حصلت مجموعة من التطورات يوم أمس تتعلق بالملف العراقي في كل من الدوحة وأنقرة وباريس، تميزت سلبا وإيجابا. ففي الدوحة أعلنت القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي أمس «رفضها القاطع لضرب العراق أو تهديد سلامة أية دولة إسلامية» في بيانها الختامي الذي جاء مطابقا في فقراته الأساسية لبيان القمة العربية التي عقدت في منتجع شرم الشيخ المصري السبت الماضي. كما شدد البيان على «ضرورة حل المسألة العراقية بالطرق السلمية في إطار منظمة الأمم المتحدة»، معربا عن «ترحيبه بموافقة العراق على قرار مجلس الأمن 1441 والتعاون الذي أبداه مع مهمة المفتشين».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان أمس إن فرنسا وروسيا من المرجح أن تستخدما حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار في مجلس الأمن يفوض باستخدام القوة ضد العراق. وقال دو فيلبان في مؤتمر صحافي مع نظيريه الروسي إيغور إيفانوف والألماني يوشكا فيشر: «لن يكون هناك قرار ثان يفوض باستخدام القوة».
وعندما ألح الصحافيون في وقت لاحق على دو فيلبان أن يفصّل أكثر، قال: «باعتبارنا أعضاء دائمين في مجلس الأمن فلدينا امتيازات معينة، وقلت على الدوام إننا سننهض بكل مسئولياتنا». وتعد هذه التصريحات هي أقوى تصريحات فرنسية يدلي بها مسئول على أن فرنسا ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد القرار الذي طرحته بريطانيا وأميركا وإسبانيا في الأسبوع الماضي. وقلل المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر أمس من أهمية تصريحات فرنسا.
أما في العاصمة التركية أنقرة، فقد عبّر كبير قادة الجيش التركي أمس عن دعمه لقرار الحكومة بالسماح للقوات الأميركية باستخدام الأراضي التركية في شن هجوم محتمل على العراق، على رغم تصويت البرلمان التركي ضد هذا التحرك يوم السبت الماضي.
الدوحة - د ب أ
تضمن البيان الختامي للقمة الإسلامية الطارئة التي اختتمت أعمالها في الدوحة أمس النقاط الآتية:
- الترحيب بموافقة العراق على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1441 والتعاون الذي أبداه في تسهيل مهمة المفتشين الدوليين.
- دعوة جميع الدول إلى مساندة الجهود الإسلامية الهادفة إلى تجنب الحرب وتواصلها.
- الترحيب بالدعوات الهادفة إلى استمرار عمل المفتشين الدوليين وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية والسلمية لحل هذه الأزمة.
- تأكيد الرفض القاطع لضرب العراق أو تهديد أمن وسلامة أية دولة إسلامية، ضرورة حل المسألة العراقية بالطرق السلمية في إطار الأمم المتحدة وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
- التشديد على ضرورة الحفاظ على أمن وسيادة وسلامة ووحدة أراضي العراق ودول الجوار.
- تأكيد ضرورة امتناع الدول الإسلامية عن المشاركة في أي عمل عسكري يستهدف أمن وسلامة ووحدة أراضي العراق أو أية دولة إسلامية.
- مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على نزع «أسلحة الدمار الشامل» في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك «إسرائيل»، والدعوة إلى «وقف سياسة الكيل بمكيالين» في هذا الصدد.
- رفض أية محاولات تهدف إلى تغييرات في المنطقة أو التدخل في شئونها الداخلية «وتجاهل مصالحها وقضاياها العادلة».
- التضامن مع الشعب العراقي والمطالبة برفع الحصار عنه في إطار الشرعية الدولية.
- مطالبة العراق بتأكيد احترام استقلال وسيادة وأمن دولة الكويت وضمان سلامة ووحدة أراضيها ضمن الحدود المعترف بها دوليا بما يؤدى إلى تجنب كل ما من شأنه تكرار ما حدث في العام 1990.
- أهمية استئناف اللجنة الفنية المتفرعة عن اللجنة الثلاثية بشأن قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين منذ العام 1990 و1991، ونوه بتجاوب دولة الكويت مع يقدمه العراق من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
- تأكيد وقوف الأمة الإسلامية جمعاء إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية والوطنية بقيادة الرئيس ياسر عرفات من اجل استرداد حقوقه وفق قرارات الشرعية الدولية وانسحاب «إسرائيل» إلى حدود الرابع من يونيو/ حزيران العام 1967 وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا طبقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
- مواصلة تقديم جميع أشكال الدعم السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني.
- تأكيد الموقف الإسلامي من قضية القدس وأهميتها للعالم الإسلامي.
- مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بتحمل مسئولياتهم في حفظ الأمن والسلام الدوليين بإجبار «إسرائيل» على وقف عدوانها الغاشم على الشعب الفلسطيني وتأمين الحماية الدولية اللازمة له.
- الدعوة إلى تخصيص دعم مالي عاجل للسلطة الفلسطينية تخصصه الدول الأعضاء لسداد الاحتياجات الطارئة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي.
الدوحة - وكالات
أعلنت القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي أمس «رفضها القاطع لضرب العراق أو تهديد سلامة أي دولة إسلامية» في بيانها الختامي.
وأعلن المشاركون في بيانهم الختامي «رفض كل المحاولات التي تهدف إلى فرض تغييرات في المنطقة، ورفض التدخل في شئون المنطقة الداخلية وتجاهل مصالحها وقضاياها العادلة».
كما أعربت القمة الإسلامية أيضا عن «تضامنها مجددا مع الشعب العراقي وطالبت برفع الحصار عنه في إطار الشرعية الدولية».
وطالبت من جهة ثانية العراق «بالتأكيد على احترام استقلال وسيادة أراضي الكويت وضمان وحدة وسلامة أراضيها ضمن الحدود المعترف بها دوليا».
وشدد البيان على «أهمية وقف الحملات الإعلامية والتصريحات السلبية بين العراق والكويت تمهيدا لخلق أجواء ايجابية تطمئن البلدين بالتمسك بمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية» لكل دولة.
وكانت القمة الإسلامية باشرت أعمالها صباح أمس بحضور ممثلين عن 55 من الدول الـ 75 الأعضاء فيها.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للقمة مشادة عراقية - كويتية علنية، في الوقت الذي تعهد فيه العراق مجددا بتلقين «الغزاة» الأميركيين «دروسا لن ينسوها».
وكان التوتر بدأ بين الطرفين العراقي والكويتي عندما أشاد وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح في كلمته بمبادرة رئيس دولة الإمارات واصفا إياها بـ «النيرة الجريئة» قبل أن يدعو «القيادة العراقية إلى التفكير في تقديم التضحية الكبرى التي تتناسب مع حجم الأخطار» في إشارة إلى تنحي الرئيس العراقي عن الحكم.
وبعد أن انتهى نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية عزة إبراهيم من تلاوة كلمته المكتوبة أمام القمة الإسلامية والتي توعد فيها بـ «تلقين الأميركيين درسا لن ينسوه» ارتجل في كلمة وهاجم فيها بشدة كلمة رئيس الوفد الكويتي صباح الأحمد الصباح والكويت.
وقال إبراهيم متوجها إلى وزير الخارجية الكويتي «كيف تتجرأ على مهاجمة رمز العراق العظيم؟» في إشارة إلى الرئيس العراقي، ثم قال متوجها إلى الحاضرين «لقد تحملنا كثيرا جسارته على العراق العظيم». وأضاف إبراهيم في الجزء المرتجل من كلمته «في كل عام يخسر العراق بسبب التآمر الكويتي بقدر ما خسرت الكويت ماديا ومعنويا عشرة أضعاف» اثر الغزو العراقي العام 0991. وأضاف «واليوم بكل صلافة ووقاحة تضرب الكويت بعرض الحائط قرارات القمم العربية وتهدد امن العراق في الصميم وتدعو إلى الحشود الأميركية» في أراضيها في إشارة إلى وجود أكثر من مئة ألف جندي أميركي حاليا في الأراضي الكويتية.
ولما قاطعه وزير الدولة الكويتي للشئون الخارجية الشيخ محمد الصباح، هاجمه عزة إبراهيم قائلا «اخرس يا صغير، يا عميل، يلعن أبوشاربك». ورد عليه الوزير الكويتي قائلا «هذا كفر وكذب ودجل».
واضطر أمير قطر إلى التدخل لتهدئة الطرفين مستشهدا بآية قرآنية تدعو إلى الوحدة وليس إلى التفرقة.
وتدعو المبادرة الإماراتية إلى تخلي القيادة العراقية عن السلطة واللجوء إلى موقع تختاره مع توفير ضمانات دولية لها ووضع العراق تحت وصاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. وعلى هامش الجلسة الرسمية للقمة حصل لقاء بين الوفدين العراقي والإماراتي بحضور وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
ووصف وزير الخارجية العراقي الاجتماع في نهايته في تصريح صحافي بأنه كان «جيدا جدا». بينما قال مصدر إماراتي إن «اللقاء يأتي في إطار الأفكار الإماراتية» في إشارة إلى مبادرة الشيخ زايد
العدد 181 - الأربعاء 05 مارس 2003م الموافق 01 محرم 1424هـ