العدد 2171 - الجمعة 15 أغسطس 2008م الموافق 12 شعبان 1429هـ

الصحراء الكبرى كانت «جنة خضراء»

قال باحثون إنهم اكتشفوا مقبرة تعود للعصر الحجري على شواطئ بحيرة قديمة جافة بالصحراء الكبرى كانت تمتلئ بهياكل عظمية لبشر وأسماك وتماسيح عاشوا عندما كانت الصحراء الكبرى بإفريقيا واحة خضراء.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية ان بول سيرينو من جامعة شيكاغو الذي يقود فريقا يجري أبحاثا في الصحراء الإفريقية عثر على 200 قبر تعود إلى سلالتين متلاحقتين عاشت في الصحراء قبل نحو خمسة آلاف عام، واكتشفت القبور في منطقة «غوبيرو» التي تقع في أراضي النيجر القاحلة، والتي كانت تعرف عند قبائل الطوارق البدوية باسم «الصحراء داخل الصحراء».

وأهم ما اكتشفه الفريق هو قبر يضم ثلاثة هياكل تعود إلى أم وطفليها، أحدهما طفلة في الحادية عشرة من عمرها ترتدي سوارا مصنوعا من أنياب فرس النهر. واللافت أن الهياكل الثلاثة في وضعية عناق، وقال سيرينو ان قبر الثلاثة كان مزينا بالأزهار.

وتثبت القبور التي عثر عليها الفريق ان الصحراء الافريقية كانت في يوم من الأيام خضراء وأن المساحات فيها بدأت تتقلص شيئا فشيئا إلى أن أضحت قاحلة تماما. وأشار سيرينو في مؤتمر صحافي عقد أمس الأول (الخميس)، «حيثما التفت، كانت هناك عظام حيوانات لا تعيش في الصحراء، عندها أدركت أن المنطقة كانت خضراء فيما مضى». وأوضح ان المقبرة، التي عرتها الرياح، قريبة من منطقة يعتقد أنها كانت بحيرة عندما كان البشر يسكنون هناك. وبحسب تقرير الفريق فإن المنطقة كانت قبل 100 مليون عام مكسوة بالغابات وتحتلها الديناصورات والتماسيح، وقبل 50 ألف عام انتقل إليها البشر لوجود بحيرة كبيرة فيها حيث مارسوا صيد الأسماك.

وبعدها جفت البحيرة وتحديدا خلال العصر الجليدي. ولكن الأمطار عادت لتهطل على المنطقة قبل 12 ألف عام فامتلأت البحيرة من جديد حتى قبل 4500 عام، عندما أدت التغييرات المناخية تدريجيا إلى تحويل المنطقة إلى صحراء.

العدد 2171 - الجمعة 15 أغسطس 2008م الموافق 12 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً