قضت محكمة مصرية يوم السبت الماضي (غيابيا) بسجن الناشط الحقوقي وأستاذ علم الاجتماع السياسي سعدالدين إبراهيم لمدة عامين، وذلك بتهمة الإضرار بسمعة مصر.
- سعدالدين إبراهيم من مواليد ديسمبر/ كانون الأول 1938، في قرية «بدين» التابعة لمدينة المنصورة في دلتا مصر.
- أحد أبناء الجيل الذي يطلق عليه «جيل ثورة يوليو»، إذ كان يبلغ من العمر 14 عاما حين قيامها.
- التقى الرئيس جمال عبدالناصر عندما أحرز المركز الأول في مسابقة أعدتها وزارة التعليم عن كتاب «فلسفة الثورة» للرئيس عبدالناصر نفسه. وفي اللقاء استطاع سعدالدين جذب انتباه عبدالناصر بعد أن تحدث باسم زملائه، مطالبا بخفض القبضة الأمنية، متهما ثورة يوليو بأنها تأكل أبناءها. وضرب الطالب الصغير مثلا بأحد أبناء قريته الذي اعتقل بتهمة الانتماء للإخوان المسلمين.
- كفل له التفوق الدراسي وحماسه لثورة يوليو لأن يكون أحد المبعوثين المصريين للولايات المتحدة بعد أن حصل على ليسانس العلوم الاجتماعية بتفوق في 1964.
- أصبح رئيسا لاتحاد الطلبة العرب في أميركا، باعتباره المرشح الناصري في مواجهة تيارات بعثية وماركسية قوية كانت تتناوب على رئاسة المنظمة. ولعل حماس الأجهزة الناصرية لإبراهيم، وحماسه هو شخصيا لثورة يوليو كفلا له رئاسة لجنة الاتحاد الاشتراكي «حزب يوليو» وقتها في الولايات المتحدة حيث كان مسئولا سياسيا عن المبعوثين المصريين من الأسماء السابقة.
- في العام 1968 أسس جمعية علماء العالم الثالث ونشط فيها، ما أتاح له مد المزيد من الجسور مع المجتمع السياسي الأميركي. وتزوج من طالبته الأميركية التي أسلمت وأصبح اسمها باربارا إبراهيم.
- نجح في إقامة علاقة مميزة مع النظام العراقي السابق من خلال صداقته بسعدون حمادي الذي كان طالبا عراقيا في الولايات المتحدة، وهي العلاقة التي كفلت له أن يساهم في تأسيس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، وأن يلتقي نائب الرئيس العراقي حينها صدام حسين في العام 1972 لبحث مسألة هجرته وعدد من العلماء العرب الأميركيين إلى العراق، ولكن خلافات مادية وتفصيلية حالت دون إتمام الفكرة، واحتفظ إبراهيم أيضا بعلاقات متميزة مع ولي عهد الأردن السابق الأمير الحسن بن طلال الذي دعم مشروعه منتدى الفكر القومي بعمّان.
- النقلة الرئيسية في حياته في أعقاب الغزو العراقي للكويت الذي أدى إلى تغيير أفكاره عن القومية العربية، وإيمانه بالشرق أوسطية، ثم سفره إلى «إسرائيل» للمشاركة في ندوة نظمتها جامعة القدس العام 1955. ولكن النقلة الأهم في حياته التي يحقق معه بسببها الآن كانت تأسيسه لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية العام 1988، بعد أن يئس من إمكانية التواصل مع السلطة.
- في العام 1994 كان بطلا لضجة إعلامية كبيرة بسبب مؤتمر دعا لتنظيمه عن الأقليات في الوطن العربي، واعتبر فيه أقباط مصر أقلية، ما دفعه لأن ينقل المؤتمر إلى جزيرة قبرص.
- يعيش إبراهيم الذي قضى شهورا في السجن في 2002 بتهم مماثلة في الخارج منذ أكثر من عام خشية اعتقاله إذا عاد لمصر.
العدد 2159 - الأحد 03 أغسطس 2008م الموافق 30 رجب 1429هـ