غيب الموت مؤخرا فنانا ترك ضمن عائلة الشركة السعودية للأبحاث والنشر وعلى صفحات الصحافة العربية وفن الكاريكاتير السياسي، أعظم مكانة وأعمق الأثر.
فقد توفي مؤخرا الفنان الكبير محمود كحيل اثر عملية جراحية في العاصمة البريطانية لندن، التي استقر فيها منذ قرابة عشرين سنة ونيف.
محمود كحيل من مواليد مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان العام 1937 وتلقى فيها علومه قبل أن يتابع دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت. وقد لمعت موهبة الرسم والإخراج الفني عند محمود كحيل في مقتبل العمر، ثم احترفها وتألق فيها بعدما صقلها بالعلم والخبرة في بيروت خلال عقدي الستينات والسبعينات. عمل كحيل مصمما في وكالة إعلانية ثم انتقل للعمل في مجلة «الأسبوع العربي» للرسم الكارتوني. توجه كحيل للعاصمة البريطانية لندن العام 1979. وقد اشتهر خصوصا ابان عمله في مجلة «الحسناء» وبرسمه ذي الطابع المميز في الأشرطة الاخبارية الكاريكاتيرية قبل عروض الأفلام في دور السينما، كما مارس التدريس الجامعي في مادة الإخراج الصحافي. وخلال تلك المرحلة عرف محمود كحيل في الدوائر الفنية والثقافية البيروتية ابان أوج عطائها، وكان فيها الفارس المجلّي والشاب الوسيم الأنيق والمحبوب.
غير ان اندلاع الحرب اللبنانية، أدى لابتعاد محمود كحيل عن بيروت، وعن طرابلس، وبداية مشواره مع «الشرق الأوسط» في لندن ثم الشقيقة «المجلة» اللتين كان فيهما الثابت المتجدد... والفنان الانسان... والصديق الصدوق لكل من عرفه وزامله وعاشره.
كحيل، تزوج من وداد خليل المصفي، وهو أب لبنت وولد، هما دانة ونظمي، وقد ألف لندن منذ استقراره ببريطانيا، وقلما بارحها، خصوصا أنه كانت له فيها مجموعة واسعة من الأصدقاء، وأنه كان ينفر من السفر ويكرهه. ومع أن محمود كحيل مر خلال السنوات القليلة الماضية ببعض الأزمات الصحية، فانه احتفظ بلياقته وروحه الشبابية، وكانت عمليته الجراحية الأخيرة مفاجئة حتى لأقرب المقربين إليه من الزملاء والأصدقاء، رغبة منه، وهو الانسان الرقيق، ألا يثقل عليهم ويحمّلهم هم معاناته
العدد 161 - الخميس 13 فبراير 2003م الموافق 11 ذي الحجة 1423هـ