تقول أوساط في واشنطن أن جون أبا زيد سيلعب دورا أساسيا في الحرب التي تهدد الولايات المتحدة بشنها على العراق لاحتلاله والإطاحة بنظام حكمه. فالمنصب الجديد الذي عين فيه الجنرال ذو الثلاثة نجوم، جون أبو زيد لم يكن موجودا من قبل، فقد استحدث خصيصا له ليكون منسق علاقات القيادة المركزية مع الدول العربية وخصوصا مع دول الخليج العربية، ليس فقط أثناء إعداد مسرح العمليات العسكرية في المنطقة بل وأيضا خلال العدوان العسكري على العراق. فهو الرجل الثاني في قيادة القوات الأميركية المكلفة بغزو العراق.
وقد حصل أبو زيد لدى تعيينه الأسبوع الماضي على وصف «الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب» فمؤهلاته العسكرية وخبراته في الجيش الأميركي منذ أن تخرج من الأكاديمية العسكرية الأميركية في يونيو/ حزيران 1973 برتبة ملازم ثان هي التي رفعته إلى المنصب الجديد.
فأبو زيد يمتلك خبرة «الغزو» فهو شارك في غزو غرينادا في عهد ريغان التي كانت تعويضا لهزيمته في بيروت، وشارك في عدوان أميركا على العراق في العام 1991، وفي كوسوفو والبوسنة، وفوق كل ذلك درس العالم العربي باحثا في الجامعة الأردنية قبل أن يتابع الدراسة ذاتها في جامعة هارفارد التي تخرج منها بشهادة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط.
الأوساط ذاتها تعتقد أن نجاح أبي زيد العربي اللبناني الأصل المولود في كولفيل بولاية كاليفورنيا لأب مهاجر من لبنان، في مهمته الجديدة بعد أن حقق نجاحا باعتباره مديرا لمكتب هيئة الأركان المشتركة للقوات الأميركية منذ 16 أكتوبر/ تشرين الأول 2001، الذي خول له الاطلاع على ملفات علاقات البنتاغون جميعها مع العالم، قد تكون بمثابة «إعداد» له لكي يتولى فيما بعد رئاسة هيئة أركان القوات الأميركية المشتركة.
ولأنه عربي الأصل ويتقن لغة آبائه وأجداده إلى جانب الإيطالية والألمانية ولأن دوره سيكون تسهيل تدمير العراق الذي يمثل جزءا من حضارة أجداده التي يفتخر بها، فإننا سنردد مع ملايين العرب والمسلمين الحريصين على العراق والمناهضين لعدوان أميركا عليه «من أول غزواته كسر عصاته، ويا ليتك يا أبا زيد ما غزيت». فبعد غزو العراق ما الذي سيقوله أبو زيد لأبنائه الثلاثة؟
العدد 123 - الإثنين 06 يناير 2003م الموافق 03 ذي القعدة 1423هـ