تمر هذه الأيام ذكرى أسبوع المقاومة الإسلامية في لبنان، إذ تحتفل المقاومة بأطيافها برحيل رجلين من أبناء الجنوب اللبناني استشهدا في يوم واحد وكانت بينهما ثمانية أعوام، الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي.
ولد السيد الموسوي العام 1952 في بلدة شيث بجنوب لبنان، تلك القرية التي استمدت تسميتها من مقام نبي الله شيث (ع).
شكلت تجربة الموسوي مع المقاومة الفلسطينية العام 1967، محطة بارزة في حياته لتصويب المسار الحقيقي نحو فلسطين ثم كان التحاقه بـ «معهد الدراسات الإسلامية» في مدينة صور العام 1968 على إثر لقاء جمعه مع الإمام السيد موسى الصدر. وتابع هناك على يد الصدر دراسته لأكثر من سنة ونصف، وقد أعجب السيد به لذكائه ونباهته وحبه للعلم، وتوسم به خيرا، فكان أن نصحه بالانتقال إلى النجف الأشرف.
في النجف الأشرف، تابع الموسوي دراسته العلمية على أيدي مراجعها وعلمائها، وتركزت دراسته بشكل أساسي على يد السيد محمدباقر الصدر، ولحبه للعلم أنهى مرحلتي «المقدمات» و«السطوح» في العلوم الدينية خلال خمس سنوات فقط وتلك فترة قياسية. إلى جانب حياته العلمية المميزة.
العام 1973، تزوج السيد عباس من ابنة عمه سهام، وسافرا معا إلى النجف...
بعد تمضية نحو تسعة أعوام في النجف الأشرف، وبعد ارتفاع وتيرة الاعتقالات في أوساط علماء وطلاب الحوزة العلمية، وبناء على طلب من السيد محمد باقر الصدر عاد الموسوي إلى لبنان العام 1978 ليؤسس مدرسة (حوزة) الإمام المنتظر(ع) في بعلبك.
عمل الموسوي وفي موازاة العمل الجماهيري، في خط البناء الفكري ـ المعنوي للكوادر الفتية، التي كان يتعهدها عبر حلقات منتظمة قامت في الكثير من القرى والدساكر وفي بعلبك نفسها، وساهم مساهمة فعالة في مدارس ودورات الكوادر.
وما كادت الثورة الإسلامية تنتصر بقيادة الإمام الخميني في فبراير/ شباط 1979، حتى كان الموسوي من أوائل الداعين إليها والمنفتحين عليها.
انطلقت العام 1982 مسيرة «حزب الله»، عبر المقاومة الإسلامية التي شاركت أولى مجموعاتها في التصدي للاحتلال الصهيوني وخصوصا على مداخل بيروت الجنوبية.
في العام 1985، أقام الموسوي في صور، وكانت المقاومة حينها في ذروة عطائها ليبدأ السيد عباس بالظهور قائدا.
وتحول بيته في صور إلى مرجعية لجميع الجنوبيين، وكانت جبشيت محط رحال الموسوي في يوم الشهادة وفي ذكرى شيخ الشهداء راغب حرب، يوم 16 من فبراير للعام 1992، ومن على منبره خطب الموسوي في الجماهير المحتشدة، مختتما خطبته «الوصية الأساس حفظ المقاومة الإسلامية»، وبعد خروجه من الحفل وفي طريق العودة كمنت له مروحيات صهيونية واستهدفت موكبه، بصواريخ موجهة الكترونيا عن بُعد، ليقتل هو وزوجته وطفله حسين
العدد 168 - الخميس 20 فبراير 2003م الموافق 18 ذي الحجة 1423هـ