ثماني دقائق من دون تنفس كانت كافية لخنق أنفاس حسين علي تحت أكوام الرمال والحجارة التي انهالت عليه في موقع حفريات تابع لاحد المقاولين هو ذاته الموقع الذي عثر فيه على «ماسة سترة».
حسين علي العامل ذو الأعوام السبعة والثلاثين فوجئ كما زملاؤه بحفرة المقاولات تنهال عليه حجارتها ورمالها لعدم توافر احتياطات السلامة، وتابع زملاؤه المشهد المرعب وزميلهم يدفن حيا أمام أعينهم وحين سارعوا إلى نبش الحفرة ذات الأمتار الخمسة عمقا خلال ثماني دقائق كان حسين قد اختنق في حفرته الأولى.
الوسط - فيصل هيات
دفع المواطن حسين علي حياته ثمنا لعدم توافر احتياطات سلامة كافية في الموقع الذي يعمل فيه لدى أحد المقاولين، ولقى مصرعه صباح أمس إثر سقوطه في حفرة عميقة طمرت عليه بالكامل بالرمل والأحجار.
وسارعت وزارة الداخلية الى إصدار بيان صحافي بخصوص الحادث أشارت فيه الى ان المواطن المتوفى يعمل في إحدى شركات المقاولات عامل حفريات، وأثناء عمله في حفريات المجاري بالقرب من بيوت الإسكان، وأثناء عمله في حفريات المجاري بالقرب من بيوت الإسكان الجديدة في قرية «مهزّة» الكائنة بمنطقة سترة، اختل توازنه وسقط في الحفرة وانهار عليه كثيب الرمل وانطمر داخلها «الحفرة».
وبحسب مصادر مطلعة، تحدثت الى «الوسط» فإن السبب الرئيسي في وقوع الحادث، يعود بالدرجة الأولى إلى عدم التزام المقاول باشتراطات السلامة بالحد الذي يحفظ فيه حياة عماله من دون مخاطر. وأضافت المصادر: إن المقاول لم يلتزم بتثبيت ألواح وقاية «كافية» في الجدار الداخلي للحفرة وهو ما أدى الى انهيار كثيب الرمل والحجارة لدى سقوط المتوفى المفاجئ داخل الحفرة.
وأضافت المصادر: «بماذا تفسّر هذا الانهيار السريع للجدران الداخلية للحفرة، فالأرض تحتاج الى هزة أرضية حتي تطمر الحفرة بالحجارة والرمل بالشكل الذي وقع في هذا الحادث».
وحاول زملاء المتوفى إخراجه من الحفرة من خلال نبشها، غير ان عمق الحرفة «نحو خمسة أمتار» حال دون نجاح جهودهم، فيما ذكرت المصادر أن «المتوفى» ظل على الأقل عشر دقائق مدفونا تحت الرمل والأحجار داخل الحفرة ما يبقى احتمال موته مختنقا راجحا على رغم وجود آثار دماء غطت جزءا من الجثة، في الوقت الذي يرجح شهود عيان موته بتأثير الحجارة الصلبة التي سقطت عليه.
ووفقا لبيان وزارة الداخلية فقد هرعت وحدة انقاذ من إدارة الدفاع المدني الى موقع الحادث، وحاول أفرادها إسعاف «المتوفى» إلا أنه كان فارق الحياة.
وأضاف البيان: إن الأجهزة الأمنية في الدفاع المدني تلقت بلاغا عن الحادث في الساعة الثامنة وأربع وخمسين دقيقة صباحا، وإن وحدة الانقاذ وصلت في الساعة التاسعة ودقيقتين، وهي سرعة قياسية، لكنها أيضا كانت كافية لوضع نهاية لحياة المتوفى، علما بأن وحدة الإنقاذ لم يكن بوسعها صناعة معجزة في إبقاء المواطن حسين علي من دون تنفّس لمدة ثماني دقائق كاملة، هي المدة الزمنية بين وقت التبليغ ووصولها الى موقع الحادث.
وأشارت المصادر الى ان المقاول تلقى تحذيرا من وزارة الأشغال، يطالبه بإيقاف العمل عند الوصول إلى النقطة التي وقع فيها الحادث، إلا إذا قام بزيادة ألواح الوقاية وبإشراف مفتشي السلامة التابعين للوزارة، لكنه تجاهل «التحذير» مواصلا عمله حتى وقع الحادث.
وعلى الصعيد ذاته، أوضحت المصادر التي طلبت عدم الكشف عنها، أن وزارة الأشغال والإسكان تعاني منذ سنوات من قلة فنيي السلامة، إذ لا يضم قسم السلامة فيها سوى اثنين من الفنيين في وقت تدير فيه الوزارة عددا كبيرا من المشروعات الحكومية الضخمة والتي تتطلب حملات تفتيش متواصلة على المقاولين للتأكد من التزامهم بجميع اشتراطات السلامة.
وأضافت المصادر: «وزارة الكهرباء والماء تضم وحدها ما لا يقل عن عشرة فنيين للسلامة موزعين على وحدات الحريق والعيادة المهنية والسلامة على رغم ان المشروعات التي تنفذها أقل بما لا يذكر من مشروعات وزارة الأشغال، فكيف يتم السكوت على هذا الخلل طوال الفترة الماضية، هل كنا ننتظر وقوع حادث من هذا النوع حتى يلتفت المسئولون الى أهمية زيادة عدد المفتشين وفنيّي السلامة في الوزارة؟».
يذكر ان الحفرة التي أنهت حياة المواطن حسين علي وهو من قرية شهركان تقع على الخط ذاته، الذي شهد لغطا كبيرا خلال الأيام القريبة الماضية عندما أثيرت أنباء عن عثور عامل آسيوي على حجر اعتقد فيما بعد أنه «ماسة» باهظة الثمن، كان المتوفى من بين العمال الذين تحدثت إليهم «الوسط» بخصوص الماسة المزعومة.
وتخشى المصادر ان يغلق ملف هذا الحادث من دون إجراء تحقيق يكشف عن المتسببين فيه تماما كما تم إغلاق ملف سابق في حادث مشابه وقع قبل قرابة العام، عندما سقطت معدات تستخدم في أعمال الطرق والمجاري على طفل في المحرق كان يلعب مع مجموعة أخرى من الأطفال فوق تلك المعدات التي كانت مكشوفة في الشارع العام.
بالإضافة الى إغلاق ملف مقتل عامل بحريني في وزارة الكهرباء والماء منحشرا في رافعة لاستبدال مصابيح الشوارع قبل ثلاث سنوات.
المنامة - الوسط
قال مدير العلاقات العامة في وزارة الأشغال والاسكان عدنان يوسف بأن الحجر الذي عثر عليه في منطقة سترة مؤخرا إلى أن نتيجة الفحص ستعرض خلال اليومين المقبلين. وأضاف بأن الحجر سيجري عليه اختباران الأول كيميائي والآخر آثاري.
كما ذكر بأنه حجر خشن يتفتت عند احتكاكه بقوة مع أي من الأسطح. وأشار يوسف إلى أن وزارة التجارة رفضت فحص الحجر وذلك لكونها مختصة بالأحجار الكريمة فحسب
العدد 153 - الأربعاء 05 فبراير 2003م الموافق 03 ذي الحجة 1423هـ