يستعد مسرح البيادر وبالتعاون مع نادي مدينة عيسى وتحت رعاية الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والتراث الوطني الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة لتقديم مسرحية الأطفال «وين الوطن؟»، وهي مسرحية تدمج بين أسلوب فن تحريك العرائس والمسرح البشري. ويتعامل الممثلون في العرض مع الدمى وكأنها شخوص عادية، ما يضفي على العرض روحا جديدا في فن تحريك الدمى.
وذكر مؤلف ومخرج العمل أحمد جاسم أن المسرح يعتبر الأطفال «جزءا رئيسيا من الأجيال المسرحية، لأننا إذا لم نوجه رسالتنا للأطفال كمسرح، فالوعي بالمسرح سيأتي متأخرا، لذلك تجد محاولتنا في هذه المسرحية الوصول للطفل في وقت مبكر، وطرح مفاهيم راقية وفق أساليب فنية متقنة للارتقاء بذوقهم».
ويقوم المؤلف والمخرج أحمد جاسم محمد بابتكار مزيج من عدة ألوان فنية، إذ سيستخدم العرائس القفازية الكبيرة إضافة إلى الدمى التي تتحرك بالرأس كشخصية القمر، وأسلوب ما يسمى بـ «المسرح الأسود» واستغلال الجو المظلم في تحريك الأجساد الفسفورية في حركة مبهرة للأبصار في مشهد الذئاب ولعبة القمر مع الأسد.
أما الأسلوب الثالث فهو استخدام العنصر البشري في شخصيتي الراوي والحطاب، إذ يسعى المخرج في هذا العرض لتجربة الأسلوب الياباني في تحريك الدمى الذي يخرج فيها الممثل بكامل جسمه - في معظم المشاهد - بشرط أن يلبس السواد بالكامل ويغطي وجهه وكأنه غير موجود، بطريقة مغايرة عن الأسلوب التقليدي في تحريك الدمى الذي تعتمد على اختفاء جسد المحرك تماما.
ويجد جاسم أن «هناك شيئا مهما في قضية التعامل مع الطفل، إذ يجب أن يكون المؤلف وممثلو العمل مدركين لكيفية التعامل مع الأطفال وهذا ما يدفعنا للاطمئنان، إذ إننا كطاقم عمل نتكون من تربويين عملنا في حقل التعليم بوزارة التربية والتعليم، وأخصائي في مجال علم النفس، ما خلق تآلفا في الأفكار، وجعل منا في بعض المشاهد متفاهمين في عملية تسهيل المعلومات الصعبة، ضمن إطار العمل الراقي والواضح على المتلقي لا الشيء الساذج».
وسيقوم بالتمثيل وتحريك الدمى كل من عبدالرحمن بوجيري وعبدالرحمن بوبدر وأحمد جاسم ومحمد الحداد، وستعرض المسرحية يومي 25 و27 أغسطس/ آب الساعة 6.30 مساء على خشبة نادي مدينة عيسى.
وتعتبر هذه المسرحية الثانية للأطفال من تقديم مسرح البيادر، إذ قدم مسرح البيادر العام الماضي مسرحية «سمير وسمور» على خشبة مركز سلمان الثقافي.
ويقول أحمد «في العمل عدة رسائل، عنوان العمل (وين الوطن؟)، والمقصود منه إيصال فكرة حب الوطن عن طريق الطفل بطل المسرحية الدمية محبوب، وترسيخ فكرة أن الوطن غال ويستحق التضحيات، وذلك يتمثل في الصعوبات التي واجهها محبوب في طريقه للوطن، ومساعدته للسمكة والأرنب، وقضائه على الشرير المتمثل في الأسد، ويؤسس العمل لفكرة التعاون والعمل الجماعي والحصد على قدر العمل، إضافة إلى كوننا نسعى لتعريف الطفل بالفنون المسرحية».
وأكد أحمد أن مسرح البيادر يسير في توجه مسرح الطفل بقوة، قائلا «عندنا هذا التوجه بقوة، ونحن ننوي المشي في تواز مع الكبار والصغار، ويزيدنا فخرا إحرازنا خمس جوائز على مستوى الكبار في مسابقة الأعمال المسرحية البحرينية، ونحن نعمل الآن على خط الأطفال الذي كان هدفنا منذ فترة طويلة حتى قبل التأسيس، إذ نسعى لكي نؤسس مسرحا صحيحا وليس مسرحا ساذجا، حتى إننا نشارك في المؤتمرات والمهرجانات العالمية للطفل، ونحضر المسرحيات لنكتسب منها الخبرات ونعيد تقديمها للجمهور».
العدد 2176 - الأربعاء 20 أغسطس 2008م الموافق 17 شعبان 1429هـ