العدد 165 - الإثنين 17 فبراير 2003م الموافق 15 ذي الحجة 1423هـ

محمد عبدالكريم الخطابي

حلت قبل أيام في المغرب الذكرى 40 لوفاة محمد عبدالكريم الخطابي أمير الجهاد المغربي في وجه الاحتلال الإسباني والفرنسي لشمال المغرب، وخصوصا منطقة الريف، إذ قاد الثورة الريفية الشهيرة العام 1921.

ولد الأمير محمد عبدالكريم الخطابي العام 1882 ببلدة أجدير في منطقة جبال الريف، في وسط عائلي متدين إذ تلقى في سنوات صباه الأولى تعليمه الإبتدائي في المدرسة القرآنية إلى غاية سن الرابعة عشرة.

وبعد إقامة قصيرة في مدينة تطوان، التحق بجامعة القرويين في مدينة فاس. ليتولى القضاء في المحاكم المختلطة بمدينة مليلية لحل المنازعات بين الاسبان وسكان الريف، وهو ما جعله يعايش المهانة التي يتعرض لها أبناء جلدته على أيدي المحتل الإسباني.

بعد ظهور نزعته الاحتجاجية واعتراضه على عدد من تصرفات السلطات الإسبانية تم فصله من العمل وأودع السجن.

بعد إطلاق سراحه ولمكانة عائلته في المنطقة قام بتوحيد جهود القبائل الريفية فسافر عبر قرى الريف من أجل استنهاض السكان وتعبئتهم ضد المحتل.

وعلى رغم عدم توازن القوى من حيث العدة والرجال فقد شن حربا تحريرية، كان أبرز حوادثها المصادمة العسكرية التي شهدتها منطقة أنوال، التي تحمل اسمها: «معركة أنوال» سنة 1921.

ومن يوليو/تموز 1921 إلى غاية سبتمبر/أيلول 1924، تواصلت سلسلة الهزائم التي ألحقتها قوات الخطابي بالمحتل الإسباني ما جعل إسبانيا وفرنسا تتحالفان في خريف العام 1924 ضد هذا الخطر الذي بات يهدد الوجود الاستعماري ليس في المنطقة فقط، بل في المغرب والمغرب العربي، وخصوصا بعد أن ظهرت الميول القومية التوحيدية لعبدالكريم الخطابي.

التضييق العسكري الفرنسي الإسباني وما خلفه من ضحايا في صفوف المدنيين المغاربة في منطقة الريف، وخصوصا بعد استعمال القوات المتحالفة الأسلحة الغازية المسمومة «الكيماوية» أجبر الزعيم الخطابي في سبتمبر/أيلول من العام 1926 إلى إعلان استسلام، وينفى بعد ذلك بمعية أسرته إلى جزيرة لارينيون المحتلة من قبل فرنسا ومصادرة أملاكه، وعلى رغم ظروف النفي والأسر في الجزيرة المذكورة فقد رفض كل الإغراءات التي قدمت له في سبيل استمالته من قبل الحاكم الفرنسي الموالي لنظام فيشي العميل لنظام هتلر النازي.

في سنة 1947 تمكن من الفرار إلى القاهرة إذ ظل يعيش فيها إلى أن توفي العام 1963 إذ يوجد بها قبره

العدد 165 - الإثنين 17 فبراير 2003م الموافق 15 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً