين.
ولعل ما حدث أمس الأول يطرح التساؤلات بشأن لوائح اللجنة التنظيمية لكرة القدم بدول مجلس التعاون، ومدى قدرتها على التعاطي مع جميع الحالات، ووجود بنود قوية وواضحة تجبر الفرق الأبطال على المشاركة من أجل المحافظة على مكانة وهيبة هذه البطولة التي تعد الأقدم والأكثر أهمية في البطولات الكروية الخليجية بعد كأس الخليج، وهو التحدي الأول والأكبر الذي يواجه اللجنة التنظيمية بعد انتقال مقرها إلى البحرين الشهر الماضي!
وبعيدا عن منغصات الانسحابات والمتغيرات التي شهدها مقر اتحاد الكرة البحريني أمس الأول، فإن الأصداء وردود الفعل جاءت متفاوتة بشأن ما أفرزته القرعة على رغم شبه الإجماع على أن المجموعة الثانية تعتبر الأكثر قوة، في ظل مشاركة النصر السعودي والقادسية الكويتي اللذين سبق لهما إحراز اللقب الخليجي، والمحرق البحريني الذي طالما نافس بقوة على اللقب فعانده مكتفيا بالوصافة، إلى جانب الخور القطري المضيف والنهضة العماني اللذين يشاركان للمرة الأولى.
في المقابل، اعتبر الحاضرون والمراقبون للقرعة أن المجموعة الأولى هي الأسهل ورشحوا الأهلي السعودي المضيف للتأهل، فيما ستتنافس فرق النجمة والسالمية وظفار على البطاقة الثانية.
القادسية لا يخشى أحدا!
قال مندوب نادي القادسية الكويتي في القرعة عبدالله الحقان إن القادسية ليس بالجديد على بطولات الأندية الخليجية وسبق له الفوز بلقبها وهو سيدخل البطولة المقبلة بطموح المنافسة.
وأضاف «كل شيء متوقع حدوثه في القرعة، وعلى رغم أن الكثيرين اعتبروا مجموعة القادسية «حديدية» وصعبة فإن ثقتنا كبيرة في فريقنا الذي سبق له التفوق على فرق قوية خلال الدور الأول لدوري أبطال آسيا، وتأهل إلى ربع النهائي، وبالتالي الفريق لديه القدرة على إثبات وجوده التنافسي القوي مع تقديرنا لفرق المجموعة، كما أن الفريق سيستعد جيدا للبطولة الخليجية وسيقيم معسكرا في القاهرة.
القرعة أبعدتنا عن «الحديدية»
عبر مندوب نادي السالمية الكويتي في القرعة عادل يوسف عن ارتياحه لما أسفرت عنه قرعة البطولة اذ أبعدت السالمية عن المجموعة الثانية التي وصفها بالحديدية.
وقال عادل يوسف: «لاشك في أن النظرة الأولية للقرعة تشير إلى أن المجموعة الثانية هي الأصعب قياسا بمستويات فرق كلا المجموعتين، وبالنسبة للمجموعة الأولى التي وقع فيها السالمية فأعتقد أنها جيدة ومرضية وفرصتنا متاحة للتأهل إلى نصف النهائي.
وأكد عادل أن السالمية ينظر باهتمام إلى البطولة الخليجية ويسعى بقوة إلى المنافسة على اللقب، وان الفرصة متاحة أمام الفريق في البطولة المقبلة وسيتم إعداد الفريق جيدا.
«الحديدية» في ملعب الخور الجديد
وأكد ممثل نادي الخور القطري حسن العمادي أن فريقه وقع في المجموعة الحديدية لأنها ضمت عددا من الفرق الكبيرة والقوية في منطقة الخليج.
وقال العمادي: «هذه المشاركة الخليجية الأولى لفريق الخور، لكن هناك اهتماما وطموحا كبيرا وخصوصا أننا سنكون ناديا منظما ونهدف إلى حسن الاستضافة وكذلك المستويات والنتائج الايجابية، وانه تقرر إقامة مباريات المجموعة على الملعب الجديد لنادي الخور الذي يبعد عن العاصمة الدوحة نحو 20 كيلومترا».
وقال ممثل نادي النصر السعودي سلمان القريني إن القرعة جيدة؛ لأن غالبية الفرق المشاركة معروفة على المستوى الخليجي، مع صعوبة للمجموعة الثانية وخصوصا أن فرصة التأهل أسهل في المجموعة الأولى لكونها تضم 4 فرق فقط.
وأكد القريني أن هدف النصر المنافسة على اللقب الذي حققه منذ سنوات طويلة، وسيكون هناك إعداد خاص للفريق إذ سيقيم الفريق معسكرا في مدينة الإسكندرية.
من جانبه، اعتبر ممثل الأهلي السعودي غرم العمري مجموعة فريقه جيدة ان المجموعة الثانية ستكون صعبة.
وقال العمري: «سنحاول استثمار عامل الأرض والجمهور لتعزيز حظوظ فريقنا في التأهل، ولكن المشكلة تكمن في توقيت البطولة الذي سيكون مع انطلاقة الموسم الجديد».
ظفار سيتأهل!
أعرب عضو الاتحاد العماني لكرة القدم وممثل نادي ظفار في قرعة البطولة الخليجية سيف حمد الجابري عن ارتياحه للقرعة والتي جاءت جيدة لفريق ظفار.
وقال الجابري: «أعتقد أن القرعة ابتسمت لفريق ظفار عندما أبعدته عن المجموعة الثانية الأصعب، وان الفريق مرشح بقوة لخطف إحدى بطاقتي التأهل إلى نصف نهائي البطولة وعليه استثمار الظروف جيدا ويعد نفسه لهذه البطولة، خصوصا أن نادي ظفار من الأندية العمانية الأكثر خوضا للبطولات الخليجية منذ انطلاقتها، فيما أتمنى لفريق النهضة التوفيق في إثبات وجوده في المجموعة القوية الثانية».
صعبة للنهضة
أكد عضو مجلس إدارة نادي النهضة العماني وممثله في القرعة حمد العزاني أن قرعة البطولة الخليجية جاءت صعبة بالنسبة للنهضة عندما أوقعته مع فرق قوية على المستوى الخليجي.
وقال العزاني: «كنا نأمل أن تكون القرعة متوازنة بين مستويات الفرق في المجموعتين، لكن علينا أن نعد فرقنا جيدا لخوض غمار المشاركة الخليجية التي لن تكون من أجل المشاركة فقط بل سنسعى إلى إثبات حضورنا التنافسي، كما أننا ننظر بأهمية إلى هذه البطولة لأنها تسبق خوضنا مباراتي ربع نهائي كأس الاتحاد الآسيوي الذي سيقام في سبتمبر/ أيلول المقبل».
لقطات من القرعة
وافقت اللجنة التنظيمية لكرة القدم على طلب ناديي القادسية والسالمية الكويتيين بتمديد مهلة تقديم كشوفات لاعبي الفريقين إلى اللجنة أسبوعا واحدا، علما أن اللجنة حددت 31 الجاري موعدا نهائيا لتقديم كشوفات الفرق وانه سيتم فرض غرامة مالية قدرها 5 آلاف دولار على الفريق المتأخرة.
يحصل بطل البطولة الخليجية للأندية على مكافأة مالية قدرها خمسمئة ألف ريال سعودي، فيما ينال الوصيف مكافأة قدرها 250 ألف ريال، وتمنح اللجنة النادي المنظم لمجموعته مبلغا قدره 175 ألف دولار، كما يمنح كل ناد مشارك مبلغ 10 آلاف دولار.
أوضح ممثل الشركة الراعية للبطولة انه سيسمح للأندية المشاركة وضع إعلان تجاري وحيد على قمصان الفريق شريطة أن يكون في مقدمة القميص وبمساحة 20 × 10 سم.
وحضر الاجتماع ممثلون عن الأندية التسعة المشاركة، فيما خول نادي ظفار ممثل الاتحاد العماني في اللجنة التنظيمية سيف الجابري لتمثيله في القرعة.
قام بعملية القرعة لاعبون ضمن منتخبنا الأشبال لكرة القدم وبإدارة الأمين العام المساعد للجنة التنظيمية ميرزا أحمد.
حرص على تغطية اجتماع القرعة ممثلو الصحافة المحلية، وكذلك الزملاء محمد الغريب «الشرق القطرية» ومقبل الصيعري «الرياضية السعودية» وطاقم الموقع الالكتروني لنادي القادسية الكويتي.
أرجع ممثل الاتحاد الإماراتي لكرة القدم في اللجنة التنظيمية بدول مجلس التعاون عبدالله حسن اعتذار الأندية الإماراتية عن عدم المشاركة في بطولة الأندية الخليجية المقبلة إلى أسباب فنية فقط.
وقال عبدالله حسن: «قمنا بشرح الأسباب التي أدت إلى اعتذار الفرق الإماراتية إلى أعضاء اللجنة التنظيمية وتفهموا الوضع، وان كنا نأمل كاتحاد إماراتي استمرار مشاركة أنديتنا في هذا التجمع الخليجي، وسنحاول تلافي حدوث ذلك في البطولات المقبلة».
وأوضح حسن أن الأسباب الفنية تكمن في أن الأندية الإماراتية مقبلة على نقله جديدة بتطبيق دوري المحترفين للمرة الأولى في الإمارات خلال سبتمبر/ أيلول المقبل، وأدى ذلك إلى احداث تغييرات في برامج إعداد وأوضاع أنديتنا من أجل التعاطي مع الدوري الجديد، إذ رأت الأندية الإماراتية في إقامة البطولة الخليجية بنظام التجمع إرباكا لاستعداداتها وعدم ملاءمة التوقيت وخصوصا أن البطولة الخليجية ستنطلق خلال فترة الصيف والإعداد للموسم الجديد.
العدد 2138 - الأحد 13 يوليو 2008م الموافق 09 رجب 1429هـ