مساء يوم الجمعة وقبيل الغروب، في آخر يوم من الفترة المقررة لمعرض الخريف، رن جرس هاتفي المحمول وإذا بامرأة تسألني: من أنت؟ فقلت من تريدين؟ قالت بصراحة أنا وجدت محفظة سوداء بها مقدار من المال ومجموعة من المفاتيح وبها ورقة مكتوب عليها اسم «...» وهذا الرقم الذي اتصل به. قلت لها: «أنا ... وهذا رقمي لكني لا اعلم من هو صاحب المحفظة فلعله يكون احد اقربائي أو اصدقائي». قالت: حسنا كيف أراكم وأسلمكم المحفظة قلت: لحسن الحظ ستأتي زوجتي ومعها اختاها لزيارة المعرض، وسأخبرها بأن تتصل بك وتتفق معك على مكان اللقاء. لم تلبث زوجتي بعد أن أخبرتها بالامر حتى اتصلت بالمرأة. لكنها فاجأتها بهذا السؤال: أخبريني أولا عن محتويات المحفظة حتى أسلمها لكم! فقالت زوجتي نحن لا نعلم إلى الآن من صاحب المحفظة لكنا سنجد صاحبها لا محالة بين اهلنا واصدقائنا... لكن المرأة لم تقتنع بذلك وارتأت ان تسلم المحفظة إلى مكتب المفقودات إعتقادا منها بأن اليد التي استلمت المحفظة ستكون احفظ للأمانة من يدنا.
مساء يوم الاثنين وبعد الغروب وأثناء زيارة لأختي وضمن الحديث قالت إنها زارت المكان الذي ضاعت فيه المحفظة يوم الجمعة الماضي الفائت مع والدتي وإن والدتي فقدت فيه محفظتها السوداء التي بها 14 دينارا و4 مفاتيح وانها قدمت إلى الشرطة إفادة بشأن ذلك.
صباح اليوم التالي اتصلت بالمرأة واخبرتها بمحتويات المحفظة فقالت نعم هذه هي المحفظة التي سلمتها إلى استعلامات المعارض فانطلقت إلى المبنى المعني وبعد الاستفسار قالوا إن جميع المفقودات تم تسليمها إلى مركز الشرطة. فانطلقنا اليه وكان معي صديق وجدته بالمصادفة وبعد ان سألناهم قالوا لنا هل عندكم إفادة مسجلة؟ قلت نعم وذكرت لهم اسم اختي ووالدتي. فأقروا بأن الافادة موجودة. ومع هذا- وكأن شيئا لم يكن - لم يبلغوا اختي التي تركت لهم رقمها عن العثور على المحفظة بل قاموا بتسليم مالديهم من مفقودات إلى مركز الشرطة الاخر وطلبوا منا ان نذهب فورا إلى هناك لان المفقودات ستنتقل بعدها إلى مركز شرطة ثاني.
ولما دخلنا مركز الشرطة لم نجد تجاوبا واهتماما بالموضوع، بل انكروا على الفور وجود هذه المحفظة ولكن بإصرار منا وتأكيد ان المفاتيح هي التي تهمنا ولا تهمنا الدنانير. عندها تحرك أحد الضباط وأخرج مجموعة من الأكياس تحتوي على جميع المفقودات المعثور عليها والتي احتوت على اغذية والبسة ومحافظ وحقائب نسائية ومفاتيح. واخذ الضابط يفتش في المحافظ والحقائب التي ربما بلغت اكثر من عشر فلم يجد فيها اوراقا نقدية ووجد بطاقات سكانية وبطاقات ائتمان واوراقا عادية! فضحك صديقي الذي معي وقال للضابط: ألا يوجد في كل هذه الحقائب والمحافظ ولو دينار وآحدا؟! فرد عليه الضابط مازحا: نعم يوجد في إحداها مبلغ 180 فلسا!!
وبعد ان يأسنا من محفظتنا التي لا استطيع ان اميزها إلا من خلال محتوياتها اتصلت بوالدتي وطلبت منها ان توضح للضابط تفاصيل المفاتيح وما هي إلا لحظات حتى وجدنا المفاتيح كما هي ولكن أين ذهبت المحفظة وأين ما بداخلها؟
والسؤال: هل ستلقى هذه القصة اهتماما من المكتب و الشرطة معا لكي تبرأ ساحتهما ايضا ويبديا شيئا من الاهتمام بهذا الموضوع ويحققا مع الاشخاص الذين ائتمنوا على اموال الناس في المركز ومع الايدي التي استلمت هذه الامانات فخانتها؟
الاسم لدى المحررة
العدد 135 - السبت 18 يناير 2003م الموافق 15 ذي القعدة 1423هـ