ولد مارتن لوثر كينغ في 15 يناير /كانون الثاني 1929 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا وكان والده، مارتن لوثر (سينيور) كاهنا.
دخل المدرسة العام 1935 وتلقى دروسه الابتدائية والثانوية حتى العام 1944، ونجح في امتحان الدخول إلى معهد اللاهوت في اتلانتا قبل ان ينهي دراسته الثانوية. وتخرج في العام 1947 من ذلك المعهد متخصصا بالوعظ، فيما تابع دروسا في علم الاجتماع، وعين مساعدا لوالده الكاهن التابع للكنيسة المعمدانية في أتلانتا. وفي 25 فبراير/شباط من العام التالي (1948) تمت سيامته كاهنا. وحصل في يونيو/ حزيران على شهادة الاختصاص في علم الاجتماع.
عين في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 1954 مارتن لوثر الأب ابنه كاهنا في مدينة مونتغيمري في ألاباما التي شهدت في العام التالي ما عرف بـ «أزمة الباصات». فقد جاء في قوانين ولاية ألاباما انه لا يحق للسود الجلوس في الأماكن التي يجلس فيها البيض في الباصات. وفي الأول من ديسبمر/كانون الأول 1955 رفضت امرأة سوداء ان تتخلى عن مقعدها في أحد الباصات لرجل أبيض فاعتقلتها الشرطة.
اجتمعت الحركات المناهضة للتمييز العنصري كافة في المدينة في اليوم نفسه وانتخب أعضاؤها بالإجماع مارتن لوثر كينغ رئيسا لتجمعهم الذي أطلقوا عليه اسم «جمعية تطوير مونتغيمري». وقرروا رفع الدعوى لإثبات عدم دستورية قوانين التمييز العنصري في الباصات. فردت الشركة بأن أوقفت رحلاتها إلى الأحياء ذات الغالبية السوداء.
تعرض كينغ لحملة مضايقات من رجال الشرطة بسبب نشاطاته المناهضة للعنصرية، وقد اعتقل مرة وأوقف لقيادته سيارته بسرعة 30 ميلا في منطقة حددت السرعة القصوى فيها بـ 25 ميلا في الساعة. كما تعرض لأعمال عنف من أشخاص عنصريين، ورميت قنبلة على منزله.
في 4 يونيو/حزيران 1956 حكمت المحكمة بأن التمييز العنصري في الباصات هو أمر غير دستوري، وقبل نهاية ذلك العام صار يحق للسود الجلوس في مكان واحد مع البيض.
تابع مارتن لوثر كينغ ورفاقه نضالهم من اجل الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، وراحوا يحرزون الانتصار تلو الانتصار.
في سنة (1959) قام كينغ مع زوجته بزيارة إلى الهند إذ امضيا فترة في دراسة أساليب غاندي في اللاعنف. وبعد عودته (1960) انتقل مجددا إلى مدينة اتلانتا حيث عمل مع والده في إدارة الكنيسة المعمدانية هناك.
شهد العام 1961 تشكيل مجموعة «الركاب الأحرار» الذين أعلنوا عن عزمهم على ركوب الباصات التي تنقل الركاب فيما بين الولايات والتي كانت مشمولة بقوانين التمييز العنصري. فأصدرت المحكمة العليا حكما بأن التمييز العنصري في الباصات التي تعبر الولايات غير دستوري (مايو/أيار 1961).
في 10 ديسمبر/كانون الاول 1964 نال كينغ جائزة نوبل للسلام، اعترافا بجهوده الحثيثة لمنح السود حقوقهم المدنية باستخدام الوسائل السلمية.
في شهر أبرايل/نيسان 1968 وأثناء جولة لمارتن لوثر كينغ في مدينة مامفيس، وفيما كان يخطب في الجماهير المحتشدة أمام الفندق الذي كان مقيما فيه، أطلق عليه قناص النار فأصابه في عنقه، ثم توفي في المستشفى بعد ساعات قليلة، منهيا بذلك حياة مليئة بالكفاح والنضال من أجل الحقوق المدنية
العدد 137 - الإثنين 20 يناير 2003م الموافق 17 ذي القعدة 1423هـ