تواصل امس إضراب القصابين عن العمل لليوم الثاني على التوالي وتوسع الاضراب ليشمل أسواق المملكة كافة (سوق المنامة المركزي، وسوق المحرق، وسوق الدفاع، وسوق جدحفص وحتى محلات بيع اللحوم الفردية في المناطق المختلفة)، وذلك بسبب توتر الأجواء بينهم وبين شركة البحرين للمواشي وتوسع الخلافات في الكثير من الأمور المتعلقة بكميات الشحوم التي لا تتم إزالتها عن الذبائح ونقص الأوزان،
وشكل توسع الاضراب عملية ضغط قوية من خلال تجميد سوق اللحوم ووقف نشاط الشركة، وأكد القصابون في تصريحات لـ «الوسط» ان الإضراب مستمر ويتخطى حاجز اليومين حتى تلبية المطالب، وشهدت ازمة القصابين تدخل محافظي المنامة والمحرق لاحتواء الازمة والبحث عن حلول.
من جانبه قال القائم بأعمال المدير العام أديب العلمي إن اعمال الشركة لم تتأثر بشكل كبير نتيجة الإضراب وتمت مزاولة النشاط وبشكل عادي في بعض المناطق وباعت الشركة حوالي 450 رأسا على بعض المحلات الفردية في منطقتي المنامة والمحرق، إذ كانت في الأوضاع الطبيعية تقوم بتوزيع أكثر من 1000 رأس يوميا.
وعلمت «الوسط» أن الشركة ذبحت أمس 200 رأس لتغطية الالتزامات مع بعض المؤسسات الحكومية والخاصة مثل وزارة الداخلية والمستشفيات والاعتماد على المخزون في ثلاجات الشركة الذي وصل إلى أكثر من 1000 رأس.
وأضاف العلمي أن استمرار هذا الإضراب لن يكون في صالح القصابين وليس في صالح الشركة وسيؤثر على المستهلك فالكل متضرر من هذا العمل معتبرا أن تجاوز خطوط الحوار والعمل على استغلال القوى سيؤثر على الجميع، ودعا العلمي القصابين الى طاولة الحوار لحل المشكلات.
وأكد العلمي أن الشركة قامت بالاتصال بالقصابين والاتفاق معهم على عقد اجتماع طارئ اليوم للوصول إلى حل نهائي وجذري للمشكلة.
وقال القصاب سعيد المحروس: «إن القصابين سيستمرون في إضرابهم حتى تتم تلبية جميع مطالبهم أو فتح الأبواب أمام المستثمرين لمنع احتكار هذه الشركة لأرزاق القصابين».
وأضاف المحروس أن 12 قصابا من قصابي السوق المركزي في المنامة اجتمعوا صباح أمس مع محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة في مقر المحافظة ودعاهم الى الاجتماع مع الشركة وعرض مطالبهم والتعرف على وجهات نظر الشركة في بعض المشكلات، ودعا المحافظ الى التوصل إلى اتفاق نهائي يخدم الطرفين ويعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه.
و طلب المحافظ من القصابين إعداد دراسة متكاملة تعرض المشكلات التي تعترضهم مع الشركة حتى يتم عرضها من قبل المحافظة على الشركة ومن ثم سيناقش المحافظ هذه النقاط مع وزير التجارة صالح الصالح وإذا تتطلب الأمر سيسعى المحافظ لإيصال الأمر إلى أعلى المستويات.
وعن الخسارة التي سيتكبدها القصابون قال المحروس ان القصابين عانوا كثيرا من الشركة وخسروا ولن يؤثر هذا الإضراب عليهم كثيرا بل سيوضح الاضراب الحجم الحقيقي لكل جهة.
ووصف على الحاكور (احد قصابي سوق المحرق) الاجتماع الذي تم عقده مع محافظ المحرق سلمان بن هندي بأنه «كان مثمرا»، وأشار الحاكور إلى الاطمئنان الذي يحس به القصابون من تفاعل الجهات الرسمية معهم وإحساسهم بنجاح الخطوات التي قاموا بها. وأكد الحاكور ان عملية الذبح التي سيقوم بها القصابون بشكل فردي في مراكزهم ستبدأ من يوم الخميس مع استمرار الإضراب عن شراء أية ذبائح من الشركة.
وردا على مدى تقبل وزارة الصحة لهذه العملية قال الحاكور «إنهم سيتخذون عدة خطوات أولها الطلب من الوزارة إرسال مفتشين وأطباء للتأكد من سلامة الذبائح قبل بيعها».
طالبت مجموعة من القصابين خلال لقائها بمحافظ المحرق سلمان بن هندي صباح امس بمقصب للمحافظة وبضرورة تخصيص منطقة للحظائر. من جانبه أشار بن هندي إلى مخاطبة المحافظة وزارتي التجارة والبلديات والزراعة لاتخاذ اللازم بخصوص الحظائر والمقصب.
جاء ذلك خلال اجتماعه صباح أمس بمجموعة من قصابي سوق المحرق المركزي الذين أبدوا استياءهم من الإجراءات الأخيرة التي تمت بشأن خصخصة قطاع اللحوم، واحتكار شركة البحرين للمواشي بيع اللحوم الاسترالية وذبحها. كما طالبوا بالسماح لهم بالذبح في أماكنهم السابقة وأكدوا على أهمية توفير طبيب بيطري للإشراف على سلامة الذبائح ومناسبتها للاستهلاك
العدد 138 - الثلثاء 21 يناير 2003م الموافق 18 ذي القعدة 1423هـ