أفاد الناشط البيئي غازي المرباطي بأن دفان ساحل المحرق مستمر منذ سبعينيات القرن الماضي من دون مراعاة للاشتراطات البيئية، على حد قوله.
جاء ذلك خلال جولة ميدانية نظمها التكتل البيئي لحماية فشت العظم أمس الأول (الأربعاء) لساحل جزيرة المحرق.
إلى ذلك، أكد الباحث الكويتي والأكاديمي في مجال البيئة مبارك العجمي الذي شارك في الجولة أن «المأساة البيئية في البحرين لا تكمن في عدم الوصول للهدف المطلوب، وإنما في عدم وجود الهدف أساسا».
وبيّن العجمي خلال الجولة أن أية عملية ردم للبحر لابد أن تسبقها دراسة للأثر البيئي الذي سيترتب عليه. وأوضح أن «الحياة البيئية تشمل ثلاثة مكونات رئيسية: المكوّن الإنساني أو الاجتماعي، الطبيعي والمادي اللذين يعتمدان على تشييد المنشآت والمباني. وهذه المكونات الثلاث تتفاعل مع بعضها بعضا فإما أن يكون التفاعل إيجابيا وإما سلبيا».
وذكر العجمي أن البحرين سابقا كانت مليئة بالشواطئ البحرية، أما الآن فهي مجرد سواحل صناعية لا تفيد الإنسان ولا تتفاعل معها النباتات البحرية.
وبخصوص تأثير عملية الردم على الإنسان والحياة البيئية، قال العجمي: «إن تغير شكل سطح الماء (الجيومورفولوجي) يمنع وصول التيارات الهوائية والأسماك، وبالتالي سيؤثر ذلك على الأمن الغذائي». وأضاف أن «اختفاء السواحل والشواطئ في أي بلدٍ من بلدان العالم يؤثر على الحالة النفسية لدى الأفراد، إذ يعد البحر أحد المتنفسات التي لها دور في تحسين الحالة النفسية».
شركة ردم منذ العام 1976
من جانبه، قال المرباطي: «إن الهدف من القيام بجولة ميدانية لساحل المحرق تسليط الضوء على الجانب البيئي الذي يعد من أهم جوانب الحياة»، مشيرا إلى وجود شركة هولندية في البحرين منذ العام 1976 تقوم بعمليات ردم البحر، وهي مازالت موجودة تمارس العمل نفسه، ومستغربا احتكار هذه الشركة عمليات الردم مع عدم مراعاتها المعايير والاشتراطات البيئية.
ووصف المرباطي الوضع في ساحل جزيرة المحرق بـ «السيئ للغاية»، وذلك للآثار السلبية لعمليات الردم، والمتمثلة في كميات الرمال والطمي التي تنتقل عبر المياه إلى مسافات طويلة لا يمكن تحديدها.
واستنكر المرباطي الطريقة التي يعمل بها في ردم البحر وهي طريقة الـ «روم بينج» إذ تتم عملية الردم من مسافات بعيدة عن طريق القذف القوسي، والتي هي من أخطر التقنيات المستخدمة بحسب ما تشير إليه التقارير الخاصة بهذا الشأن.
ودعا إلى استخدام تقنية الـ «جيو تيوب» التي هي عبارة عن مصدات ومصافٍ تقوم بتصفية المياه الخارجة من موقع الردم، مشيرا إلى أن العمر الافتراضي لهذه التقنية يفوق 200 عام، وهي من التقنيات التي تحد من عمليات التلوث.
وناشد المرباطي الإدارة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية استخدام التقنيات الحديثة والصحية؛ للتقليل من انتشار الملوثات في البيئة البحرية، موضحا أن تقنية الـ «جيو تيوب» استخدمت في جزر أمواج لفترة قليلة، ولكن تضارب المصالح جعل الصخور الكبيرة - التي لا تمنع الملوثات - البديل عن هذه التقنية.
العدد 2142 - الخميس 17 يوليو 2008م الموافق 13 رجب 1429هـ