العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ

أي أدب شعبي نريد؟

سيلاحظ الإخوة القراء الذين ظلوا على تواصل عبر الهاتف معاتبين حينا ومحبطين حينا آخر لأننا لم نشرع مع بدء تصنيف الصفحات وتحديد هويتها، في تخصيص صفحة تُعنى بالتراث والأدب الشعبي شأننا شأن الصحف الزميلة في المملكة وسواها في دول مجلس التعاون سيلاحظون أننا بدأنا بالتدرج فيها، وذلك لسبب بسيط هو أننا لا نريد ارتجال أطروحات وسلق مشروعات تستمر لفترة من الزمن ثم تفقد مبرر وجودها عبر تقلص أهميتها وجديتها بل وخياراتها.

من الخير لنا وللقراء معا أن نتأخر في الخروج بالصفحة التي يريدون أو يطمحون إليها في سبيل أن تأتي ذات قيمة وتأثير وتطرح النوعي، واعية لاختياراتها، مثمنة بعين ناقدة وقارئة طبيعة ما تنشره من دون محاباة أو مجاملة لاسم أو جهة.

هنا، تجدون مساهمات بعضها وردنا بشكل مباشر ولم ينشر من قبل، والبعض الآخر استأذنا أصحابها وأبدوا ترحيبهم وتشجيعهم وتواصلهم معنا، وهي (كلمة) في طريق مئات النصوص الشائكة والمشاكسة التي تجترح الإبداع في صوره ورؤاه الخلاقة والمحفزة والمحرضة.

تجدون هنا (فزاع)... الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أحيا أمسية شعرية رائعة على هامش مهرجان دبي للتسوق كشف فيها عن مراحل تجربته وتمترسه خلف اسمه الذي اختاره وظل محتفظا به بعد ظهوره العلني أمام جمهور غفير من متابعيه ومحبيه.

كما تجدون شاعر (الصدمات) بتميز، فهد عافت، الذي ظل ومازال واحدا من أجمل وأطول قاماتنا الشعرية النبطية والحديثة في بعدها العميق والمؤثر، والباحث عن اضافات منحت القصيدة النبطية والعامية الحديثة بعدا وأهمية وحضورا حاز إعجاب الذين لا يتعاطون مع لهجات الخليج، البدوية منها والحضرية، وعلى رأسهم الكاتب المصري أنيس منصور والشاعر عبدالرحمن الأبنودي.

كما أرى ضرورة التنويه بحضور المشاكس بامتياز، الشاعر البحريني عبدالله حماد بوصفه واحدا من الأصوات الشعرية المهمة والعميقة والمبدعة والتي لم تتح لها فرصة الحضور والانتشار خليجيا على رغم أهميتها البالغة، فهو لا يقل شأنا وحضورا عن أبرز الأصوات الشعرية في خليجنا الرائع، ولكنها تظل أزمة منابر واعية وأزمة أمزجة وأزمة علاقات، يبدو انها باتت متحكمة في إبراز أو حجب صوت هنا وصوت هناك.

وتبقى مساهمة الزميل الشاعر ماجد عبدالرحمن من دولة الإمارات العربية المتحدة، واحدة من أعيادنا التي تسهم مساهمة كبيرة في دفعنا نحو المزيد من البحث عن رؤى جديدة تتعلق بتقديم وقراءة أدبنا الشعبي بكل ثرائه وتنوعه وتميزه.

وتظلون، باعتباركم قراء، عضلة القلب التي تدفعنا إلى أن نحتفظ، بنبضنا توغلا في الحياة لنراكم مزيدا من المعاني الكبيرة

العدد 154 - الخميس 06 فبراير 2003م الموافق 04 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً