بات تحول سائق فريق رينو الفرنسي الإسباني فرناندو الونسو إلى حظيرة فيراري الإيطالية، مسألة وقت بالنسبة إلى الكثير من متابعي رياضة فورمولا واحد.

ولا شك في أنّ تلميح بطل العالم الحالي، الفنلندي كيمي رايكونن، في أكثر من مناسبة، إلى رغبته في وضع خوزته جانبا بصفة نهائية في ختام الموسم الحالي، عزز من أنباء اقتراب الونسو من شغل مركزه في «الفريق الأحمر».

ولا يغفل على احد أن شريحة كبيرة من جماهير حظيرة «الحصان الجامح» أعربت قبل فترة عن رغبتها في رؤية السائق الاسباني، بطل العالم مرتين مع رينو بالتحديد في 2005 و2006، معتمرا «الخوذة الحمراء»، ومعتبرة أنه الوحيد القادر على تكرار إنجازات «البارون الأحمر» الألماني ميكايل شوماخر مع فيراري.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة «اس» الإسبانية أنّ مطالبة أنصار فيراري بضم الونسو، الذي أكمل يوم الثلثاء الماضي عامه السابع والعشرين، تأتي في ظل العروض المتذبذبة التي يقدمها السائق البرازيلي فيليبي ماسا والذي ظهر جليا عجزه عن مجاراة البريطاني لويس هاميلتون، سائق ماكلارين- مرسيدس، خلال سباق جائزة ألمانيا الكبرى، المرحلة العاشرة من بطولة العالم، بالتحديد.

وعلى رغم احتلاله المركز الثاني في الترتيب العام للسائقين ضمن بطولة الموسم الحالي، إلا أنّ ماسا لم يكن خلال الموسمين المنصرمين منافسا حقيقيا على اللقب، على عكس رايكونن الذي نجح في إعادة فيراري إلى عرش الفئة الأولى خلال العام الماضي الأول له مع الفريق.

وجاء تأكيد الونسو قبل أيام عزمه الاستمرار في مضامير السباق لعشر سنوات مقبلة وإصراره على انتزاع لقب البطولة مجددا، ليعزز إمكانية انتقاله إلى فيراري إذ قال: «ما زلت مغرما بهذه الرياضة. كنت في السابق أفكر في الاعتزال مبكرا لكني أتساءل اليوم: لم لا أبقى عشر سنوات أخرى؟ يمكنني الفوز بمزيد من الألقاب واعتزم تحقيق ذلك».

وأوضح انه ينوي العودة للمنافسة على اللقب في الموسم المقبل ضاربا المثل بشوماخر نفسه الذي انتزع البطولة مرتين مع فريق بينيتون في 1994 و1995 قبل قضائه خمس سنوات عجاف مع فيراري التي قادها بعد ذلك للسيطرة على عرش فورمولا واحد بين 2000 و2004.

يذكر أنّ الونسو يشغل حاليا المركز التاسع في ترتيب بطولة العالم برصيد 13 نقطة فقط متخلفا عن هاميلتون المتصدر وزميله في الموسم الماضي في عداد ماكلارين - مرسيدس، بـ نقطة كاملة.

وكان «الماتادور الاسباني» بدا الموسم باحتلال المركز الرابع في استراليا قبل أن يحل ثامنا في ماليزيا ويفشل في إحراز نقاط في كلّ من البحرين وإسبانيا، إلا أنه عاد لينتزع المركز السادس في تركيا ويخرج خالي الوفاض من سباقي موناكو وكندا.

وفي فرنسا، احتل المركز الثامن وحسنه إلى السادس في بريطانيا قبل أنْ يخرج صفر اليدين من سباق ألمانيا.

ولا يتقدم الونسو حاليا على زميله في الفريق، البرازيلي نيلسون بيكيت جونيور، الذي يخوض موسمه الأوّل في بطولة العالم، سوى بثلاث نقاط. وسبق للسائق الإسباني أن أعرب في أكثر من مناسبة عن رغبته في الرحيل عن رينو في ظل بطء سيارة الفريق خلال الموسم الحالي.

وقيل أن الونسو، الذي أمضى الموسم الماضي في صفوف ماكلارين - مرسيدس قبل أن يفسخ عقده معه اثر خلافات مع هاميلتون وإدارة الفريق، وقع قبل أشهر عدة عقد انتقاله إلى فيراري على أن يصبح نافذا ابتداء من عام 2010، إلا أن تلك الأنباء بقيت في نطاق الشائعات إلى أنْ علم قبل أيام أن السائق الاسباني يبحث عن منزل جديد في سويسرا وتحديدا في «المقاطعة التي تتحدث الايطالية» وتعتبر قريبة جدا من مركز فريق فيراري في «مارانيللو»، مع العلم أن منزله الحالي الكائن بالقرب من مدينة جنيف السويسرية يعتبر بعيدا جدا عن «مارانيللو» نفسها.

على صعيد آخر، يستعد الونسو حاليا لسباق جائزة المجر الكبرى، الجولة الحادية عشرة من بطولة العالم، والمقرر غدٍ الأحد، وهو يحمل ذكريات سعيدة من حلبة هنغارورينغ التي شهدت تحقيقه أول فوز في مسيرته في عالم الفئة الأولى وذلك في 2003 الذي شكل عامه الأول في البطولة، إلا أن اللافت تمثل في انه لم يصعد مجددا إلى أعلى نقطة من منصة التتويج في ذاك السباق آذاك، وقال: «استمتع دوما بالعودة إلى بودابست. الناس هنا من نوعية رائعة والترحيب حار، والحضور بالآلاف».

معلوم أنّ الونسو لا يدين للحلبة المجرية بأي من لقبيه العالميين، ففي عام 2005، حل في المركز الحادي عشر في المجر، وفي 2006 حل بالمركز الخامس عشر.

أما في الموسم الماضي، فقد انتزع فيه المركز الرابع. وختم: «هدفي في المجر هذه السنة يتمثل في رفع رصيدي من النقاط وتحقيق أفضل من المركز الحادي عشر الذي سجلته في السباق الماضي في ألمانيا».