العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ

مواطنون: العالم يحبسنا في بوتقة الضياع بلا هاتف

أكثر من 3 مليارات «نقال» في العالم حتى 2007

الوسط - محرر الشئون المحلية 

01 أغسطس 2008

إذا أردت أن تعرف أنك في العام 2008 قم بتفحص جيبك أو جيب من يقف بجانبك، فإن وجدت هاتفا نقالا فأنت حقا تعيش في عصر التطور التقني، وإن لم تجد فهذه حالة نادرة جدا في المجتمع، فالعالم يشهد ثورة تقنية لم تعرف من قبل، ولا تكاد أن تجلس بجانب أي فرد إلا وتجد بيده هاتفا نقالا، إن لم يكن هاتفان، وحتى الصغار الذين لم يبلغوا الحلم، تراهم في بعض الأحيان ينافسون الكبار في كيفية استخدام هذه التقنية.

ففي دراسة أجراها الاتحاد الدولي للاتصالات تبين أن عدد الهواتف النقالة في العالم بلغ 3.3 مليارات حتى نهاية العام الماضي، في حين أنها لم تتجاوز 800 مليون هاتف في العام 2000. أما الدراسة التي أجرتها هيئة تنظيم الاتصالات في البحرين فقد توصلت إلى أنَّ عدد المشتركين في خدمة الهواتف النقالة حتى نهاية شهر أبريل/ نيسان 2007 بلغ 954.172 ألف مشترك.

والسؤال الذي يطرح نفسه في مقابل هذا الرقم الهائل لعدد الهواتف في العالم «هل تستطيع الاستغناء عن هاتفك النقال يوما كاملا من دون أن تستخدمه أو تراه؟».

يقول الموظف بإحدى الوزارات الحكومية مجتبى عبدالمحسن: «لا أستطيع التخلي عن هاتفي النقال، وخصوصا أنَّ الكثير من أعمالي الخاصة أنجزها عن طريق الهاتف، لذلك من الصعب جدا أن أستغني عن هاتفي ولو ليوم واحد».

أما كميل محمد (طالب جامعي) فأكد أنه يستطيع الاستغناء عن الهاتف لمدة يومين أو أكثر، فهو من الأشخاص الذين لا يحبون التحدث في الهاتف، وغالبا لا تزيد مدة كل مكالمة على 5 دقائق.

فيما ذكر الموظف بأحد المصارف سيدمحمد أمين «في الحقيقة لا أستطيع البقاء من دون هاتفٍ نقال، ففي أحيانٍ كثيرة أرغب في غلقه، لكن طبيعة عملي تفرض عليّ إبقاءه معي طوال اليوم». ويضيف «لديّ هاتفان، هاتف للعمل والآخر شخصي خاص».

وقالت أم مريم وهي في العشرينيات من العمر: «نعم أستطيع البقاء من دون هاتف نقال، ولكن لمدة لا تزيد على أسبوع، فنشاطي الاجتماعي وأعمالي الخاصة لا تسمح لي أن أبقى من دون هاتف لمدة طويلة».

وتشاركها مريم القشعمي (ربة منزل) في الرأي، إذ أوضحت «لديّ هاتف نقال لكنني لا أستخدمه كثيرا، وأنا لا أحب الهواتف النقالة، لكن زوجي أعطاني إياه بغرض التواصل معي حين أكون خارج المنزل». « لا... لا أستطيع العيش من دون هاتفٍ نقال، فأنا متزوجٌ ولديّ ثلاثة أطفال، فلا يمكن أن أغلق هاتفي أو أتركه في المنزل، فربما يحتاجون إلى شيءٍ ما»، هذا ما أشار إليه محمد علي حيدر (في الأربعينيات من العمر)، ويشير إلى أنه مواكبٌ لكل جديد من الهواتف النقالة، إذ غالبا ما يقوم بتغيير هاتفه كلما طرح أحدث منه في الأسواق.

ولا تُفاجأ إن رأيت طفلا لم يتجاوز عمره عشرة أعوام يحمل هاتفا نقالا ويتفاخر بين أقرانه بنوعية هاتفه، فهذا سيدحسن محمد الذي يبلغ من العمر 11 عاما، استخدم الهاتف في السابعة من عمره، وهو الآخر لا يستطيع الاستغناء عن هاتفه. ومدح والد سيدحسن كيفية استخدام ابنه للهاتف، فيصفه بالحكيم في استخدام، فهو يستخدمه فقط للاتصالات.

وفي دراسة نشرتها الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تبين أن 40 في المئة من دخل العوائل في الوطن العربي يصرف على الهواتف النقالة، وهذا يعني أن أكثر من ثلث الدخل الشهري يذهب لوسيلة الاتصال (الهاتف النقال).

وقال المواطن سيدمحمد أمين: «أستقبل في اليوم الواحد أكثر من 40 مكالمة، بينما أجري ما يفوق 30 مكالمة يوميا، ودائما ما تكون هذه المكالمات سببا في عدم راحتي، لكن كما يقول المثل العربي (شرٌ لا بد منه)، فهي اتصالات عمل، أما بالنسبة إلى هاتفي الشخصي فلا يتجاوز عدد المكالمات الصادرة والواردة منه 8 مكالمات».

أما كميل ومجتبى فمجموع مكالماتهما لا يتعدى عشر مكالمات، وحتى المبالغ التي يصرفونها شهريا على الهاتف لا تتجاوز 15 دينارا.

وتستدل أم مريم بالإحصاء الذي نشرته إذاعة «بي بي سي»، إذ تصرف أكثر من ثلثي راتبها على هاتفها النقال، وتوضح «نشاطي الاجتماعي ومشاركاتي في الكثير من المؤسسات التطوعية يتطلب مني صرف مبالغ كثيرة على اتصالاتي».

وعلى الرغم من المخاطر التي يسببها الإفراط في استخدام الهاتف إلا أن الاستغناء عنه بات صعبا للغاية، وإن كان البعض يستطيع العيش من دونه يوما أو أكثر، فهم في نهاية الأمر يعودون إليه أو يستخدمون الهواتف الثابتة من أجل تأمين التواصل بين أصدقائهم وأقاربهم

العدد 2157 - الجمعة 01 أغسطس 2008م الموافق 28 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً