العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ

الأهالي يعتصمون دفاعا عن ساحل كرباباد

احتشد أهالي كرباباد والديه والسنابس والقلعة أمس على الساحل مسجلين اعتصامهم الثالث للمطالبة بوقف دفان ساحل كرباباد.

وأكد ممثل الدائرة الرابعة بمجلس بلدي العاصمة حميد منصور في حديث إلى «الوسط»، أن الحدود النهائية لدفان الساحل غير معلومة، وقال: «لقد تحدثت الأحد الماضي مع متعهد الأرض وسألته عن حدود الدفان، فأشار إلى أنه طلب منه القيام بعمليات الدفان من دون أن يحدد له الخط النهائي».

وكشف منصور عن وجود أنباء عن بيع الأراضي المغمورة في الساحل لعدد من الأشخاص، مشيرا إلى أن هذه الخطوة ستجر إلى مزيد من التعقيدات. (التفاصيل ص2)


فيما سجل الأهالي والبحارة اعتصامهم الثالث على الساحل أمس

منصور: لا حدود معلومة للخط النهائي لدفان «كرباباد»

كرباباد - عبدالله الملا

أكد ممثل الدائرة الرابعة بمجلس بلدي العاصمة حميد منصور في حديث خاص إلى «الوسط» أن الحدود النهائية لدفان ساحل كرباباد غير معلومة، قائلا: «لقد تحدثت الأحد الماضي مع متعهد صاحب الأرض وسألته عن حدود الدفان فأشار إلى أنه طلب منه القيام بعمليات الدفان من دون أن يحدد له الخط النهائي». جاء ذلك على هامش اعتصام نظمته اللجنة الأهلية للدفاع عن ساحل كرباباد أمس بالقرب من موقع الدفان.

وأضاف منصور «أوضح المتعهد أنه لو ترك الدفان لمدة يومين فقط لوصل إلى أبعد من 500 متر مربع في عرض البحر، وذلك دليل على المعلومات الصارمة التي هي لدى المتعهد بالقيام بعمليات الدفان في أسرع وقت ممكن».

ونوّه ممثل «رابعة العاصمة» إلى أن «هناك أخبارا تشير إلى أن الأراضي المغمورة في هذه المنطقة بيعت إلى بعض الأشخاص، وهذا سيقودنا إلى مزيد من التعقيدات في المطالبة الشعبية ببقاء الساحل عاما للأهالي، والغريب ما قرأناه اليوم عن أن الأرض هي ملك خاص، وهذا نعرفه جميعا، وقد أشرنا لذلك من قبل، والمشكلة ليست مشكلة ملك خاص، بل المشكلة هي أن الساحل كان ملكا للأهالي وتحول بقدرة قادر إلى ملك خاص، كما أن الدفان تم من دون الحصول على ترخيص من بلدية المنامة ومن دون علم المجلس البلدي صاحب الاختصاص، وعندئذٍ فإننا نطالب بتدخل رسمي رفيع المستوى لوقف الدفان، ونتمنى أن يصدر جلالة الملك أوامره بأسرع وقت ممكن بتخصيص الساحل لصالح الأهالي والبحارة في المنطقة».

في الإطار نفسه، احتشد أهالي قرى كرباباد والديه والسنابس والقلعة أمس عند ساحل كرباباد بأعداد كبيرة ليسجلوا اعتصامهم الثالث بتنظيم من اللجنة الأهلية للدفاع عن ساحل كرباباد. ورفع الأهالي لافتات تطالب بوقف الدفان فورا، وتذكر الحكومة بضرورة التدخل لمنع التعدي على السواحل العامة، وخصوصا أن جلالة الملك أصدر أوامره بتخصيص السواحل العامة في مختلف المحافظات. وحرص كبار السن من البحارة والأهالي والأطفال على الحضور بكثافة في المنطقة التي تشهد استمرارا لعمليات دفان واسعة النطاق في الساحل، في الوقت الذي أكد أحد البحارة الهواة لـ «الوسط» أن الجرافات بدأت صباح أمس دفان الساحل عندما كانت المنطقة تخلو من البحارة والأهالي. من جهة أخرى، لفت منصور إلى أن عمليات الدفان لم تتوقف مطلقا على الساحل، مشيرا إلى أن البحارة رصدوا شاحنات ترمي المخلفات وتصدر الأوامر لجرافات تختبئ وراء أكوام الرمال لتدفع المخلفات إلى الساحل وترميها في البحر.

وأضاف منصور «الأرض التي نظم عليها الاعتصام تقدر بـ 11 مليون قدم مربع، وإذا تم أخذ الخدمات منها فإنها تفي لبناء أكثر من ألفي وحدة سكنية لأهالي المنطقة. أما الأرض التي سيتم دفنها وهي تفوق حجم الأرض الحالية فتكفي لبناء أكثر من أربعة آلاف وحدة سكنية، وفي الوقت الذي نبحث فيه عن مناطق لإقامة مشروعات إسكانية نرى أن الأراضي توزع بالمجان على المتنفذين الذين استولوا على البر والبحر معا، والمالك الحالي لهذه الأرض لديه خمس قطع لأراض في المنطقة نفسها».

وكان الأهالي أوقفوا الأسبوع الماضي الدفان على الساحل بعد ساعات قليلة ووعد متعهد المالك بعدم القيام بأي دفان إلا بحل الموضوع.

وقال منصور: «الدفان كان بطريقتين، رفع الأكوام من البحر وبعض السيارات كانت تلقي أحمالها مباشرة، وفي وقت الدفان كان هناك عدد بسيط من الأهالي وبعد ذلك اجتمع الأهالي وأعطانا ممثل الشركة وعودا شفهية مؤكدة بعدم ردم المنطقة».

واستغرب منصور الشروع في عملية الدفان في وقت اقترب المجلس من حل ما أسماه أزمة مرفأ الصيادين، موضحا «هذا يعتبر تعديا صارخ على صلاحيات واختصاصات المجلس البلدي، ولا سيما أننا نعلم أن الدفان يتم من دون ترخيص، كما أن نوعية الدفان المستخدمة غير قانونية بأي شكل من الأشكال». وكان منصور قد كشف في وقت سابق عن اقتراب انفراج أزمة مرفأ الصيادين على ساحل كرباباد، مشيرا إلى أن التأكيدات جاءت من وزارة شئون البلديات والزراعة.

وقال منصور: «كان من المقرر أن نجتمع مع وزير شئون البلديات والزراعة ومدير عام بلدية المنامة بشأن الاتفاق على موقع مرفأ الصيادين على ساحل كرباباد، وهو مشروع طال انتظاره، وقد وجه المشروع بمعارضة بعد أن تمت الإشارة إلى أنه يتعارض مع مثلث الرؤية البصرية لقلعة البحرين التي أضيفت أخيرا للتراث العالمي».

وكان البحارة وأهالي قرى كرباباد والقلعة والسنابس والديه قد اتفقوا على تشكيل لجنة أهلية مؤقتة مكونة من 10 أعضاء لمدة شهرين لمتابعة ملف الدفان على ساحل كرباباد. جاء ذلك في الاجتماع الموسع للأهالي واللجان الشعبية أمس الأول في مأتم كرباباد. وتابع منصور «سنوضح للعالم الصورة المغايرة للواقع، فالبحرين تسعى دائما إلى إبراز صورة جميلة عن السواحل والتنمية المستدامة في الخارج، إلا أن ما يجري على أرض الواقع مختلف تماما عن هذه الصورة، ونتمنى أن تستجيب الحكومة لمطالب البحارة وحفظ الساحل للعامة وليس لأهالي هذه القرى فقط».

وبين «لم تعد هناك سواحل لاستجمام الأهالي، ولدينا مثال في منطقة السنابس وتحديدا بالقرب من دوار المركزي؛ إذ إن هناك بقعة صغيرة جدا وهي ليست بساحل، إلا أن الأهالي يتكدسون بالعشرات فيها، والسبب هو عدم وجود أي منفذ لهم في أي منطقة على طول خط البديع والمنامة».

وكشف رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد لـ «الوسط» في وقت سابق أن بلدية المنامة سلمت الشركة القائمة على الدفان في ساحل كرباباد مخالفة لنوعية الدفان المستخدم، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا سيعقد مع وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب لتحديد موقع لمرفأ الصيادين بعيدا عن خط الرؤية البصرية لقلعة البحرين. وفي الوقت الذي يشهد ملف ساحل كرباباد تحركات أهلية ورسمية، إلا أن الملف لم يرفع بعد إلى النيابة العامة وخصوصا أن الدفان تم من دون رخصة من بلدية المنامة بتأكيد من ممثل الدائرة حميد منصور.

العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً