العدد 131 - الثلثاء 14 يناير 2003م الموافق 11 ذي القعدة 1423هـ

الجنرال ليوبولدو غالتيري

توفي قبل عدة أيامالديكتاتور الارجنتيني السابق ومشعل الحرب مع بريطانيا بشأن جزر فولكلاندز، الجنرال ليوبولدو غالتيري عن عمر ناهز 76 عاما. كان الجنرال، الذي غزا «ايسلاس مالفيناس» في العام 1982، يعاني من سرطان في البنكرياس ولكنه مات بفشل القلب بعد ان ادخل مستشفى عسكريا في بوينس ايرس يوم السبت الماضي.

سيطرت ميلشاته العسكرية على السلطة في الارجنتين في العام 1981، وأصبح الثالث من اربعة رؤساء شنوا «حربا قذرة» ضد الجناح اليساري بين 1976 و1983 راح ضحيتها آلاف من المدنيين.

بعد ستة أشهر من استلامه السلطة، أمر الجنرال القوات بالقرب من جزر الفولكلاندز باسترداد الاقليم في جنوب الاطلنطي، والذي ادعت الارجنتين انها ورثته من الملك الاسباني. استمرت حرب الفولكلاندز، التي استعادت فيها بريطانيا الجزر، نحو 78 يوما وكلفت حياة اكثر من 700 ارجنتيني و255 من القوات البريطانية. وبعد فترة قصيرة من استسلام قواته، تمت الاطاحة بالجنرال غالتيري بواسطة عصبة عسكرية اخرى.

سجن الجنرال لانتهاكه حقوق الانسان بعد ان عادت الارجنتين إلى الديمقراطية في منتصف الثمانينات ولكن عفي عنه في العام 1990 بواسطة الرئيس الارجنتيني آنذاك، كارلوس منعم. وقد أبدى ممثلون من جزر الفولكلاندز وجنود سابقون قاتلو في الحرب، تعاطفهم وأسفهم لوفاة الجنرال.

اخبر عضو مجلس الفولكلانذز، جون بيرمنجهام وسائل الاعلام قائلا: «يعلم شعب الفولكلاندز - وربما غالبية الناس في جمهورية الارجنتين - ان الجنرال ديكتاتور المدرسة القديمة ولذا لم تسبب وفاته اي حزن عميق لاي انسان، وربما لا يتذكر طويلا».

واضاف بيرمنجهام «الرجل جدير بالازدراء... لا يوجد له احترام هنا، ولن يكون هناك حزن واخشى انني لم أذرف قطرة دمعة عليه».

وقال متحدث باسم مارجريت ثاتشر، التي قادت الحكومة البريطانية إلى انتصار بريطانيا، انها لن تعلق على وفاة عدوها.

بعد ان اسقط عن السلطة، اصبح الجنرال غاليتري عرضة لتقارير إدانة من حقوق الانسان و بعض حكومات عن فترة حكمه. واشار تحقيق رسمي ان نحو 9000 من انصار الجناح اليساري ومعارضين تم اعدامهم بواسطة رجاله، على رغم أن حقوق الانسان قدرت العدد بنحو 30 ألف شخص. وفي بعض الحالات، يسحب معارضو الجنرال ويلقون احياء من طائرة في البحر أو في الانهر. بينما يتم دفن آخرين في مقابر سرا، إذ لم يعثر عليها حتى الآن، وينتزع الاطفال من اقربائهم المعتقلين الذين يقتلون فيما بعد.

في يوليو/ تموز الماضي كان الجنرال غالتيري من بين 42 مسئولا عسكريا ورجل أمن دولة سابق تم اعتقالهم بتهمة انتهاك حقوق الانسان بعد ان الغت هيئة قضاة عفوا يحمي الافراد العسكريين من الادانة بشأن «الحرب القذرة» واتهم مع آخرين بتنظيم اختطاف وقتل 20 من مليشيا الجناح اليساري في العام 1980 ووضع تحت الاقامة الجبرية المنزلية.

ووصف سايمون ويستون، الذي عانى حروقات حادة عندما كان يخدم فيالجيش في الفولكلاندز، الجنرال بأنه «مجنون» واضاف «كان شخصا يبحث عن نوع من حل المشكلات التي يعاني منها في بلاده، ولذلك تسبب في معاناة مرعبة على شعبه اكثر من التي احدثها على سكان الفولكلاندز، فعشرات الآلاف من الناس قتلوا واختفوا في دولته»

العدد 131 - الثلثاء 14 يناير 2003م الموافق 11 ذي القعدة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً