سيتم الغاء المناهج المدرسية التقليدية في الفيزياء والكيمياء والأحياء وابدالها بمناهج جديدة اساسية تركز على الموضوعات المعاصرة مثل الاستنساخ والاغذية المهندسة وراثيا ونظام التغذية بموجب اقتراحات حكومية تم إعلانها في بريطانيا الشهر الماضي. وبموجب الاصلاحات في المناهج الدراسية سيتم تخفيض حجم العلوم الاجبارية التي تدرس للطلاب بين سن الرابعة عشرة والسادسة عشرة بشكل كبير وإدخال دروس اكثر إثارة وارتباطا بالمعطيات الجارية لتدريس العلوم الشعبية أو العلوم للمواطنين. وتجيء الاقتراحات استجابة إلى شكاوى لجنة اختيار التكنولوجيا والعلوم المشتركة من أن العلوم التي تدرس في المدارس اصبحت قديمة ومملة إلى درجة أن كثيرا من الطلبة بدأوا ينفرون منها.
ولكن التقليديين أدانوا هذه الخطط قائلين ان التحول من تعليم المبادئ الأساسية إلى مناقشة القضايا التي لها علاقة بالحوادث الجارية يعتبر خطوة إلى الوراء.
وستقدم المواد الاجبارية الرئيسية الجديدة شروحا مسهبة للنظريات العلمية وتزود صغار السن بإطار يمكنهم من فهم العالم وستشمل الموضوعات التي سيغطيها المنهج الجديد نظرية الجينات في علم الوراثة والتطور بالاصطفاء الطبيعي ونظرية الجراثيم المسببة للأمراض والأرض والكون. وتشمل المواد ايضا تدريس المبادئ الاساسية مثل التفاعلات الكيماوية والموضوعات العادية مثل التلوث. ويهدف المنهج الجديد إلى جذب الشباب عن طريق إدخال موضوعات شيقة على أمل ان يحتفظ الشباب بمفاهيم مهمة عن الحياة والتي يمكن نسيانها بعد الدروس التقليدية. وسيعمل المقرر الدراسي ايضا على تدريب الشباب على التفكير في الافكار العلمية إذ سيتم تعليم كل طالب كيفية تفسير المعطيات العلمية وفهم أبعادها. وسيستمر العمل في اعطاء مقررات تكميلية في المواد العلمية التقليدية للطلاب الذين يريدون الدراسة طبقا للأساليب الأكاديمية التقليدية. ومن المحتمل أن يشمل ذلك مقررات تقدم موضوعات لا تدرس حاليا في مستوى شهادة الثانوية العامة (GCSE) مثل دراسة العقل البشري.
وسيكون هناك ايضا مقررات اختيارية للمراهقين الذين يريديون الحصول على وظائف في مجال العلوم والتكنولوجيا، ويمكن أن تشمل المقررات المهنية تدريس العلوم التي لها علاقة بالمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية.
يقول رئيس حملة التعليم الحقيقي نك سيتون: «إن هذه الخطة أنموذج للعمل الجديد. تم اضفاء الصفة السياسية على تدريس اللغة الانجليزية والتاريخ والجغرافيا، ويبدو الآن أنهم بدأوا بالعلوم. ويحتاج كل فرد إلى أساس قوي في العلوم الأساسية لمساعدته في الحياة فيما بعد. إن الشباب ليسوا بحاجة إلى قضاء المزيد من الوقت في مناقشة القضايا المحلية».
ومن غير المحتمل ان يتم ادخال أي منهج علوم جديد قبل حلول العام 2005 أو 2006. وسيبدأ تطبيق خطة تجريبية تسمى «العلوم في القرن الحادي والعشرين» في سبتمبر/ أيلول المقبل في خمسين مدرسة في بريطانيا.
يقول استاذ العلوم الكيماوية في جامعة يورك - والذي قام بتطوير الخطة التجريبية - جون هولمان: «إن علينا أن نواجه الحقيقة المزعجة من أن العلوم التي ندرِّسها حاليا للكثيرين، لا تتم ممارستها إلا من قبل القليل من الناس. إن الغالبية من الطلاب تحتاج إلى تثقيف علمي. ان احتياجات الطلاب الذين يريدون ان يصبحوا اخصائيين في مجال العلوم تطغي على الاشياء الاخرى التي تقدم إلى جميع الافراد».
ولقيت هذه الخطط الخاصة بتعديل المنهج الدراسي ترحيبا واسعا من قبل اخصائيي العلوم لأنهم شعروا بالراحة نظرا إلى أن مادتهم ستبقى اجبارية حتى يبلغ الطلاب سن السادسة عشرة. وسيتم تخفيف القوانين التي تحكم المنهج القومي بحيث تسمح للصغار بإمكانية عدم اختيار دروس في اللغات والتكنولوجيا لقضاء اوقاتهم في التدريب العملي ودراسة المقررات المدرسية. وستمنع الخطط أي طالب من الانسحاب من مقرر العلوم لأنه يجب على جميع الطلاب دراسة المواد الاساسية.
خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط
العدد 164 - الأحد 16 فبراير 2003م الموافق 14 ذي الحجة 1423هـ