في الوقت الذي الذي قال فيه دبلوماسي عراقي أمس إن العراق لن ينسف آبار النفط في حال قيام الولايات المتحدة بتحرك عسكري ضده، أعلن ناطق باسم البيت الأبيض أمس ان الولايات المتحدة لن تسمح أبدا للرئيس العراقي صدام حسين باللجوء إلى «الخداع في آخر لحظة».
من جهة أخرى أعلنت الأمم المتحدة أن هناك مؤشرات على أن العراق مستعد من جديد لتقديم بعض التنازلات المهمة. ونقلت وكالة ايتار تاس للأنباء الروسية أمس عن سفير العراق لدى روسيا عباس خلف قوله ان العراق لن ينسف آبار النفط في حال قيام الولايات المتحدة بتحرك عسكري ضده. واستطرد خلف قائلا ان النفط هو ثروة العراق القومية.
من جهة أخرى قال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان ان الرئيس الأميركي جورج بوش أكد بوضوح ان اللعبة انتهت. لن نسمح بأي ألاعيب مخادعة في آخر لحظة. لا عمليات غش أو تراجع أو إنكار أو خداع.
وصرحت مصادر الأمم المتحدة في بغداد لهيئة الإذاعة البريطانية بأن كبير مفتشي الأسلحة هانز بليكس والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيعودان إلى العراق وهما يتوقعان تغييرا كبيرا في الموقف العراقي بشأن عدد من القضايا الشائكة، مضيفة أن هذا هو ما لمسته من المسئولين العراقيين.
وأشارت المصادر إلى أن من بين هذه القضايا الشائكة اتفاقا على استخدام طائرات الاستطلاع من طراز يو 2 لمساعدة المفتشين في أداء عملهم واتفاقات أخرى على ترتيب كثير من اللقاءات الخاصة مع العلماء العراقيين وأخيرا الإعلان تطبيق تشريع جديد بشأن برامج الأسلحة المحظورة.
من جهته قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس إنه مازال هناك بديل للحرب في العراق.
وعقب الاجتماع مع رئيس الوزراء الفنلندي بافو ليبونين في باريس قال شيراك لم نصل بعد إلى النهاية، أمامنا شوط طويل، مازال هناك بديل للحرب. وعلى صعيد التفتيش، أعلنت الأمم المتحدة في بغداد أمس ان خبراء الأمم المتحدة استجوبوا عالما بيولوجيا عراقيا خلال اكثر من ثلاث ساعات مساء الخميس من دون حضور أي مسئولين عراقيين، ما يشكل أول مقابلة من نوعها.
وأوضح المتحدث باسم مفتشي الامم المتحدة في العراق هيرو يوكي في بيان مقتضب ان مقابلة منفردة جرت مساء الخميس خلال ثلاث ساعات ونصف الساعة مع عالم بيولوجي عراقي.
وأكدت الهيئة العراقية المكلفة التنسيق مع المفتشين الدوليين ان سنان عبدالحسن محيي الذي يعمل في هذه المؤسسة توجه بمفرده لرؤية خبراء الأمم المتحدة.
وقد تفقد مفتشو الأمم المتحدة المزيد من المواقع العراقية أمس بعد يوم من قيامهم بأول لقاء خاص مع العلماء العراقيين.
من جهته اعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أمس في بداية جولة أوروبية قصيرة ان زخم الحرب المحتملة مع العراق أخذ في التصاعد بعد سنوات من فشل الدبلوماسية وعقوبات اقتصادية غير فعالة.
وقال رامسفيلد بعد ان اجتمع مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني: العالم يشعر بالزخم. انه طريق طويل، 12 عاما بطولها، شهدنا جهودا هائلة من المجتمع الدولي ذات طبيعة دبلوماسية وفشلت. وتواجه دعوة رامسفيلد لشن حرب على العراق مقاومة مستمرة من جانب فرنسا وروسيا وهما عضوتان دائمتان في مجلس الأمن يحق لهما استخدام النقض (الفيتو) وأيضا من ألمانيا وهي عضو غير دائم لكنها ترأس حاليا مجلس الأمن.
وعلى الصعيد نفسه ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الولايات المتحدة انتقدت معارضة ثلاث دول أعضاء في حلف الناتو وهي فرنسا وألمانيا وبلجيكا على نشر معدات دفاعية في تركيا واعتبرت هذه المعارضة أنها تهدد صدقية الحلف.
كما قالت وسائل إعلام صينية ان الصين وفرنسا أعلنتا أمس انه ينبغي بذل قصارى الجهد لتفادي شن حرب على العراق وتعهدتا بالمشاركة في تأييد مفتشي الأسلحة الدوليين.
وقالت إحدى المحطات التلفزيونية الصينية إن الرئيس الصيني جيانج زيمين والرئيس الفرنسي جاك شيراك تحدثا تليفونيا أمس.
بينما قال وزير الخارجة الروسي إيغور إيفانوف أمس إن روسيا تعارض صدور قرار جديد من مجلس الأمن يفوض بالعمل العسكري ضد العراق.
ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن إيفانوف قوله إنه مازال لا يوجد هناك سبب لاصدار قرار يمهد الطريق لاستخدام القوة.
وقال وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر للصحافيين في روما أمس عقب محادثات في الفاتيكان مع البابا يوحنا بولس الثاني، ان ألمانيا والفاتيكان سيبذلان قصارى جهدهما لتحاشي صراع مسلح محتمل في العراق. ودعا رئيس البرلمان الأوروبي بات كوكس أمس الى عقد قمة أوروبية استثنائية بشأن الأزمة العراقية تجاوبا مع قلق الرأي العام بخصوص مخاطر حرب في العراق.
من جهته حذر ممثل الرئيس الاميركي لدى المعارضة العراقية زلماي خليل زاد ضمنيا تركيا أمس من تدخل عسكري أحادي الجانب في العراق مشيرا إلى ان أي عملية عسكرية ضد العراق يجب ان تستند إلى ائتلاف دولي.
وقال لوكالة أنباء الأناضول إن أي عمل ونزاع مسلحين في العراق يجب ان يأتيا في إطار قيادة ائتلافية.
كما صرح الرئيس الإيراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني أمس بأن الوجود العسكري الاميركي في المنطقة أسوأ من أسلحة الدمار الشامل لدى الرئيس العراقي صدام حسين.
وقال رفسنجاني في خطبة الجمعة في طهران موقفنا واضح: نؤيد بحزم إزالة أسلحة صدام حسين ونعارض بحزم الوجود الاميركي في المنطقة
العدد 155 - الجمعة 07 فبراير 2003م الموافق 05 ذي الحجة 1423هـ