تبدأ حاليا بعض الجهات الأدبية في مصر كتابة سلسلة تاريخية تقدم كبار الأدباء والمفكرين العرب وكانت مي زيادة اولى المنتخبات من النساء لوضعها في هذه السلسلة.

مي زيادة (ماري إلياس زيادة)، ولدت في مدينة (الناصرة) العام 1886، ونشأت في أسرة ذات علم وثقافة، فوالدها اللبناني الأصل، كان مدرسا في أحد المعاهد الحكومية، أما والدتها، فكانت محبة للقراءة، وهي التي اقترحت عليها أن تنحت من اسمها «ماري» توقيعا جديدا منحوتا من أول حرف وآخر حرف فيه، وهما الحرفان: م، ي، فأصبحت تعرف بهذا الاسم العربي الصميم «مي».

انتقلت مع أسرتها، وهي في سن الرابعة عشرة، إلى لبنان، ثم انتقلت مع أسرتها العام 1904 إلى مصر، حيث تولى والدها إدارة مجلة «المحروسة»، واتصلت بكبار أهل العلم والاستشراق، وعكفت على دراسة التاريخ والفلسفة، وعلم الأخلاق، وغيرها من العلوم العصرية، وتمكنت، في هذه الفترة، من إتقان اللغة الأسبانية، واللغة الإيطالية، واللغة الألمانية، بالإضافة إلى اللغات الأجنبية السابقة.

أنشأت في مصر، منتدى أدبيا كانت مجالسه تعقد كل يوم ثلثاء من كل أسبوع. وكان الأدباء، والمفكرون، والشعراء، ورجال السياسة يترددون على هذا المنتدى.

كتبت عددا غير قليل من المؤلفات منها: أزهار حلم، باحثة البادية، كلمات وإشارات، سوائح فتاة، المساواة، الصحائف، بين الجزر والمد، ظلمة وأشعة وترجمت الكثير من الكتب عن الإنجليزية.

استطاعت أن تلفت بأدبها وفنها، أنظار الادباء والمفكرين على امتداد الساحة الثقافية العربية، فقد انشغل الناس بأدبها، وتزاحم الأدباء على باب صالونها الثقافي، وانتشرت مقالاتها وخطبها وكتبها في كل مكان. وشهد على ذلك كل من كان معاصرا لها، أو قارئا لأدبها.

توفيت في 19 أكتوبر/ تشرين الأول العام 1941 ودفنت بالقاهرة. وظهر بعد وفاتها أكثر من مؤلف عنها منها «مي في حياتها المضطربة» لجميل جبر، «وحياة مي» لعبدالغني حسن