فيما تنتظر واشنطن ردود فعل بقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن على مشروع القرار الجديد الذي أصدرته الاثنين بشأن نزع سلاح بغداد، ذكر باسم البيت الابيض أمس ان الجهود الاميركية الرامية للتوصل من خلال التفاوض لمشروع القرار الجديد تقترب من نهايتها وان لصبر واشنطن حدودا، فيما أعربت موسكو عن خيبة الامل من مشروع القرار الأميركي الجديد الذي رأت فيه أنه لا يختلف كثيرا عن المقترحات السابقة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض اري فلايشر للصحافيين على متن طائرة الرئيس الاميركي جورج بوش اثناء توجه بوش إلى بنسلفانيا «سنواصل العمل في الامم المتحدة. وقد شارف الامر على الانتهاء، فالوقت ليس مفتوحا امام الامم المتحدة إلى الابد».
وطالب رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير فى تصريحات صحافية نشرت فى لندن أمس بالاتفاق الكامل لاستصدار قرار عن مجلس الامن الدولى يتعلق بالعراق، قائلا لابد من التعاطي مع هذه القضية بسرعة كبيرة قبل فوات الاوان.
وفي موسكو ذكرت مصادر روسية ان مشروع القرار الاميركي الجديد عن العراق لا يختلف كثيرا عن مقترحات اميركية/بريطانية سابقة.
وأكدت المصادر التي وصفتها انترفاكس بانها حسنة الاطلاع بان «مثل هذا التطور للاحداث يدعو إلى خيبة أمل جدية».
من جانبه رجح رئيس لجنة المفتشين الدوليين هانز بليكس ان يتخذ قرار جديد بشأن العراق فى غضون اسبوع. وقال بليكس عقب مباحثاته في موسكو أمس مع وزير الخارجية الروسى ايجور ايفانوف «لا اعتقد ان ذلك سيستغرق بضعة اسابيع، والحديث يدور على الارجح عن بضعة ايام».
وعلى صعيد متصل جرى أمس اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي كولن باول ونظيره الروسي ايغور ايفانوف أمس بخصوص مشروع القرار الجديد. ولم يتسن معرفة اية تفاصيل مما دار في المحادثة الهاتفية بين باول وايفانوف.
من جانبه اعلن وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أمس انه «لا يزال هناك الكثير من العمل» قبل التوصل الى اتفاق في مجلس الامن الدولي على مشروع القرار المعدل الذي عرضته الولايات المتحدة. وقال خلال مؤتمر صحافي في لوكسمبورغ «لا يزال يلزم احراز تقدم وبالتالي لا يزال امامنا الكثير من العمل».
كما توجه الرئيس الصيني جيانج زيمين الصين أمس إلى الولايات المتحدة لاجراء محادثات مع الرئيس بوش بشأن العراق وقضايا أخرى.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانشاو إن الصين اطلعت على مشروع القرار الجديد بشأن العراق.
ودافع الرئيس الفرنسى جاك شيراك خلال مؤتمر صحافى مشترك مع رئيس الوزراء الدنماركى اندرس فوع راسموسن بقصر الاليزيه أمس عن موقف بلاده من المسألة العراقية، مؤكدا ان العلاقات مع الولايات المتحدة جيدة غير انها لا تقوم على فكرة ان الولايات المتحدة دائما على حق.
بينما قال منسق السياسية الخارجية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عند وصوله الى لوكسمبورج لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس ان مشروع القرار الاميركي الجديد بشأن العراق خطوة في الاتجاه الصحيح يمكن ان تحظى بتأييد مجلس الامن.
واعتبر الرئيس السوري بشار الاسد أمس ان على الولايات المتحدة «ان تتمتع بالحكمة» فيما يتعلق بتوجيه ضربة محتملة ضد العراق، وذلك خلال لقائه في دمشق مع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشئون الشرق الاوسط وليام بيرنز.
وقال رئيس الوزراء التركي بولنت اجويد لصحيفة «ميليت» التركية أمس ان التصريحات الاميركية المتضاربة عن العراق تضر بتركيا وعلى ادارة الرئيس بوش ان تحزم امرها اذا ما كانت ستضرب العراق.
وتعكس تعليقات اجويد بعد يوم من اجتماع قائد القيادة المركزية الاميركية تومي فرانكس بقادة الجيش التركي لمناقشة موضوع العراق عدم ارتياح تركيا عضو حلف الاطلسي من شن حرب على جارتها والتي قد تسبب حالا من الفوضى الاقتصادية والاجتماعية في تركيا.
وفى تصريحات للصحافيين أمس عقب استقبال الرئيس المصرى له في القاهرة، نفى الجنرال فرانكس ما يتردد من احتمالات تولى جنرال أميركى ادارة العراق فى حال اقصاء الرئيس العراقى صدام حسين عن السلطة فى ضوء الخلافات بين المعارضة العراقية حتى الآن، ووصف ذلك بانه مجرد تكهنات. وقال «وكما ذكرت فان الرئيس الاميركى جورج بوش اوضح انه لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن الحرب فى العراق او القيام بعملية عسكرية ضده».
وكان الرئيس بوش قال الاثنين انه يحاول استخدام الدبلوماسية «مرة اخرى» لنزع اسلحة العراق وانه اذا التزم الرئيس العراقي بمطالب الامم المتحدة فان ذلك سيكون مؤشرا على تغير نظامه. ميدانيا اعلنت القيادة العسكرية الاميركية ان طائرات التحالف الاميركي- البريطاني قصفت أمس منشآت مضادات ارضية عراقية في شمال العراق التابع لمنطقة الحظر الجوي. وجاء في بيان للقيادة الاميركية ان مواقع المضادات في الموصل اصيبت اثر استهدافها بقصف الطائرات الاميركية والبريطانية.
كما أعلنت تركيا أمس عن اغلاقها المطار الدولى المدنى فى أضنة الواقع جنوب شرق البلاد نافية أن يكون هذا الاغلاق فى ضوء الاستعدادات لعملية عسكرية أميركية مرتقبة ضد العراق.
وأشار الناطق باسم المطارات التركية فى تصريح صحافي له إلى أن مطار أضنة الدولى أغلق من أجل إجراء إصلاحات فى ممرات الهبوط الخاصة به استقبالا للموسم السياحى المقبل.
وقالت السفارة الاميركية في قطر أمس ان الولايات المتحدة أجلت مناورات عسكرية مقررة في قطر من نوفمبر/ تشرين الثاني إلى ديسمبر/ كانون الاول لاتاحة الوقت لوصول معدات عسكرية.
بغداد - الوسط
لم يتسن التأكد من المركز الصحافي وسط بغداد في مبنى وزارة الاعلام بشأن ما اورده مراسل شبكة سي ان ان الاميركية في خبر من بغداد مفاده قيام السلطات العراقية الثلثاء بتفريق مظاهرات أقارب بعض السجناء الذين لم يُطلق سراحهم. وكان الرئيس العراقي صدام حسين قد قرر الاحد إطلاق سراح السجناء في العراق، بما فيهم السياسيون،اذ قالت الشبكة نقلا عن مراسلها في بغداد «انه قد تجمع حوالي 70 شخصا أمام وزارة الإعلام العراقية، حيث يتمركز معظم المراسلين الأجانب في العراق، حاملين شعارات، ومُطلقين هتافات تعلن الولاء لصدام حسين، للمطالبة بإطلاق سراح باقي السجناء المحتجزين في العراق. وأكد عدد من المتظاهرين أنهم ذهبوا إلى سجن أبو غريب، ولم يعثروا على أقربائهم. وقيل لهم إنه لا توجد معلومات بشأنهم. وقد تفرق المتظاهرون إثر إطلاق بعض رجال الأمن العراقيين نيران في الهواء، بعد إدلاء عدد من المتظاهرين بأحاديث لمراسلين أجانب». والواضح ان ورود هذه الانباء يتقاطع مع ما سبق ان اعلنه رئيس ديوان الرئاسة العراقي احمد حسين خضير في مقابلة بثتها قناة العراقية الفضائية الاثنين اكد فيها خلو العراق من اى سجين او موقوف تنفيذا لقرار الرئيس صدام حسين في العفو الشامل.
الى ذلك لم يشمل القرار إطلاق سراح سجينين أميركيين: أحدهما، محمد سمير، محكوم بـ 20 عاما، والثاني، سام جونسون، بـ 28 عاما. وأبلغت وزارة الإعلام العراقية قسم رعاية المصالح الاميركية في بغداد أن الاميركيين يقضيان مدد حكمهما في سجن أبو غريب.
ومعلوم ان مندوبين من قسم رعاية المصالح الأميركية في بغداد يزورون السجينين بانتظام مرة كل شهرين. وقد جاء في قرار صدام لإطلاق المعتقلين العراقيين، أنه سيتم استثناء المتهمين بالتجسس لحساب إسرائيل أو الولايات المتحدة
العدد 47 - الثلثاء 22 أكتوبر 2002م الموافق 15 شعبان 1423هـ