عانى سباق جائزة استراليا الكبرى الأمرين في العامين الأخيرين، حتى وصل به الأمر إلى إمكان حذفه من روزنامة بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 غداة إعلان حكومة مقاطعة فيكتوريا في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2007 ان السباق الذي أقيم في العام الماضي كبدها خسائر بلغ مقدارها 8ر31 مليون دولار أميركي.
وعلى رغم ان عقد استضافة الحدث على حلبة «البرت بارك» مع القيمين على بطولة العالم كان يمتد حتى نهاية العام 2010، فقد وقع التمديد في الآونة الأخيرة حتى 2015 بغض النظر عن الخسائر التي سجلت منذ نقل السباق من اديلاييد إلى ملبورن العام 1996.
وسجلت عائدات السباق الذي تستضيفه استراليا منذ 23 عاما، تراجعا من 47.5 مليون دولار العام 2006 إلى 43.4 مليونا العام 2007.
وتعاني حكومة ولاية فيكتوريا من هذا الواقع المتردي وخصوصا أنها تتكفل بتغطية العجز الناتج عن انخفاض بيع التذاكر وتراجع مداخيل الإعلانات وهي تكبدت خسائر بقيمة 35 مليون دولار في 2007، قبل ان تصل إلى حدود 40 مليونا في العام الجاري.
ولا يخفى على احد ان تمديد العقد جاء مترافقا مع التزام القيمين على جائزة استراليا الكبرى بتعديل موعد انطلاق السباق اعتبارا من 2009 بحيث ينطلق في السادسة صباحا بتوقيت غرينتش عوضا عن الرابعة والنصف من اجل ان يتمكن من متابعته اكبر عدد من المشاهدين في الدول الأخرى وخصوصا الأوروبية منها.
واعتبر التغيير في توقيت السباق بمنزلة التسوية التي اعتمدت بهدف تلبية ما كان يطالب به البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لسباقات الفئة الأولى، والذي أراد ان ينظم الحدث ليلا، تماما كما هو الحال في سنغافورة، وإلا فان مصيره سيكون الإقصاء من روزنامة بطولة العالم.
وعلى رغم تجديد العقد، لا تزال مدينة سيدني الاسترالية تسعى إلى سحب البساط من تحت أقدام ملبورن وخطف السباق من جارتها بعد ان أعلن عدد من رجال الإعمال فيها رغبتهم في القيام بأعمال ترميم ضخمة على حلبة «ايسترن كريك» لتصبح جاهزة لاستضافة سباق ليلي، وأشار هؤلاء إلى ان كلفة أعمال التجديد قد تصل إلى 43 مليون جنيه إسترليني على ان يجري استخدام 70 في المئة من المرافق الحالية واعتماد حلبة بمسار عكس عقارب الساعة، مؤكدين في الوقت نفسه ان أعمال البناء لا تحتاج إلى أكثر من سنتين.
وسيدني ليست الوحيدة التي تسعى إلى خطف السباق من ملبورن، بل ان مدينة كوينز لاند الاسترالية الأخرى أعلنت نيتها بناء حلبة «ليلية» لاستضافة الحدث، وأكد القيمون على الفكرة باسم رون براون مدير المشروع انه سيتم بناء حلبة «غولد كوست» بطول 5.92 كلم في نويل وبكلفة 270 مليون دولار، حتى ان البعض تحدث عن إمكان إبقاء السباق في ملبورن مع الاكتفاء بنقله من «البرت بارك» إلى مضمار «فليمنغتون» لسباقات الخيول شمال غرب المدينة والذي يتسع لـ120 ألف متفرج.
ولا يرى القيمون على هذه الخطوة اي مشكلة في كون مساحة «البرت بارك» اكبر من مساحة مضمار سباق الخيول إذ تتمحور الفكرة حول بناء حلبة جديدة حول المضمار نفسه بحيث تستفيد الأولى من مرافق الأخير والتي تتطلب أموالا طائلة سنويا لجهة الصيانة وأعمال التطوير.
وفي الوقت الذي انشغل فيه الراغبون بسحب شرف التنظيم من «البرت بارك»، علم على نطاق واسع في استراليا ان إحدى المحاكم كانت تنظر في قضية ترتبط بمحاولة مجموعة أصولية تنفيذ هجوم إرهابي على «كراون كازينو» في ملبورن خلال نهاية الأسبوع الذي استضافت فيه المدينة سباق فورمولا 1 العام 2006.
وبعد تحقيقات مطولة مع أفراد التنظيم الإرهابي «المحلي» الذي القي القبض على 12 من أفراده، جرت تبرئة جانب هؤلاء من تهمة التخطيط للقيام بعمل تخريبي يهدف في النهاية إلى إجبار الحكومة الاسترالية على سحب قواتها من العراق.
وتمت عملية اعتقال المجموعة، التي يقيم أفرادها في استراليا، من قبل رجال الشرطة والقوات الخاصة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2005، بعد 16 شهرا من المراقبة.
وأشارت التقارير الأولية إلى ان الهجوم الإرهابي المفترض كان مقدرا له في البداية ان يستهدف الملعب الذي يستضيف سنويا المباراة النهائية لكرة القدم الاسترالية، إلا انه علم بعد ذلك انه جرى تغيير الهدف ليصبح «كراون كازينو» الواقع بالقرب من حلبة «البرت بارك» والذي يعج بالرواد الأجانب كنتيجة طبيعية لتوافد السياح إلى المنطقة بغية متابعة جائزة استراليا الكبرى.
وخلال عمليات تفتيش أماكن إقامة إفراد المجموعة، وجد رجال الشرطة موادا تستخدم عادة في تصنيع المتفجرات فضلا عن أشرطة فيديو لأسامة بن لادن، إلا ان المحكمة لم تنجح في تجريم أي من تلك العناصر فأمرت بإخلاء سبيلهم.
وفور الكشف عن التقارير في ملبورن، قرر الاتحاد الدولي لرياضة اللسيارات «فيا» الاتصال بمتخصص في العمليات الإرهابية بهدف دراسة إمكان تعرض سباقات فورمولا 1 لهجمات من هذا النوع
العدد 2225 - الأربعاء 08 أكتوبر 2008م الموافق 07 شوال 1429هـ