قتل فلسطيني من القدس الشرقية كان يقود جرافة أمس في وسط القدس برصاص عنصر في حرس الحدود فيما كان يسعى لتنفيذ هجوم شبيه بالعملية التي وقعت مطلع يوليو/ تموز الجاري بواسطة جرافة، كما أصيب 16 شخصا بجروح. وأجرى الرئيسان الإسرائيلي شمعون بيريز والفلسطيني محمود عباس محادثات بشأن السلام في وقت يزور فيه المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية باراك أوباما الأراضي المحتلة.
وقاد الفلسطيني غسان أبوطير (22 عاما) المتحدر من قرية أم طوبا الواقعة في القدس الشرقية جرافة صفراء فحاول قلب حافلة قبل أن يصيب سيارات عدة بأضرار. ووقع الحادث على بعد عشرات الأمتار من فندق الملك داوود الذي من المقرر أن ينزل فيه مساء أمس أوباما الذي بدأ زيارة إلى «إسرائيل» والضفة الغربية تستغرق 24 ساعة.
وقال قائد الشرطة في القدس اهارون فرانكو «إنها إعادة للحادثة التي وقعت في الثاني من يوليو». ففي هذا التاريخ قتل فلسطيني من القدس الشرقية يقود جرافة مماثلة ثلاثة إسرائيليين قبل أن يقتل بدوره.
وأضاف فرانكو أن سائق الجرافة «هاجم حافلة تمكنت من التنحي جانبا ثم قاد الجرافة وصدمها بخمس سيارات أصابها بأضرار». عندها أطلق أحد المدنيين النار باتجاه سائق الجرافة قبل أن يقوم أحد عناصر حرس الحدود بإطلاق النار عليه وقتله. وأدى هجوم الجرافة على السيارات إلى إصابة 16 شخصا بجروح احدهم جروحه بالغة في الساقين حسب أجهزة الإسعاف الإسرائيلية.
وتابع مسئول الشرطة اهارون فرانكو أن «الشرطة والشين بيت (الأمن الداخلي) يعالجان الوضع. إنه الحادث الثاني من نوعه وقد اتخذنا إجراءات. نحن نراقب سكان القدس الشرقية وعلينا تكثيف تحركاتنا في هذه المنطقة».
وسارع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى إدانة الهجوم وقال في تصريح صحافي «نحن دائما ندين أي عمل إرهابي وندين أي اعتداء على المدنيين مهما كانت صفته».
في غضون ذلك قالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فجر أمس فلسطينيين اثنين من بلدة بيت أمر شمال الخليل بالضفة الغربية إثر اقتحام البلدة. كما اقتحمت قوات إسرائيلية مدينة نابلس ومخيم بلاطة للاجئين شمال الضفة الغربية.
سياسيا استقبل الرئيس الإسرائيلي أمس الرئيس الفلسطيني لإجراء محادثات في مقر إقامته الرسمي قائلا إن هذه الزيارة غير المسبوقة قد تبدد الشكوك في رغبة بلاده في إقرار السلام. وعلى الرغم من أن بيريز وعباس التقيا من قبل إلا أن هذه أول زيارة يدخل خلالها رئيس فلسطيني إلى بيت هاناسي أو بيت الرئيس في القدس حيث يستقبل رؤساء «إسرائيل» ضيوفهم الأجانب. وقال بيريز بعد مراسم استقبال رسمية لعباس الذي يجري مفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت لم تحرز تقدما يذكر حتى الآن «أنا واثق تماما من حل المشكلات. أشعر أن الجانبين يؤمنان بأنه ليس هناك بديل للسلام».
من جهته قال عباس إنه بالرغم من مرور الوقت والمصاعب والعقبات إلا أن هناك نهاية لهذا الصراع الطويل.
هذا وسيوضح أوباما خلاله زيارة خاطفة إلى «إسرائيل» والضفة الغربية المحتلة اليوم (الأربعاء) مواقفه من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وسيلتقي أوباما مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين ويزور نصب ياد فاشيم لضحايا المحرقة ويجول في مدينة سديروت المتاخمة لقطاع غزة.
من جانبه قال ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أمس إنه لن تكون هناك اتصالات مباشرة مع حركة «حماس» قبل أن تعترف الحركة بـ «إسرائيل». وقال بلير على هامش اجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل «من المهم أن تقبل بوجود إسرائيل».
إلى ذلك فتح وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس الباب أمام إمكانية التوصل قريبا لصفقة تبادل للأسرى مع «حماس» للإفراج عن الجندي المحتجز في غزة جلعاد شاليط وذلك بتأكيده أن التهدئة «تستتب» في قطاع غزة. وقال باراك إن «التهدئة (التي دخلت حيز التنفيذ قبل شهر برعاية مصرية) أخذت تستتب في قطاع غزة ما يوفر فرصة لدفع الجهود المبذولة للإفراج عن الجندي شاليط».
العدد 2147 - الثلثاء 22 يوليو 2008م الموافق 18 رجب 1429هـ