قالت شركة نفط البحرين (بابكو)، إنها تدرس مشروعا حيويا يهدف إلى تحويل زيت الوقود الثقيل إلى منتجات خفيفة وعالية الثمن بكلفة تصل إلى 1,5 مليار دولار عن طريق استخدام إحدى تقنيتين حديثتين بهدف زيادة القدرة التنافسية للشركة المملوكة للحكومة البحرينية. والمشروع واحد من ثلاثة مشروعات تنوي «بابكو» تنفيذها بكلفة تبلغ نحو 3 مليارات دولار في السنوات المقبلة...
المنامة - عباس سلمان
قالت شركة نفط البحرين (بابكو)، إنها تدرس مشروعا حيويا يهدف لتحويل زيت الوقود الثقيل إلى منتجات خفيفة وعالية الثمن بكلفة تصل إلى 1,5 مليار دولار عن طريق استخدام إحدى تقنيتين حديثتين بهدف زيادة القدرة التنافسية للشركة المملوكة للحكومة البحرينية. والمشروع واحد من ثلاثة مشروعات تنوي «بابكو» تنفيذها بكلفة تبلغ نحو 3 مليارات دولار في السنوات المقبلة.
وأبلغ الرئيس التنفيذي للشركة عبدالكريم السيد «مال وأعمال»، أن الدراسة تتركز على تقنيتين الأولى LC FINING والثانية DELAYED COKING وهي العملية التي تنتج الفحم الذي تستخدمه شركة ألمونيوم البحرين (ألبا).
وأضاف أن «بابكو» تناقش المشروع الضخم مع «ألبا» في حال وقع الاختيار على التقنية الثانية وهي DELAYED COKING باعتبار أن «ألبا» تستخدم الفحم في عملياتها وبالتالي تستفيد الشركتان من هذا المشروع، لكنه قال «إذا تم اختيار التقنية الثانية وهي LC FINING فقط فقد لا تكون هناك حاجة إلى مشروع مشترك مع ألبا».
وتدير «بابكو» مصفاة النفط الوحيدة في البحرين، التي بنيت في العام 1936 وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 250 ألف برميل يوميا من المنتجات المكررة والعالية الجودة، والتي يتم تصديرها إلى أسواق الشرق الأوسط والشرق الأقصى. ويتم استيراد النفط الخام من المملكة العربية السعودية عبر أنابيب تحت البحر.
ورد على سؤال بشأن كلفة المشروع، فقال السيد: «إن كلفة المشروع تبلغ بين مليار دولار و1,5 مليار دولار».
ولدى «ألبا» المملوكة بنسبة 77 في المئة إلى الحكومة البحرينية مصنع تكليس الفحم، وهو الوحيد من نوعه في المنطقة، وينتج أكثر من مليوني طن سنويا. وتم إنشاء مصنع التكليس في العام 2001 بطاقة إنتاجية تبلغ 450 ألف طن، ما لبث أن زادت طاقته الإنتاجية إلى 600 ألف طن.
وتستخدم «ألبا» نحو 60 في المئة من الفحم المكلسن في المصهر الذي تبلغ طاقته الإنتاجية نحو 840 ألف طن سنويا من الألمنيوم، بينما يتم تصدير الباقي إلى الأسواق العالمية من ضمنها أستراليا، جنوب إفريقيا، إيران، إمارة دبي، هولندا، النرويج والهند.
وكانت «ألبا» تنوي مراجعة الجدوى الاقتصادية لمشروع توسعة مصنع التكليس لرفع إنتاج الفحم المكلسن إلى مليون و200 ألف طن في العام بهدف الاستفادة القصوى من تصدير الفحم - الذي يعتبر عنصرا أساسيا لتصفية الألمنيوم - إلى الدول المجاورة مع تنامي عدد مصانع الألمنيوم في منطقة الخليج.
توضيح من مكتب وزير شئون النفط والغاز عبدالحسين ميرزا أوضح أنه، وكجزء من خطة رئيسية مستقبلية لشركة «بابكو»، فإن عملية تطوير زيت الوقود الثقيل (RESID) إلى منتجات خفيفة وذات قيمة عالية تتم دراستها في الوقت الحاضر بهدف زيادة الربحية وتقوية مركز «بابكو» التنافسي في سوق تكرير النفط على المدى الطويل.
وأفاد أن دراسة داخلية بهذا الشأن قد تم الانتهاء منها حيث تمت مناقشة مختلف التقنيات المتوافرة، وبيَّن تقييم قامت به واحدة من الشركات الاستشارية الرائدة في مجال تكرير النفط أن النتائج التي توصلت إليها مطابقة لنتائج الدراسة الداخلية، وتم اختيار تقنيتين مناسبتين وسيتم تقييمهما مجددا وهما LC FINING و DELAYED COKING.
وذكر التوضيح «اقتصاديا، تم تحبيذ الخيار الأول، غير أنه تقرر دراسة الخيارين حتى يتم التوصل إلى حل مرضٍ لجميع العوائق والقيود الفنية. تهدف عملية تحويل زيت الوقود الثقيل إلى أقل من 6 في المئة والذي سيكفل الربحية المستدامة لشركة «بابكو» في المستقبل وتقوية وضع الشركة التنافسي في سوق تكرير النفط».
وأضاف أن «الخطة الحالية تهدف لدراسة مستفيضة لتقييم التقنيتين اللتين تم اختيارهما خلال 12 إلى 18 شهرا المقبلة، وتقديم التوصية المناسبة بشأن التكنولوجيا والعملية التي تحقق أهداف بابكو والبحرين معا».
وقال التوضيح «إنه إذا تم اختيار DELAYED COKING كتقنية منفصلة لوحدها في عملية التطوير أو بالتعاون مع تقنية LC FINING، فستتم المشاركة مع ألبا في المشروع لضمان تغطية حاجة الشركتين وبالتالي تعود المنفعة الشاملة على البحرين».
وأكد التوضيح أن مناقشات أولية جرت بين «بابكو» و «ألبا» بشأن المشروع، «وأن المباحثات مستمرة لضمان فهم مشترك والوصول إلى الأهداف المشتركة طويلة المدى»، وأن التوصية النهائية ستكون في نهاية العام 2009 للوصول إلى الخيار الأمثل لعملية تحويل الزيت الثقيل إلى منتجات خفيفة وعالية الجودة تضمن قدرا من الربحية وتقوي مركز «بابكو» التنافسي في عمليات التكرير المستقبلية. ومن المنتظر أن يكتمل مشروع إزالة الكبريت من غاز مصفاة النفط في البحرين في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وهو واحد مشروعات تطوير وتوسعة من ضمنها زيادة الطاقة الإنتاجية.
وسيعمل المشروع على خفض غاز كبريتيد الهيدروجين من غاز الوقود إلى أقل من 150 جزءا من المليون وهو أقل بكثير من الحد الأقصى الذي تشترطه الأنظمة البيئية في البحرين.
ويقول مسئولون إن البحرين تسعى إلى إنتاج المنتجات الصديقة للبيئة بأقل الملوثات وإن المشروع الحالي سيعمل على إنتاج منتجات عالية الجودة وتنافسية في الأسواق الأوروبية. وتسعى البحرين إلى مسايرة المعايير الدولية للمساعدة على حماية البيئة ووقاية الإنسان في البحرين.
وكشف السيد عن خطط استراتيجية جديدة للشركة في السنوات الـ15 المقبلة تبلغ كلفتها بين مليارين و3 مليارات دولار لتمويل ثلاثة مشروعات هي خطوط الأنابيب التي تنقل النفط الخام من المملكة العربية السعودية إلى مصفاة البحرين، إذ يتوقع أن تبدأ الدراسات الهندسية المبدئية خلال العام الجاري. وتبلغ كلفة المشروع نحو 250 مليون دولار. أما المشروع الثاني فهو تحويل زيت الوقود إلى منتجات عالية الجودة والثمن في المصفاة، ويكلف 1,5 مليار دولار. أما الثالث فهو استبدال وحدات تكرير الزيت الخام في المصفاة بكلفة 500 مليون دولار.
العدد 2204 - الأربعاء 17 سبتمبر 2008م الموافق 16 رمضان 1429هـ