العدد 2504 - الثلثاء 14 يوليو 2009م الموافق 21 رجب 1430هـ

شغوفة بمهنة التعليم وأقصيت عن «كلية المعلمين» وتطمح بالمقابلة لعرض إنجازاتها

تأتي بعض الأيام الدامسة تحس فيها أنك بحاجة إلى شيء من «الوناسة»، إذ تختلج عليك الهموم بأنواعها، وتأتيك الأشجان دفعة واحدة من دون سابق إنذار أو طرق أبواب، تتعلق بأحلام وردية تعيشها هنيهة حتى يأتيك من يصفعك بخبر أن ما حلمت به سراب ليس إلا!

وإن طالت مقدمتي، فهذا ما سأرويه وبإيجاز.

منذ طفولتي وأنا متيمة بحلم أن أكون «معلمة»، فقد راودني هذا الحلم حتى الكبر، وتابعت طريقي بإصرار بغية في تحقيقه، ومَنْ منا لا يريد ذلك المقام الإنساني المبجل الذي يسهم في بناء المجتمع والتقدم بالأمم نحو الأفضل.

ها أنا كبرت وكبرت أحلامي معي، حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية حينها أدركت بأنها حانت ساعة تحقيق الحلم المنشود...

قد يستغرب الجميع لماذا هذه الوظيفة بالذات؟ فالذي شجعني على ذلك هن معلماتي اللاتي رأين في عيني حب خدمة المجتمع، ولا أنكر ثنيهم على أسلوب شرحي المميز للدروس، وتلخيص الكتب المدرسية وطباعتها بالحاسوب في صفحات تكون شاملة كمرجع للطالبات، ولا تكاد تخلو أوقات الفسحة وحصص الفراغ من إمساكي للأقلام والأوراق وحولي جماعة من الطالبات يرغبن بالاستماع للشرح استعدادا لاختبارات الحصص التي ما بعد الفسحة، بعدها نهاية الفسحة أجد عبارات الشكر والثناء تلقى علي ولا تخلو عباراتهن من «عقبال ما نشوفج معلمة». حينها يبرق في عيني حلم أن أكون معلمة ويتملكني شعور بالغبطة والسرور.

تبدأ عطل طلبة مدارس البحرين في مطلع يونيو/ حزيران2009، ولكن بالنسبة لي فإن عطلتي لا تبدأ إلا في نهاية يونيو (حالي من حال المعلمين) أتعلمون لماذا؟ لأن منزلي عصر كل يوم لا يخلو من تردد زميلاتي اللاتي لديهن إعادات، إذ أحوّل تلك الغرفة المتواضعة إلى ديار علم لا ينتهي دوامها إلا العاشرة مساء، وتختم هذه الأمسيات العلمية المليئة بالمذاكرات المكثفة «بثغور باسمة، وجزاك الله خيرا».

زاد تعلقي وزاد حلمي، وما أسعدني حين أسمع هذا الدعاء من زميلاتي ومن أمهاتهن، ولكن يا ترى ما الذي هدم ذاك الفرح والسرور والحلم الطويل؟

في تاريخ 30 يونيو 2009 عصرا إذ كنت ذاهبة للسوق لأتبضع واشتري بعض من الحاجيات استعدادا لمرحلة الجامعة والسرور يملأ قلبي، رنّ هاتفي فأجبت: أهلا يا أمي، وصوتها في شيء من الغرابة على غير الاعتياد، فما بك يا أمي؟ فأجابت: أنا آسفة ولكنني تلقيت اتصالا من كلية المعلمين أنك غير مقبولة!

صدمة، دموع، حالة شبه هستيرية رسمت على ملامح وجهي، جعلتني أعاني ثلاثة أيام من ارتفاع درجة الحرارة وصدمتي نفسيا؛ لأنه كان شيئا غير متوقع وخصوصا بعد أن وضعت جملة ما قالته لي معلمتي الملزمة بجمع بيانات الطلبة الملتحقين بكلية المعلمين، (انتي عاد بالذات راح يقبلونج!)

هذه قصتي من الألف إلى الياء من دون مبالغة أو تقصير!

بالله عليكم أين أنتم يا من تبحثون عن الطاقات الشبابية المنبثقة بالعقل الراجح والتفوق الدراسي والعطاء المثمر والطموحات الواعدة؟

وما فائدة التزكية التي طلبتموها؟ هل بقيت مع سائر الأوراق في غياهب الملفات؟

هل على كل من يحلم ويكون كفئا لهذا الحلم أن تقتل أحلامه؟

فلا يجب الحكم من مجرد امتحان قدرات، قد امتازت في اللغة الانجليزية وخصوصا (Reading)بالصعوبة اللا متناهية والتعجيزية.

فأنا لا أود أن تحكمون عليّ من مجرد اختبار، بل أطلب أن تجرى لي مقابلة، وأن حصلت المقابلة فإنني أعدكم بأنني سأرفق في مقابلتي بعض إنجازاتي المتواضعة التي ساعدت الكثير من الطلاب، وانه ليشرفني الانخراط في هذا المجال لأنني عملت فيه سابقا بإمكاناتي المتواضعة البسيطة.

(الاسم والعنوان لدى المحرر)

العدد 2504 - الثلثاء 14 يوليو 2009م الموافق 21 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً