عبر مجلس الشورى عن قلقه البالغ من «الاستعدادات العسكرية الكبيرة التي يتم تجميعها بهدف الحرب على العراق»، وأعلن المجلس في بيان أصدره أمس خلال جلسته الأسبوعية العادية «معارضته المطلقة لأية أعمال عسكرية تستهدف الشعب العراقي، داعيا إلى ضرورة تغليب منطق العقل والاحتكام إلى قواعد القانون الدولي، مؤكدا أهمية احترام إرادة الشعوب التي عبرت عنها بصدق وجلاء التظاهرات والمسيرات التي شهدتها مختلف بلدان العالم، ومنها مملكة البحرين»، التي أكدت رفضها المطلق للحرب ودعوتها الصريحة للسلام والأمن والاستقرار، داعيا العراق إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية.
وخصوصا ما يتعلق منها بدولة الكويت، معربا عن ارتياحه لتفعيل الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، معربا عن قناعته الأكيدة بأن خيار السلام هو الخيار الأقوى والأقدر على البقاء والاستمرار، وانه الأنجع لعلاج أية مشكلات عالقة، وخصوصا ان تاريخ البشرية حافل بالتجارب والعبر التي تؤكد ان الحروب لا يمكن أن تحل قضية، وان نتائجها تكون وبالا على الإنسانية، وخصوصا في ظل استعمال أسلحة متطورة فتاكة تلحق المزيد من الخراب والدمار بالشعوب والبلدان، مؤكدا وقوفه التام إلى جانب الأشقاء من أبناء الشعب العراقي، الذين ستزداد معاناتهم وتتضاعف مشكلاتهم الإنسانية، وخصوصا ان هذا الشعب الشقيق مازال يئن تحت وطأة العصوبات والمشكلات التي خلفتها الحروب السابقة.
وتابع البيان: «ان مجلس الشورى باعتباره صوتا لشعب البحرين الكريم ليؤكد ثقته في حكمة قادة الأمة العربية الذين من المؤمل ان يلتئم شملهم قريبا في القمة المزمع عقدها في جمهورية مصر العربية الشقيقة برئاسة مملكة البحرين، داعيا القادة العرب إلى اتخاذ المواقف الموحدة والحازمة التي تحول دون تعرض أي بلد عربي للعدوان الخارجي، معربا عن الأمل في أن تكون قرارات القادة بمستوى الحوادث التي تمر بها المنطقة، وان تعبر بصدق عن تطلعات وآمال الشعوب العربية، بما يحفظ للدول العربية وحدة ترابها، وصون كرامة شعوبها، مستذكرا المجلس في هذا الظرف الخطير الدعوة الصادقة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك المفدى لعقد قمم شعبية متزامنة مع قمم القادة، إذ أن الأمة أحوج ما تكون إلى مثل هذه المؤتمرات في هذه الظروف الصعبة لتشكل بقراراتها العمق الجماهيري العربي، المنسجم مع القرار السياسي المهم للقادة، مثمنين عاليا الجهود المخلصة التي يوالي بذلها جلالة الملك المفدى مع قادة دول العالم واخوانه قادة الدول العربية كافة، في صوغ موقف عربي يلبي تطلعات الشعوب العربية، ويكون رافدا لمصدر عزتها وقوتها ومنعتها».
وصدر البيان بناء على طلب عدد من الأعضاء من بينهم عبدالجليل الطريف، وندى حفاظ، وعبدالرحمن جمشير، وخالد آل خليفة. وتساءل العضو فيصل فولاذ: هل سيصدر المجلس بيانا استنكاريا إذا جاءت نتيجة القمة العربية التي ستنعقد في مصر سلبية؟
إلى ذلك وافق مجلس الشورى بالاجماع في اجتماعه أمس برئاسة فيصل الموسوي ـ بشكل نهائي ـ على مشروع قانون بالموافقة على نظام قانون الحجر الزراعي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما وافق بالإجماع ـ مبدئيا ـ على كل مواد تعديل أحكام المرسوم بقانون رقم (6) للسنة 1987 في شأن معاملة مواطني دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بالنشاط الاقتصادي، وتم تأجيل أخذ الرأي النهائي على المشروع في الجلسة المقبلة.
كما استمع المجلس إلى تقرير العضو عبدالرحمن الغتم بشأن المشاركة في ورشة عمل عن تطوير نموذج للصوغ التشريعي للبرلمانات العربية التي عقدت في الجمهورية اللبنانية خلال الفترة من 3 إلى 6 فبراير/ شباط الجاري بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
فيصل الموسوي، عبدالرحمن الغتم، علي آل خليفة، عبدالجليل الطريف، عبدالحسن بوحسين، جمال فخرو، خالد المسقطي، محمد حسن رضي، فيصل فولاذ، عبدالرحمن جمشير، فؤاد الحاجي. وزير التجارة علي صالح الصالح، ومدير الشئون القانونية سلمان سيادي
العدد 172 - الإثنين 24 فبراير 2003م الموافق 22 ذي الحجة 1423هـ