رأى السيد محمد حسين فضل الله في خطبة الجمعة التي القاها أمس أنه مهما كانت نتائج الانتخابات الاسرائيلية فإن موقفها يبقى نفسه أي «إلغاء الانتفاضة وفرض نظام فلسطيني تابع لإسرائيل يقوده بعض عملائها الذين تعمل على تلميع صورتهم السياسية ليقوموا بالدور المطلوب منهم، داعيا إياهم إلى الفهم الجيد» لهذه الخطة المرسومة في تقديم قيادات جديدة مشبوهة هي الاقرب إلى تنفيذ الخطة الاميركية تدعم شارون لأنها تخشى الانتفاضة الصلبة القوية المتحدة.
وطالب فضل الله الشعب الفلسطيني بـ «متابعة الانتفاضة لأنها النافذة الوحيدة المطلة على التحرير، وانه لا بد لهم من التدقيق في مشروع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي ربما تختفي خلفه الذهنية السياسية التي ترى ان المشكلة هي الفلسطينيين وليس في «إسرائيل»، وان المسألة هي في إمكان تدجين المنظمات الجهادية وتحويلها الى مؤسسات تحدق في خريطة الطرق الاميركية. ان اميركا تحاول تطويق الانتفاضة سياسيا من خلال اكثر من جهاز استخباراتي عربي. وحذر فضل الله من المشروع الحواري الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب. مكررا مطالبته الشعب الفلسطيني بوضع استراتيجية جديدة وبعدم اضعاف الانتفاضة وادخالها في متاهات المخابرات العربية والدولية.
وعن الوضع تجاه العراق قال ان المشروع الاميركي ليس ازالة اسلحة الدمار الشامل التي زود بها النظام سابقا للحرب ضد ايران والكويت وليس لتغيير نظام عملت اميركا على حمايته طيلة العقود السابقة من الانتفاضة الشعبية، بل هو مشروع لتعزيز القواعد العسكرية الاميركية لاسيما في الخليج استكمالا لقواعده في اوروبا وآسيا.
ورأى فضل الله ان المنطقة العربية والاسلامية تعيش في زلزال أمني لم يعهد له نظير من قبل ، كما تعيش مناخ احتلال سياسي وامني واقتصادي غير مباشر، وفي سقوط روحي واخلاقي قومي وسياسي، متسائلا عن دور الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وايضا عن معنى دور الامم المتحدة التي تحولت الى هامش من هوامش السياسة الاميركية قائلا : «أي عالم هو هذا العالم؟»
العدد 120 - الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 29 شوال 1423هـ