العدد 2510 - الإثنين 20 يوليو 2009م الموافق 27 رجب 1430هـ

ليلة الإسراء والمعراج: دعوة لمواجهة محاولات تفتيت الصفوف

المنامة - وزارة العدل والشئون الإسلامية 

20 يوليو 2009

نظمت إدارة الشئون الدينية بوزارة العدل والشئون الإسلامية أمس الأول احتفالها السنوي بذكرى الإسراء والمعراج، حيث أقيم الاحتفال تحت رعاية رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي.

و بدأ الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة الوزارة لوزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، بعد ذلك ألقى الشيخ علي بن محمد مطر محاضرة بعنوان «الرحلة المباركة حكم وفوائد»، واختتم الاحتفال بمحاضرة لرئيس محكمة الاستئناف بالدائرة الجعفرية الشيخ ناصر العصفور بعنوان «دروس مستفادة من الإسراء والمعراج».

و أوضح وزير العدل والشئون الإسلامية في كلمته «أن الاحتفاء بليلة الإسراء والمعراج ليس شكلا من أشكال الاحتفالات التعبدية وإنما هو لاغتنام ذكرى هذه الليلة المباركة للتأكيد والتذكير بعدة أمور منها: أن كل العبادات فرضت في الأرض والصلوات فرضت في السماء، ما يدل على أهمية هذه الفريضة، وأن الإسلام دين عالمي فهو رسالة للناس جميعا باختلاف أجناسهم ولغاتهم وثقافاتهم وهو خاتم الديانات، كما نذّكر من خلال هذه الفعالية على أهمية الإيمان بالغيبيات في عقيدة المسلم واليقين الثابت بصدق الأخبار الغيبية، وكذلك ثبوت الحق الأبدي للمسلمين في بيت المقدس، وتأكيد العمل المشترك لإنقاذه واسترداده وإعادته لحوزة المسلمين».

وأوضح وزير العدل: «إن مملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا ترجمت مبادئ الوحدة المنشودة بين أبنائها مع تنوع وتعدد أديانهم وطوائفهم عبر مشروع حضاري خطه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».

واستطرد: «لنأخذ من ذكرى الإسراء والمعراج درس الوحدة الإنسانية الذي رأيناه في وحدة صف الأنبياء والمرسلين، لنعيش في عالم تسوده المحبة وتملأه الألفة والمودة، ننطلق إلى هذه الوحدة من قاعدة الوحدة الداخلية للمجتمع الواحد المترابط وإن تعددت مذاهبه وتنوعت ثقافاته».

وختم وزير العدل كلمته مؤكدا على أن الأحداث والتحديات العالمية تحتم علينا أن نرتقي بديننا الإسلامي بحيث نفهمه ونمارسه بما يتناسب ومعطيات العصر ومتغيرات الزمن الحاضر، فلابد من رص الصفوف وتوحيد المفاهيم الإسلامية بما يعود بالنفع والمصلحة على ديننا وأمتنا.

دعوة للتلاحم والوحدة

وفي محاضرة بعنوان «الرحلة المباركة حكم وفوائد»، قال الشيخ علي بن محمد مطر: «إن مثل هذه الأحداث العظيمة، كبعثة النبي عليه الصلاة والسلام ومولده وإسرائه ومعراجه وهجرته وغزواته وفتوحاته وانتصاراته إنما هي دافع لتأليف القلوب وجمع الصفوف وتوحيد الكلمة والقضاء على الخصومة والعداوة والتقاطع والتدابر والقضاء على مسببات الفرقة من تعصب وتحزب وعنصرية وطائفية وتطرف وتنطع وغلو».

وأوضح مطر أن من أكبر الدروس المستفادة من هذه المعجزة تحقيق العبودية الكاملة لله وحده الذي لا شريك له، ومن الدروس المتصلة بالعبودية والتذلل لجنابه سبحانه وتعالى أن في تلك الليلة المباركة فرض الله تعالى على رسوله الكريم وعلى هذه الأمة المباركة الصلوات الخمس، فعند سدرة المنتهى كلم الله جل جلاله النبي عليه الصلاة والسلام وأعطاه الصلاة، وهذه علامة على أن للصلاة منزلة كبرى في الإسلام.

وقال الشيخ علي مطر: «الإسراء والمعراج درس في بناء الرجال، والرجال لا يمكن بناؤهم إلا من خلال المواقف، عندما تحدث النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الإسراء والمعراج كان حال القوم بين مصدق وبين واضع يده على رأسه تعجبا، إذ إن الأمر يحتاج إلى يقين والمحنة تفرز حقائق الرجال وهذه الحادثة أفرزت رجالا كأبي بكر رضي الله عنه، كما أن محنة التآمر على قتل النبي عليه السلام أفرزت أبطالا في نصرة الحق كالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكمحنة بلال وعمار بن ياسر رضي الله عنهما».

دعوة لتفتح العقول واكتشاف المواهب

وفي محاضرة الشيخ ناصر بن أحمد العصفور بعنوان «دروس مستفادة من الإسراء والمعراج» قال: «يمكننا استفادة الكثير من الجوانب والحقائق من هذا الحدث الفريد، يمكننا أن نتعلم كيف نلجأ إلى الله عز وجل في كل حالاتنا وفي حال الشدة والمحنة بالذات، ولنعلم عالمية الإسلام، كما أننا ومن خلال هذا الحدث الكبير يجب أن نتذكر المسجد الأقصى دائما وأبدا وأن تبقى قضيته حية في وجداننا وأن نسعى كمسلمين بكل طاقتنا لاسترداد حقوقنا المغتصبة وعلى رأسها استعادة المسجد الأقصى من براثن الاحتلال الصهيوني الغاصب.

وأشار العصفور إلى أن قضية الإسراء يمكن أن توجه أنظار المسلمين إلى المجال العلمي والتقني وتفتح آفاقهم على التقدم الحضاري وبذل الجهد في الوصول إلى الحقائق العلمية واستثمارها.

وتساءل الشيخ العصفور قائلا: «ما هو موقعنا كأمة في عالم اليوم؟» وأجاب بقوله: «يكفي أن نقرأ إحصائية بسيطة كإشارة لمستوى الاهتمام بالبحث العلمي والاختراع لدى الدول العربية الآن، فقد أشارت المنظمة العالمية الفكرية أن العرب في ذيل الدول المتقدمة لتسجيل براءة الاختراع لأبنائها حيث لم تبلغ أكثر من 137 براءة تقابلها (إسرائيل) بـ 1882 اختراعا فيما سجلت اليابان 28 ألف براءة اختراع تلتها ألمانيا بأكثر من 18 ألف براءة اختراع».

العدد 2510 - الإثنين 20 يوليو 2009م الموافق 27 رجب 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً