أعلنت لجنة التحضير لأولمبيا بكين مطلع العام 2008 أن التكاليف الإجمالية لاستضافة الحدث الرياضي العالمي ستفوق 34 مليار دولار، أي أكثر مما كان محددا بـ 17 مرة. واستُثمرت مبالغ هائلة في مباني ومشاريع تهدف إلى تلميع صورة الصين، مثل الاستاد الوطني المُسمى بـ «عُشّ الطير»، الذي بلغت تكاليف تصميمه وحدها قرابة 8 ملايين دولار، أي ضعف المبلغ الذي كان مخصصا لهذا الغرض.
كذلك مشروع بناء نظام المواصلات كان مُكلفا جدا هو الآخر. فبناء مترو الأنفاق وحده ابتلع مليارات الدولارات، حسب قول المسئولين عن تنظيم الأولمبياد، على رغم التعديلات التي أجريت عليه بسبب اتهامات بالإسراف والتبذير. لكن سكان بكين سيسرون للاستفادة من المترو بعد انتهاء الدورة الأولمبية على الأقل.
في فبراير/ شباط 2001 وقبل أن تتّخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارها منح بكين حق تنظيم أولمبياد 2008، قدر المسئولون الصينيون عن تنظيم الدورة الأولمبية مبلغ ملياري دولار لبناء البنية الأساسية من ملاعب وصالات وإنشاء طُرق مواصلات حول القرية الأولمبية الواقعة شمال العاصمة الصينية (بكين). وقالت اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك إنها تنوي تقديم مليار و500 مليون دولار لدعم تنظيم الألعاب. هذه الأرقام أضحت بعيدة كل البعد عن الواقع بعد 4 سنوات، أي العام 2005.
فخلال مؤتمر جمع اللجنة المنظمة للأولمبياد في بكين مع اللجنة الأولمبية الدولية قدمت بكين أرقاما مغايرة، أظهرت أن التكاليف ستتجاوز الإطار الأصلي لتمويل الأولمبياد.
وذُكر آنذاك أن الموازنة المخصصة لتنظيم الألعاب وحدها سترتفع بنسبة 20 في المئة تقريبا. لكن إذا ما تبين لاحقا أن التكاليف ستتجاوز هذه الأرقام، فينبغي مقاضاة بكين بدعوى الإهمال. هذا ما يراه الخبراء الاقتصاديون في اللجنة الأولمبية الدولية. وأعلن منظمو الدورة في بكين آنذاك أن من شأن أعمال البناء اللازمة أن تبتلع مبالغ هائلة، لاسيما بناء الملاعب والصالات وإنشاء الطرق التي تربط مواقع المنافسات مع القرية الأولمبية. وربما كان من الواضح بالنسبة إلى اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك أن السياسة الصينية لن تُفرّط بفُرصة إظهار السلطة والقوة من خلال الألعاب، وأن تكاليف أعمال البناء والتحضير للدورة الأولمبية ستتجاوز الإطار المالي المُحدد في الأصل.
العدد 2152 - الأحد 27 يوليو 2008م الموافق 23 رجب 1429هـ