تحاول «إسرائيل» بشتى الطرق تطبيع العلاقات مع الدول العربية في جميع المجالات، وتتزايد تلك المحاولات بعد نجاح بعض الأفلام «الإسرائيلية» في الاستحواذ على تعاطف الجمهور والنقاد في المهرجانات العالمية، وربما يكون ذلك المدخل للتطبيع الفني مع العرب، فهل سيصبح ذلك مبررا لبعض المثقفين الذين أعلنوا مواقفهم الصريحة المؤيدة للتطبيع والمطالبة بعرض هذه الأعمال في مصر أو غيرها من الدول العربية، بحجة أنها تناصر السلام ويصنعها فيصل محسوب على حركة السلام للأبد؟ الفنانة بوسي ترفض وبشدة أن تقدم أفلاما «إسرائيلية» ربما يحوي مضمونها «السم في العسل» على حد تعبيرها، مؤكدة أن «إسرائيل» تتدخل في كل شيء في حياتنا ولكن لابد أن يتوقف الأمر إذا كان التدخل في تشكيل وعي ومدارك أبنائنا، لأن ما تحتويه هذه الأفلام من مضامين ربما تضر بوعي أبنائنا، فالإسرائيليون معروف عنهم مغالطتهم في كل شيء في التاريخ وفي المبادئ، بالتالي فاستسلامنا لهم بهذه الدرجة فيه خطر كبير.
وتضيف: لابد أن نرفض وبشدة هذه المهزلة حفاظا على مستقبل أولادنا من مغالطات ومفاهيم خطيرة ومضامين ربما تبث لهم خلال تلك الأفلام التي ينادي البعض للأسف بعرضها في دور العرض السينمائية، وخصوصا بعد عرض فيلم «زيارة الغرفة» في إحدى دور العرض بأحد الفنادق المصرية.
وقفة احتجاج
أما الفنانة معالي زايد فتقول: سنقف وقفة احتجاجية ضد هذا الغزو الإسرائيلي، فهل نسينا القضية العربية وفلسطين ولبنان وصبرا وشاتيلا وما فعلوه معنا من قبل، ودماء أبنائنا وإخواننا وأقاربنا الذين راحوا أثناء الحروب معهم؟! ربما يكون لصاحب هذا الفندق الشهير مصلحة معهم، ولكن نحن المصريين لا تربطنا بهم أية مصلحة ولن نوافق على عرض أفلامهم هذه لدينا في دور العرض السينمائية، ولو وافق البعض فلابد من مقاطعته حتى يعود إلى صوابه.
لا بأس... ولكن
أما الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة فيوضح أنه لا بأس إطلاقا من عرض الأفلام «الإسرائيلية» في دور العرض المصرية، ولكن بشرط أن تناصر السلام وتعالج القضية العربية وتأخذ موقفا غير متعصب من العرب والسلام ومن القضية الفلسطينية... «ولا أرى مانعا من عرضها، لأننا لابد أن نعرف أفكارهم ومدى ما وصلوا إليه وأن نعرف أننا واعون بما يكفي. والشباب عموما لن يقبل على تلك النوعية من الأفلام الإسرائيلية». ويضيف: لابد من التخلي عن تلك النظرة القصصية التي تسببت في حرماننا من مشاهدة فيلم «عازف الكمان على السطح» الذي قدم منذ عشرين عاما، وهو فيلم شديد ويتكلم عن اليهود في روسيا وتجربة حياتهم وتقاليدهم، وكان فيلما إنسانيا بشكل بحت ومنع من العرض في السينما ولم تقدم له الدعاية الكافية... «لذلك لا أرى مشكلة من عرض فيلم إسرائيلي في دور العرض المصرية، لأننا مثقفون نطلع على جميع الثقافات الأخرى، والفيلم الإسرائيلي ثقافة أخرى لبلد آخر مختلفة عن عاداتنا وتقاليدنا فلابد من معرفتها».
وعي كاف
الفنان عزت العلايلي يؤكد ذلك بدوره متسائلا: لماذا نقف ضد عرض تلك الأفلام في دور العرض المصرية وخصوصا أن الفضائيات طوال النهار تعرض لنا أفلاما «إسرائيلية» وهندية وأفلاما من كل مكان؟ ويضيف: «من حق الناس أن تشاهد تلك الأفلام وتقول رأيها بصراحة شديدة، وخاصة في ظل مناخ ديمقراطي». ويتابع: «لماذا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام؟ إن أولادنا لديهم الوعي الكافي لتمييز الهدف من وراء أي شيء يقدم إليهم، بالإضافة إلى ضرورة توعيتهم من دون أن نفرض وصاية عليهم، ويجب أن نناقشهم في كل شيء ونبني شخصيتهم وأن ننمي وطنيتهم من دون تدخل مباشر في حياتهم». وقال: «أعتقد أن عرض تلك الأفلام الإسرائيلية لا يدخل تحت طائلة التطبيع وإلا لما قامت بعرضه دار عرض ولما أيده الكثيرون»
العدد 2296 - الخميس 18 ديسمبر 2008م الموافق 19 ذي الحجة 1429هـ