طالبت الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (البوليساريو) مجددا بتغيير مبعوث الأمم المتحدة للصحراء الغربية الهولندي بيتر فان والسوم، مؤكدة أنه فقد صدقيته بالنسبة إلى الجبهة.

وذكرت صحيفة «الباييس» الإسبانية في عددها الصادر أمس (الأحد) أن زعيم الجبهة محمد عبدالعزيز وجّه رسالة بهذا المعنى للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وطالبه فيها بتعيين مبعوث جديد للمنظمة الدولية في الصحراء الغربية بدلا من فان والسوم حتى يتيسر استئناف المحادثات مع المغرب للتوصل إلى حل لأزمة الإقليم. وقالت «الباييس» إن الرسالة التي بعثها المسئول الصحراوي إلى كي مون الخميس الماضي جاءت ردا على الحوار الذي أجرته الصحيفة الإسبانية مع المبعوث الدولي في 8 أغسطس/ آب الجاري والذي أكد فيه مجددا أن «صحراء مستقلة تعد أمرا بعيد المنال»، مبررا ذلك بأن مجلس الأمن الدولي لن يتمكن من أن يفرض على المغرب حلا يتفق مع الشرعية الدولية التي يرى فان والسوم أنها إلى جانب «البوليساريو».

وأوضح فان والسوم خلال الحوار أن أي طلب رسمي تتقدم به «البوليساريو» للمطالبة بإقالته يعزز احتمال أن يتقدم باستقالته خلال الأيام المقبلة. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تطالب فيها «البوليساريو» بتغيير فان والسوم إذ إنها تتهمه بمحاباة المغرب منذ التقرير الذي رفعه في 21 أبريل/ نيسان الماضي إلى مجلس الأمن الدولي واعتبر فيه أن خيار الاستقلال الذي تطالب به الجبهة يعد هدفا «غير ممكن»، مشيرا إلى أن الجبهة يتعين عليها أن تقبل «بالواقع السياسي» الذي يؤكد أن لا وجود لضغوط دولية كافية على المغرب لكي يقدم على التخلي عن السيادة على أرض يحتلها منذ العام 1975. وكانت الجبهة أكدت في مايو/ أيار الماضي أن فان والسوم «فقد ثقة الجانب الصحراوي ولم يعد صالحا للقيام بأي دور وساطة في النزاع المتعلق بالصحراء». وقالت الأمانة العامة للجبهة في بيان لها إن المبعوث الدولي قد انحاز للمغرب وخالف بذلك الشرعية الدولية.