لا يفصلنا عن شهر رمضان الكريم إلا أيام قليلة تُعد على الأصابع ومع هذه المدة بدأت الأسواق البحرينية تكتظ بالمواطنين لاستقبال هذا الشهر الكريم الذي ارتفعت فيه الأسعار ولم ترحم العروض ضعف الحال.
خلال العام الماضي كانت الأسعار مرتفعة ولم يكن هناك اختلاف على هذا سواء من الزبون أو التاجر. فالجميع أكد أن احتياجات شهر رمضان ارتفع سعرها إلا أن العام الجاري كان الارتفاع فيه ملحوظا. فالبعض يقول إن نسبة الارتفاع بلغت 10 في المئة والبعض 15 في المئة ولا أحد يعلم ما هي النسبة الحقيقية فالشيء الوحيد المتفق عليه هو ارتفاع الأسعار محليا وعالميا.
أين الأسعار في الماضي عن الآن؟
علي محسن زبون التقته «الوسط» في إحدى الأسواق يتسوق مع عائلته استعدادا للشهر الكريم يقول: «أين الأسعار في الماضي عن الآن؟ فقبل أعوام كانت الأسعار مناسبة للجميع وليس هناك أي اختلاف بشأنها أما الآن فهي أصبحت كالعدو بالنسبة إلينا وخصوصا أنها تكلفنا الكثير. فقبل عشرة أعوام تقريبا لم تكن تكلفني احتياجات شهر رمضان إلا 80 أو 100 دينار في بعض الحالات».
ويضيف «أما الآن فأنا أصرف أكثر من 150 دينارا على احتياجات رمضان والمصيبة الكبرى أنها تكون قليلة ولا تكفي لنهاية الشهر الكريم (...) إن المشكلة الأساسية ليست في البحرين بل في جميع دول العالم فحتى لو لجأنا إلى دول الجوار فسنرى أن الأسعار نفسها وإن انخفضت فستكون نسبة الزيادة في البحرين 50 أو 100 فلس لذا فليس من المعقول أن نتوجه إلى الدول المجاورة لتوفير دينار أو دينارين».
من جانبها، قالت المواطنة سوسن جعفر إن العديد من المواطنين يؤكدون أن أسعار احتياجات رمضان العام الجاري ارتفعت بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أنه للمرة الأولى لا يستطيع المواطنون تحميل أحد المسئولية فجميع شعوب الدول العربية تشهد السيناريو نفسه.
واتفقت سوسن مع علي في أن نسبة الإنفاق على احتياجات شهر رمضان العام الجاري مقارنة بالأعوام القليلة الماضية ارتفعت، مشيرة إلى أن عائلتها أصبحت تنفق الضعف خلال العام الجاري.
وذكرت أن «خلال الأعوام الماضية كانت تنفق ما يقارب 100 دينار إلا أنها الآن أصبحت تنفق ما يقارب 200 دينار على احتياجات شهر رمضان».
العروض الترويجية على أغراض صنع الحلويات فقط
أما بعض المواطنين فأكدوا أن جميع العروض الترويجية هي على أغراض صنع الحلويات في الوقت الذي أوضحوا أن هذه العروض استثنت باقي الاحتياجات.
وفي هذا الجانب، قالت المواطنة رباب محمود: «إن أكثر العروض الترويجية على أغراض صنع الحلويات في الوقت الذي تم استثناء باقي السلع (...) وعلى الرغم من أن بعض العائلات تعتبر العروض الترويجية على الحلويات أمرا جيدا فإن البعض لا يرغب في شراء هذه الأغراض لعدم صنعه الحلويات».
واتفقت معها تسليم أحمد التي أكدت أن العروض الترويجية فقط على أغراض صنع الحلويات في الوقت الذي تم استثناء باقي السلع الأساسية التي يقبل عليها جميع المواطنين.
شاكر الحلي: الإقبال مازال متوسطا
في الجانب الآخر من الشق التجاري، قال رئيس مجلس الإدارة بشركة ميرزا الحلي وأولاده (أسواق الحلي) شاكر الحلي: «إن الإقبال من قِبل الزبائن إلى الآن مازال متوسطا. إن طبيعة البحرينيين عموما تتركز في شرائهم في اللحظات الأخيرة. صحيح إن الإقبال بدأ إلا أنه مازال متوسطا».
وعن سؤاله عن الأسعار أكد الحلي أن هناك ارتفاعا في بعض المواد مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن الدليل على ذلك هو أن زيوت الطبخ ارتفعت أسعارها بنسب متفاوتة، موضحا أن بعض الأنواع وصلت نسبة ارتفاع سعرها إلى 15 في المئة، عاطفا على ذلك أن «الطحين المستورد والحليب المجفف ارتفعت أسعارهما خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي».
وأكد الحلي أن نسبة الارتفاع في الأسعار مقارنة بالعام الماضي وصلت إلى نسبة لا تقل عن 15 في المئة.
وعن التلاعب الذي من الممكن أن تقوم به بعض المحلات أوضح الحلي أن هناك مراقبة من وزارة الصناعة والتجارة على الرغم من صعوبة التحكم في الأسعار، مبيّنا أن الزبون في البحرين أصبح مدركا لعملية الأسعار لذا ففي حال وجد السعر مرتفعا فإنه يذهب مباشرة إلى البديل وخصوصا أن الزبون حاليا أصبح أمامه العديد من الخيارات إلى جانب أن لديه القدرة على مقارنة الأسعار في كل الأسواق المتاحة.
وواصل: «في السابق كانوا يتكلمون أن ارتفاع الأسعار هو نتيجة لارتفاع سعر النفط إلا أنه انخفض حاليا ومن وجهة نظري أرى أن بعض السلع بدأت تنزل أسعارها لكون الطلب على بعض الأصناف أصبح ضعيفا لذا بدأت الشركات المصنعة تخفض أسعار السلع».
ولفت الحلي إلى أن العروض المجانية تكون على بضائع معينة، مبيّنا أن هذه العروض تكون على كميات محدودة وليست كبيرة جدا، قائلا: «بحكم أن العروض تكون على كمية محددة وتكون معروضة في بداية الموسم فقط فبعد أن تنتهي يكون الزبون مجبرا على شراء البضائع العادية التي لا توجد عليها أي عروض».
وأشار الحلي إلى أن العديد من الأسواق تلجأ إلى عرض جوائز من أجل تحفيز الزبائن إلى الشراء، مطالبا المواطنين بتجربة البديل في حال لم يعجبهم السعر، ومؤكدا ان البحرين أصبح فيها العديد من المحلات التي تقدم العديد من الخيارات من السلع، وموضحا أن ليس من الضروري اختيار العلامة التجارية نفسها وخصوصا أن في البحرين العديد من العلامات التجارية لكل البضائع
العدد 2183 - الأربعاء 27 أغسطس 2008م الموافق 24 شعبان 1429هـ