ولد جمالي في بلدة روجان جمالي في 14 يناير/ كانون الثاني العام 1944، وتلقى تعليمه الأساسي في الإقليم الذي يعيش به قبل أن يلتحق بجامعات الصفوة، ايتشيسون وغورا جالي في البنجاب، الذي يعد معقل السلطة في باكستان.
وهناك لزم صحبة الكثير ممن أصبحوا مسئولين مدنيين فيما بعد، وبعضهم وجد طريقه إلى المجلس الوطني الحالي.
وبدأت حياة جمالي السياسية في مارس/ آذار العام 1977 عندما انتخب بلا معارضة لمجلس بالوشيستان، وعين وزيرا في الحكومة الإقليمية. وفي يوليو/ تموز أدى فرض الجنرال ضياء للقانون العسكري إلى حل البرلمان.
لكن الانقلاب منح جمالي مزيدا من القوة إذ انضم للنظام العسكري الحاكم كوزير فدرالي للحكم المحلي.
وفاز جمالي بالانتخابات غير الحزبية التي دعا إليها ضياء العام 1985 والتي أعادت ديمقراطية ناقصة، لكنه لم يحصل على منصب رئيس الوزراء الذي وعده به ضياء الحق. وقنع بدلا من ذلك بحقيبة وزارة المياه والطاقة ليستقيل بعدها بعام واحد عقب بروز خلافات في الرأي مع رئيس الوزراء الذي اختاره ضياء الحق، وهو محمد خان جونيجو.
وفي العام 1988، نحى ضياء جونيجو وكان يخطط لإجراء انتخابات جديدة عندما قتل في حادث تحطم طائرته الغامض والذي أنهى حكمه العسكري الذي دام 11 عاما.
وفاز جمالي بالانتخابات التالية التي جرت لاستعادة الحكم المدني، وفضل البقاء في إقليمه رئيسا للوزراء هناك.
وتأرجحت حظوظ جمالي في بلد شهد إقالة أربع حكومات منتخبة بقرارات رئاسية خلال ست سنوات.
وعقب كل إقالة للحكومة كان يتم اختيار رئيس وزراء مؤقت. وتولى جمالي هذا المنصب في بالوشيستان العام 1996، وترقى ليصل إلى مجلس الشيوخ في البرلمان في الانتخابات التالية. لكن تمت الاطاحة بالحكومة وحل البرلمان عقب الانقلاب العسكري الذي قام به مشرف العام 1999. ثم انضم جمالي للمجموعة التي انشقت عن حزب رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف وأسسوا فصيل قائد العزام.
وزعم أحد قادة حزب الشعب الباكستاني، ويدعى صادق عمراني، في بيان عقب اختيار جمالي مرشحا لفصيل قائد العزام لمنصب رئيس الوزراء، أن جمالي «هارب» في قضية نظرتها محكمة المسائلة، وحكمت فيها بالسجن على شريك مزعوم لجمالي.
وقد استمر عمل جمالي وزيرا في حكومة بالوشيستان الإقليمية العام 1977 لمدة أربعة أشهر، وزيرا لوزراء الإقليم العام 1988 لمدة ثلاثة أشهر، ووزير منتخب للوزارة في الإقليم في العام نفسه لمدة شهر.
كان مير ظفار الله خان جمالي، الذي انتخب رئيسا للوزراء في باكستان أمس، ينتظر هذا المنصب منذ وقت طويل.
فجمالي هو أول سياسي من إقليم بالوشيستان، أكبر أقاليم البلاد وأكثرها تخلفاِ، يتمكن من شق طريقه إلى هذا المنصب الرفيع كمرشح للرابطة الإسلامية الباكستانية فصيل قائد العزام، وهو حزب موال للنظام الحاكم يوصف من قبل معارضيه بأنه حزب العملاء.
وكان الجنرال ضياء الحق، آخر عسكري يحكم البلاد، قد وعد جمالي بمنصب رئيس الوزراء العام 1985، لكنه لم يف بوعده للزعيم البالوشي ضخم الجثة.
وتجددت آمال جمالي بعد 17 عاما عندما أجريت انتخابات من قبل الحاكم العسكري الحالي، الجنرال برفيز مشرف، وأسفرت عن برلمان مشرذم
العدد 80 - الأحد 24 نوفمبر 2002م الموافق 19 رمضان 1423هـ