العدد 169 - الجمعة 21 فبراير 2003م الموافق 19 ذي الحجة 1423هـ

السماك: على العرب أن يضغطوا على النظام العراقي ليتخلى عن السلطة

انتقد بعض الفعاليات «التضامنية»

أكد الكاتب الصحافي رضي السماك أنه «في ضوء عجز العرب عن ممارسة الضغط على الولايات المتحدة الأميركية عليهم أن يوحدوا كلمتهم ويضغطوا على النظام العراقي للتنحي». وأكد أن المحنة العراقية «بدأت منذ تولت السلطة الحالية سدة الحكم في العراق منذ انقلابها العسكري في يوليو /تموز 1968 إذ تميزت سياساتها في الداخل بالاستبداد والقمع الشديد ضد أبناء العراق فضلا عن التمييز السياسي والطائفي والإثني». ومن الخطأ الاعتقاد بأن محنة الشعب العراقي قد بدأت مع التهديدات الأميركية أو الحصار الاقتصادي أو حتى مع أزمة الخليج الأولى.

وقال السماك في محاضرة ألقاها في ديوانية بوخوة الأسبوع الماضي إن «السلطة العراقية من أول يوم في عهدها أخذت تمارس أبشع أساليب البطش والتنكيل والإبادة بحق المواطنين حتى وصل بها الأمر إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد بعضهم مثلما حدث في منطقة حلبجة».

كما أشار إلى أن «السياسة الخارجية للحكومة العراقية مليئة بالمغامرات العسكرية ونزعة الهيمنة والتوسع تحت شعارات قومية، ويكفي مثالا على ذلك حربها ثماني سنوات متواصلة ضد إيران وما نتج عنها من آثار سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية والتي مازال شعب العراق يعاني من تبعاتها».

ودخل السماك في صلب موضوع الحرب ضد العراق في أربعة محاور، الأول بشأن الآثار السلبية المتوقعة في حال الهجوم على العراق من الجوانب السياسية والعسكرية والإقتصادية سواء على الصعيد المحلي أو العربي. والثاني بشأن أسلوب تعامل العرب مع محنة الشعب العراقي، وكان المحور الثالث عن السيناريوهات المتوقعة للخروج من الأزمة الراهنة والرابع بشأن آفاق الدور العربي لتفعيل التضامن مع الشعب العراقي والإسهام في منع الحرب.

وضمن حديثه في المحور الأول قال السماك إن تناول هذا المحور يأتي انطلاقا من أهمية التأكيد مبدئيا على مخاطر الحرب «الرهيبة» ومن ثم التأكيد المبدئي على رفضها مهما كانت الذرائع والتسويقات «الديمقراطية» التي تروجها الإدارة الأميركية لتبرير هجومها العسكري. فالديمقراطية لا يمكن أن تأتي على ظهر دبابة احتلال عسكري إذ هي وليدة ونتاج تطور اجتماعي وسياسي وثقافي داخلي.

وأردف السماك أن «أبرز النتائج السياسية المترتبة على الكارثة ستتمثل في مخاطر تقسيم مكونات النسيج الوطني العراقي إلى مناطق كنتونية تفقد العراق وحدة أراضيها وشعبها» . وأشار إلى أن تقسيم العراق يؤدي إلى تفكك جديد في الجانب العربي ويؤثر على العلاقات العربية - العربية إضافة إلى ما يهدده الوجود الأميركي من عنصر زعزعة للاستقرار والسلم فيها.

كما أشار إلى الأضرار البيئية المتوقعة على العراق وعلى الدول المجاورة له سواء من حيث التلوث الجوي أو تلوث التربة أو غيرها من تأثيرات على النظام البيئي لاسيما مع استخدام اليورانيوم المنضب. وأضاف على ذلك التأثيرات الإقتصادية على الدول العربية ودول العالم.

وفي المحور الثاني قال السماك إن «العقلية السياسية العربية تشترك في طمس الجوانب والأبعاد الأخرى التي يعاني منها الشعب العراقي بتركيزها الدائم على موضوعات تقسيم العراق والثروات النفطية والجوانب العسكرية بشكل تقليدي، من دون تمحيص ودراسة مستفيضة وترديد الاقوال الغربية والرؤى الإعلامية الغربية بشكل أو بآخر».

وانتقد السماك بعض أشكال وفعاليات التضامن مع «الشعب العراقي التي تمارسها معظم القوى السياسية العربية لاسيما قبولها أن تكون ضيفا عند الحكومة العراقية والذي تستغله الأخيرة لخدمة مواقفها وسياساتها بعيدا عن الحال المأسوية التي تتحملها فلول الشعب العراقي في الداخل والخارج». وأعطى مثالا على ذلك ما يقوم به بعض الإعلاميين والفنانين العرب من استعراضات من أجل «دعم» العراق وهم في الحقيقة لا يساهمون أبدا في رفع أي جزء من المحنة التي يرزح تحت وطأتها كل الشعب العراقي. كما انتقد السماك في هذا الشأن الرحلة التي أقامتها إحدى الفعاليات المحلية للعراق وأشار إلى أن الإكتفاء بأشكال تضامنية أخرى ستكون أكثر فائدة للشعب العراقي من الزيارات «الاستعراضية». وفي المحور الثالث والمتعلق بالسيناريوهات المتوقعة للخروج من الأزمة الراهنة قال السماك إنه وفي «ظل جدية وتصميم الولايات المتحدة الأميركية على شن الهجوم العسكري على العراق فإن كل الخيارات لدفعها للتراجع تبدو غير عملية ومعدومة الجدوى ولم يتبق سوى الضغط على الرئيس العراقي ليتنحى عن الحكم».

بعد ذلك لخص السماك السيناريوهات المتوقعة في الحرب ضد العراق في ثلاثة سيناريوهات أولها أن تقوم أميركا بشن الهجوم العسكري وإزالة النظام العراقي بعد إحداث دمار هائل وكبير في العراق على كل الجوانب المدنية والعسكرية والبنى التحتية والقدرات الإقتصادية وغيرها. وثانيها هو السيناريو الأقل حدة من الأول وهو شن ضربة سريعة محددة تتلوها ثورة تمرد داخلي شبيهة بالتي حدثت في بداية التسعينات يقوم على إثرها النظام العراقي بالتنازل بشكل او بآخر . وثالثها يتمثل في حمل الرئيس العراقي على الاستقالة من منصبه. وقال السماك إن فرصة كل واحد من السيناريوهات مساوية للأخرى.

وفي المحور الرابع والمتعلق بآفاق الدور العربي لتفعيل التضامن مع الشعب العراقي والإسهام في منع الحرب قال السماك إنه وفي ضوء عجز العرب عن ممارسة الضغط على الولايات المتحدة الأميركية عليهم أن يتكاتفوا ويتحدوا في كلمة واحدة شعبيا ورسميا والضغط على الرئيس العراقي للتنحي عن منصبه مع ضرورة التأكد من عدم وجود وصاية أميركية في الموضوع والعمل على أن يقوم الشعب العراقي بتقرير مصيره بالطرق الديمقراطية

العدد 169 - الجمعة 21 فبراير 2003م الموافق 19 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً