كان الرئيس الزامبي ليفي مواناواسا الذي توفي أمس (الثلثاء) في باريس من الأصوات القليلة في القارة الإفريقية التي لم تتأثر بالمكانة التاريخية للرئيس الزيمبابوي روبرت موغابي، بل انتقدته مرات عدة. وقد انفصل مواناواسا (59 سنة) الذي انتخب رئيس زامبيا العام 2001 عن ثقافة التضامن السائدة بين القادة الأفارقة، منددا بما تعاني منه زيمبابوي من آفات.
- ولد مواناواسا في 3 سبتمبر/ أيلول 1948، ودافع عندما أصبح محاميا بشدة عن عدة ملفات مرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان حتى أطلق عليه اسم «ايسيمبوبا» (أي «حائط الاسمنت المسلح»).
- لم يتأثر ليفي مواناواسا الذي كان فتى في السادسة عشرة عندما استقلت بلاده العام 1964 عن الاستعمار البريطاني بالقمع الذي مارسته أقلية البيض، ولم يشارك في الكفاح من اجل التحرير.
- في 1991 عين مواناواسا نائبا للرئيس فريدريك شيلوبا الذي تولى السلطة إثر أول اقتراع تعددي في زامبيا، إلا أنه استقال من منصبه العام 1994 احتجاجا على ما اعتبره تهاونا أمام الفساد وتهريب المخدرات، وبعد سنة أعلن انسحابه من الساحة السياسية.
- قدمه شيلوبا العام 2001 مرشحا لحزبه (الحركة الديمقراطية التعددية) إلى الانتخابات الرئاسية، وانتخب مواناواسا في عملية اقتراع مثيرة للجدل قال بعضهم إن شيلوبا تلاعب بنتائجها.
- سرعان ما نأى مواناواسا بنفسه عن صورة «الدمية» التي ألصقها به معارضوه، وانقلب على حاميه ليشنّ ضده وضد المقربين منه حملة لمكافحة الفساد.
- في 2006 فاز بثاني ولاية على الزعيم الزامبي المسن مايكل ساتا الذي احتج على النتائج. وتلت الانتخابات مواجهات عنيفة بين أنصار المعارضة وقوات الأمن.
- تمكن مواناواسا الذي يشيد به الغرب لحكمه الرشيد في الأموال العامة من السيطرة على التضخم، وجذب العديد من الاستثمارات الأجنبية لاسيما الصينية في القطاع المنجمي. ورغم ارتفاع النمو مازالت زامبيا في المرتبة الـ165 (من أصل 177) في تصنيف الأمم المتحدة لمؤشرات التنمية البشرية، حيث مازال ثلثا السكان يعيشون تحت عتبة الفقر.
- في مارس/ آذار 2007 شبه جاره الذي يتخبط في ركود اقتصادي غير مسبوق بالسفينة «تايتانيك وهي تغرق».
- حاول بصفته الرئيس الحالي لمجموعة تنمية دول إفريقيا الجنوبية دفع المنطقة إلى التحرك ضد زيمبابوي التي عانت من أعمال العنف بعد انتخابات 29 مارس. وبعد أسبوعين من الاقتراع دعا المجموعة إلى عقد قمة طارئة، ودعا زعيم المعارضة في زيمبابوي مورغان تسفانجيراي إلى حضورها، وهو ما أثار حنق روبرت موغابي الذي قاطع القمة، واتهم نظام مواناواسا بالتحرك لحساب الغرب. واستخلص ليفي مواناواسا أنه رغم جهوده لم تحرك المنطقة ساكنا، فقال إن «صمت مجموعة تنمية دول إفريقيا الجنوبية فضيحة».
- منعته الجلطة الدماغية التي أصابته على هامش قمة الاتحاد الإفريقي من رفع صوته ضد إعادة انتخاب موغابي، ولكن وزير خارجيته كابينغا باندي تكفل بذلك باسمه خلال قمة إقليمية.
- أصيب مواناواسا في حادث سيارة خلال تسعينيات القرن الماضي وبجلطة دماغية مطلع 2006. وكانت ولايته يفترض أن تنتهي في 2011 ولكنه ونظرا لسوء حالته الصحية فتح في يناير/ كانون الثاني باب السباق نحو خلافته، وقيل إن زوجته مورين ستخلفه، وقد صرحت في فبراير/ شباط قائلة: «اعتقد انني انتمي إلى احتياطي القادة المقبلين»، ولكنها نفت أن تكون تتطلع إلى الرئاسة.
العدد 2175 - الثلثاء 19 أغسطس 2008م الموافق 16 شعبان 1429هـ