ينتظر مخطط لتأسيس مصنع جديد لدرفلة الحديد أطلقته جمعية العمل الخيري في البحرين لدعم توفير فرص عمل إلى الشباب في البحرين، الحصول على قطعة أرض لإقامة المشروع عليه يساندها في ذلك أصحاب أعمال مهتمون بالمشروع، في وقت صعدت فيه أسعار الحديد إلى مستويات قياسية وجهود تبذل لاستيراد هذه المادة من الخارج لسد النقص في المملكة.

وأبلغ رئيس جمعية العمل الخيري حسين المهدي «مال وأعمال» أن الجمعية والقائمين على المشروع، الذي لقي استجابة من المسئولين من ضمنهم المجلس البلدي في المحافظة الشمالية، «يتطلعون إلى لقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بهدف إمكانية تخصيص قطعة أرض للمشروع والبدء في إجراءات التسجيل والتنفيذ».

وأضاف «الفكرة لإقامة مصنع لدرفلة الحديد في البحرين لا تزال قائمة، ولكن ينقصها وجود أرض لإقامة المشروع. مصنع لدرفلة الحديد هي من أولويات الجمعية التي تسعى بكل جهد إلى تحقيقها في البحرين».

وارتفعت أسعار الأراضي بشكل كبير في هذه الجزيرة الصغيرة خلال السنوات الثلاث الماضية لتبلغ أعلى مستويات قياسية بلغت في بعض المناطق أكثر من 500 في المئة، الأمر الذي شكل عقبة في وجه بعض رواد الأعمال لبدء نشاطهم، وامتد ذلك إلى المواطنين الراغبين في الحصول على قطع أرض لبناء مساكن لهم.

ولم يحدد المهدي متى سيتم لقاء جلالة الملك ولكنه أضاف أن العديد من المستثمرين في المنطقة الشمالية أبدوا استعدادهم للمشاركة في هذا المشروع والمساهمة بنحو ثلث رأس مال المؤسسة البالغ نحو 5 ملايين دينار، «وسيتم دفع 1,250 مليون دينار من قبل أبناء المنطقة بهدف دعم مبادرات الشباب وتوفير فرص عمل مناسبة للخريجين».

ومن بين المهتمين بالمشروع والمتوقع أن يدعم المصنع المقترح بقوة صاحب الأعمال البحريني المعروف حميد آل نوح. أما باقي المبلغ فسيتم جمعه من المؤسسات الراغبة في دعم مشروع الشباب، إذ تم إعداد دراسة أولية بشأنه. ويبلغ رأس مال المؤسسة التي أطلقت في الآونة الأخيرة بين 5 إلى 10 ملايين دينار.

وقال المهدي إن الدراسات «أظهرت أن نحو 80 في المئة من اقتصادات دول العالم تعتمد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة»، التي توفر وظائف إلى ملايين الأشخاص وتنمي قدرات الشباب وبناء مستقبلهم.

وأدى الازدهار الاقتصادي الذي تشهده دول المنطقة ومن ضمنها البحرين والناتج بشكل رئيسي عن ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية بلغت نحو 130 دولارا للبرميل الواحد إلى فورة عمرانية قوية أدت إلى نقص توفر المواد الأساسية للبناء في البحرين من ضمنها الحديد قبل أن تكثف الحكومة من جهودها لاستيراد هذه المواد من الخارج.

وقفزت أسعار الحديد في سوق البحرين مثلها مثل بقية مواد البناء والمواد الاستهلاكية الأخرى لتبلغ نحو 690 دينارا للطن الواحد في الوقت الحاضر، بارتفاع بلغ 165 في المئة عن الأسعار التي كانت سائدة العام الماضي ما أثر سلبا على المقاولين وخصوصا الصغار وتكبدهم خسائر فادحة من جراء ذلك في وقت ينتظر أن ترتفع الأسعار أكثر بنهاية العام الجاري.

وأرجع مقاولون السبب وراء ارتفاع أسعار الحديد إلى صعود أسعار المواد الأولية التي تدخل في هذه الصناعة المهمة للإنشاءات والتي تتركز صناعتها في شمال إفريقيا في ظل النمو الكبير على هذه المادة في الدول النامية، ومن ضمنها دول الخليج العربية وشمال إفريقيا.

ولم يقتصر صعود أسعار الحديد على سوق البحرين وإنما شمل معظم الأسواق من ضمنها سوق الإمارات العربية المتحدة إذ بلغ سعر الطن الواحد نحو 6400 درهم على رغم وجود هذه الصناعة في هذه الدولة الخليجية، بارتفاع بلغ نحو 170 في المئة.

وذكر تقرير نشرته «الصلب العربي» أن مصنع الإمارات للحديد والصلب (ESI) رفع أسعاره خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو / حزيران إلى 1571 دولارا للطن بالنسبة لأسعار شهر يوليو / تموز الجاري، مقابل 1334 دولارا للطن. وقد زادت شركة حديد عز المصرية أسعارها اعتبارا من بداية شهر يوليو / تموز إلى 6250 جنيها مصريا (نحو 1172 دولارا)، بزيادة 550 جنيها عن المستوى الذي كان عليه في شهر يونيو.

وأدى ارتفاع أسعار الخردة التي بلغت أكثر من 700 دولار للطن، وكذلك أسعار مادة العروق المستوردة والتي تجاوزت أسعارها 1270 دولارا، وكذلك زيادة الطلب في الأسواق المحلية والعالمية إلى اشتعال أسعار الحديد.

وبدأت جميع أسعار مواد البناء والمواد الاستهلاكية تقريبا في القفز إلى مستويات غير مسبوقة. ويتركز معظم إنتاج الصلب الخام في دول شمال إفريقيا، وقال تقرير إن إنتاج الصلب في أربع دول عربية تقع في شمال إفريقيا في العام 2007 بلغ 9,4 ملايين طن، أو نحو 55 في المئة من إنتاج الصلب الخام في البلدان العربية الذي بلغ 17 مليون طن.

وأضاف أن إنتاج الصلب الخام في دول شمال إفريقيا تضاعف خلال الفترة الواقعة بين العام 2000 و 2007، إذ صعدت من 4,9 ملايين طن إلى 9,4 ملايين طن. ويشكل إنتاج مصر نحو 63 في المئة من إجمالي إنتاج دول شمال إفريقيا، و 29 في المئة من إجمالي الإنتاج العربي.