أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني موقفه المعارض للمشاركة في الحملة الاميركية المرتقبة ضد العراق.

مسعود بارزاني، هو الرئيس الحالي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي سبق ان اسسه ابوه الملا مصطفى البرزاني اغسطس/ آب 1946، وهو العام الذي ولد فيه مسعود بارزاني في مهاباد عاصمة جمهورية مهاباد الكردية الايرانية إذ كان والده الملا مصطفى وزيرا لدفاع هذه الجمهورية التي تأسست بعد الثورة التي نشبت فيها بقيادة القاضي محمد الذي اصبح اول رئيس لاول جمهورية كردية في التاريخ.

وبعد هزيمة الثورة وانهيار الجمهورية فرت عائلة البارزاني إلى الاتحاد السوفياتي، بقي الطفل مسعود برعاية اخواله في كردستان العراق، إذ نشأ فيها وتعلم في مدارسها الابتدائية إلى ان انتقل إلى بغداد ليدرس في مدارسها المتوسطة والثانوية، وحين أصبح شابا التحق بالثورة الكردية التي كان يقودها ابوه الملا مصطفى البرزاني منذ العام 1961، وهكذا وجد نفسه يحمل البندقية بدلا من القلم ويتنقل بين جبال كردستان الوعرة وبعد رحيل والده في مارس/ آذار 1979 اختير رئيسا للحزب وعمره 33 عاما.

بعد انتفاضة ربيع العام 1991، برز بارزاني الابن قائدا للانتفاضة لوجوده أثناء الانتفاضة الكردية في كردستان العراق، بينما كان منافسه جلال الطالباني خارج العراق. وحث بارزاني شعبه على البقاء في كردستان بعد نزوح الآلاف منهم إلى إيران وتركيا خوفا من ردود فعل السلطات المركزية بقصف المناطق الكردية المنتفضة بالاسلحة الكيماوية، وقد نجح نوعا ما في ايقاف حدة النزوح إلى الخارج، وبعد ذلك عمل على اشاعة الأمن والاستقرار، وتحصين الكيان الكردي الجديد الذي ظهر بعد اعلان واشنطن وحلفائها المنطقة الكردية منطقة آمنة خارج سيطرة النظام المركزي، باقامة حكومة محلية وبرلمان كردي.

ساهم بارزاني في شكل فعال في الاعداد لمؤتمر المعارضة الذي عقد في اربيل العام 1992 والذي سمي بمؤتمر «صلاح الدين» الذي ضم الاحزاب والحركات والشخصيات السياسية المعروفة كافة. واختير البرزاني في المجلس المركزي المؤلف من ثلاثة اعضاء لقيادة المعارضة العراقية. وفي المؤتمر الاخير الذي عقد في لندن كان لمسعود البرزاني دور مهم في الخروج بالنتائج المعروفة. وقد أصر على ان يقر المؤتمر موضوع «الفيدرالية» كخيار معقول لأكراد العراق في إطار عراق ديمقراطي موحد. ويواصل مسعود بارزاني جهوده ونشاطاته السياسية لتحديد مستقبل العراق الدستوري المقبل