العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ

الشعلة فوق سور الصين العظيم وسط احتفالات الصينيين

حلقت أسراب الحمام وتساقطت قصاصات الورق من السماء بينما حملت الشعلة الاولمبية فوق سور الصين العظيم وسط ضباب الصباح أمس (الخميس) عشية افتتاح الدورة الاولمبية التي تأمل الصين أن تعرض من خلالها قوتها كبلد عصري.

وقبل ساعات من وصوله إلى بكين لحضور حفل الافتتاح استخدم الرئيس الأميركي جورج بوش بعضا من تعليقاته المبطنة ليحث الصين علنا فيما يتعلق بسجلها في مجال حقوق الإنسان.

وعبر أكثر من 40 رياضيا سيشاركون في الدورة الخط الفاصل بين الرياضة والسياسة وحثوا الصين على حل مشكلات التبت بطريقة سلمية وحماية حرية التعبير والعقيدة.

وفي بكين تتصاعد الإثارة مع اقتراب نهاية مسيرة الشعلة التي حفلت بالمشكلات خلال شهور. ويستعد البلد الذي يقطنه 1.3 مليار شخص لحفل افتتاح سيمزج على الأرجح بين تاريخه القديم ووجهه المعاصر.

وقال الطالب وينج تشينجيو (28 عاما) وهو يتابع موكب الشعلة على سور الصين العظيم: «كانت هناك مشكلات حول الشعلة لكن الآن حان وقت الاحتفال. هل ترى كل هذا. يدل هذا على الحب الذي يكنه الصينيون للاولمبياد».

وانطلقت موسيقى وطنية من مكبرات الصوت وتردد صداها في جنبات السور مع دقات الطبول التي أشاعت أجواء صاخبة.

كما علق نموذج لتنين عملاق فوق أحد أبراج المشاهدة ومع وجود الجبال في الخلفية بدا المشهد وكأنه خلفية لرسم صيني قديم.

وقال جياوهونج لو الذي رافق الشعلة خلال جولتها حول العالم: «سافرنا لكثير من المدن من اولمبيا إلى السور العظيم وبكينا أحيانا كثيرة. كانت مشاهد مؤثرة للغاية خصوصا حين تشاهد رد فعل الجمهور الصيني».

ولم تكن مسيرة الشعلة مصدر السعادة الوحيد للصينيين الذين احتفلوا مساء أمس الأول (الأربعاء) بفوز فريقهم لكرة القدم للسيدات في أول مباراة في منافسات الدورة بالتغلب 2/1 على السويد في تيانجين من دون أن تؤثر سحابة الضباب على حماسهن.

وستبدأ منافسات كرة القدم للرجال أمس (الخميس) إذ ينوي البرازيلي رونالدينهو قيادة منتخب بلاده إحراز الميدالية الذهبية لأول مرة. وستواجه البرازيل بلجيكا في شينجيانج وقال رونالدينهو إنه في حال طيبة.

وقال: «الفوز بذهبية الاولمبياد (في كرة القدم) يعني الكثير للبرازيل. أتمنى أن تكون البداية موفقة».

لكن قبل ساعات من بدء المنافسات لا يزال موقف اللاعب الارجنتيني ليونيل ميسي من المشاركة مع منتخب بلاده غامضا بعدما كسب ناديه الاسباني برشلونة قضية أمام محكمة التحكيم الرياضية يقضي بأنه غير ملزم بالسماح له باللعب في الاولمبياد.

وقال برشلونة إنه سيتخذ قرارا بعد التحدث مع اللاعب الذي لا يزال في شنغهاي.

وتنطلق منافسات التنس يوم الأحد المقبل ويأمل كثيرون في مواجهة نارية أخرى بين الاسباني رفائيل نادال والسويسري روجيه فيدريه في نهائي فردي الرجال.

وقال نادال إنه لم يحصل على قسط كاف من الراحة بعد مباراته التاريخية ضد فيدريه في نهائي بطولة ويمبلدون في السادس من يوليو/ تموز الماضي لكنه لا يزال يأمل تقديم أفضل ما لديه والفوز بميدالية لاسبانيا.

وقال: «أشعر بإرهاق شديد. لكني متماسك وكل شيء وارد».

وستواصل عيون كثيرة رصد سماء العاصمة الصينية مع بقاء الدخان والحر الشديد مشكلة تؤرق الرياضيين. وتبدد الغبار قليلا أمس (الخميس) وقالت السلطات التي أنفقت 18 مليار دولار على خفض نسب التلوث إن جودة الهواء أصحبت في حدود معقولة.

وأغسطس/ آب هو شهر العواصف الرعدية في بكين وتحدث المنظمون عن استخدام تقنية تجريبية «للتأثير» على السحب الملبدة لتبقى جافة مساء الجمعة. لكن تبقى احتمالات سقوط بعض الأمطار الخفيفة قائمة في مناسبة لا تحتمل ذلك.

وقال موقع هيئة الأرصاد الجوية الصينية على الانترنت: «خلال حفل الافتتاح ستكون الأجواء غائمة لكن هذا لن يؤثر على الحفل».

وسيكون إيقاد الشعلة الاولمبية أبرز مشاهد حفل الافتتاح، إذ ستتوج مسيرة 130 يوما مثلت الشعلة خلالها هدفا للتظاهرات المعارضة للحكم الصيني في التبت.

وهذا الأسبوع تجمعت مجموعات صغيرة من المتظاهرين في بكين في محاولة لخطف الأنظار.

وأبعد أفراد أمن صينيون بملابس مدنية 3 من النشطاء المسيحيين الأميركيين أمس (الخميس) بعدما حاولوا الاحتجاج للمطالبة بحرية العقيدة الدينية بالقرب من ميدان تيانانمين.

وألقى بوش الذي سيحل في بكين لغرض رياضي غير سياسي خطابا في بانكوك أمس (الخميس) عبر فيه عن «قلقه العنيف» بشأن حقوق الإنسان في الصين.

وقال بوش: «تقف أميركا موقفا معارضا بشدة لاعتقال الصين للمعارضين السياسيين ودعاة حقوق الإنسان والنشطاء الدينيين».

وقد تثير تعليقات بوش غضب القيادة الصينية لكن تعليقاته تهدف بالأساس لدرء الانتقادات التي وجهتها له الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان والمنظمات الدينية بسبب حضوره حفل الافتتاح.

وخلال حفل الافتتاح الذي يتوقع أن يتابعه مليار شخص عبر التلفزيون سيحمل عداء سوداني الأصل فر من المليشيات المدعومة من الحكومة السودانية العلم الأميركي، فيما قد ينظر إليه كتحرك محرج للسودان وحليفتها الصين.

وفر لوبيز لومونغ الذي يعرف كواحد من «الصبية التائهين» على قدميه من المليشيا وهو في السادسة من عمره في 1991 وانفصل عن والديه في ذروة حرب أهلية في جنوب السودان.

وبعد سنوات من العيش في معسكرات اللاجئين استقر المقام بلومونج وآلاف الأطفال مثله في الولايات المتحدة.

وبينما سيطوف رياضيون من 205 دول استاد عش الطائر اليوم (الجمعة) لن تكون السعادة حال كل من في بكين.

فلقد تسبب الإجلاء القسري فساح المجال أمام إنشاء ملاعب ومشروعات عصرية أخرى في تحويل حياة الكثيرين إلى مأساة.

وقال رجل هدم منزله نهاية العام الماضي ليخلي مكانا لانشاء موقف للسيارات جنوب الاستاد الرئيسي: «لا أشعر بأية بهجة لاقامة الألعاب الاولمبية. ألا يفترض أن تكون هذه اولمبياد الشعب».

العدد 2163 - الخميس 07 أغسطس 2008م الموافق 04 شعبان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً