لندن - الوسط، عواصم - وكالات
بعد ساعات من فشل بريطانيا واميركا في الحصول على قرار جديد من مجلس الامن شرع الرئيس جورج بوش في خطته الاخرى الرامية لاعطاء الرئيس العراقي مهلة « ربما ليس اكثر من 48 ساعة» إما «الاستسلام » او مواجهة حرب استعدت لها اميركا بحشد 280 الف عسكري.
وقال وزير الخارجية الاميركي كولن باول «لقد انتهى الوقت بالنبسة الى العمل الدبلوماسي» مشيرا بذلك الى ان الضربة العسكرية ستبدأ خلال ايام ان لم تكن خلال ساعات.
ومن جانبه أعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أمس سحب المفتشين الدوليين وجميع موظفي الامم المتحدة من العراق، وأعلن كذلك تعليق العمل ببرنامج «النفط مقابل الغذاء»، بالاضافة الى سحب موظفي مهمة المراقبة للعراق والكويت المنتشرين عند الحدود بين البلدين .وأسف عنان لـ «عدم تمكن مجلس الأمن من الاتفاق».
وأفادت مصادر دبلوماسية أمس ان دبلوماسيين يعملون في سفارات فرنسا واليونان وسويسرا سيغادرون بغداد اليوم الثلثاء تحسبا لحرب باتت وشيكة.
واعتبر وزير العدل البريطاني بيتر غولدسميث أمس التحرك العسكري ضد العراق «عملا مشروعا بموجب ثلاثة قرارات صادرة عن الأمم المتحدة» وهي 678 و687 و1441.
أما وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف فأعلن في بيان أمس ان استخدام القوة في العراق استنادا إلى القرارات الدولية السابقة وحدها سيكون «مجردا من أي أساس شرعي».
إلى ذلك أعلنت باريس أن «ساعة الخيار» قد حانت وذلك في ردها على القمة الثلاثية (الأميركية البريطانية الإسبانية) وما قيل ان «ساعة الحقيقة» قد دقت، وذلك في محاولة منها لمنع الحرب على العراق. وأجرت القيادة الفرنسية خلال 24 ساعة الماضية اتصالات مكثفة شملت معظم الدول الأعضاء في مجلس الأمن وخصوصا موسكو وبرلين والمكسيك وتشيلي، لمواجهة الخطة الأميركية لمشروع قرار أعدته تشيلي والمكسيك يدعو إلى تمديد عمل المفتشين لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع.
وذكرت مصادر دبلوماسية مطلعة لـ «الوسط» أن «واشنطن لم تعد متمسكة بالحصول على موافقة البرلمان التركي لنشر المنشآت البحرية الأميركية على أراضيها لشن الضربة، لأنها تعتبر أن الوقت والانتظار ليس من مصلحتها».
اما الرئيس العراقي صدام حسين فقد أعرب عن أمله بأن «لا تقع الحرب» واعدا في الوقت نفسه «بتحقيق انتصار على الاميركيين». وتابع الرئيس العراقي «لدينا رغبة حقيقية في إزالة أسلحة الدمار الشامل من منطقتنا والعالم أيضا». وتابع «لسنا من هواة جمع الأسلحة إلا انها كانت موجودة لدينا للدفاع عن أنفسنا عندما كنا في حال حرب لمدة ثمانية أعوام مع إيران وكان الكيان الصهيوني يهددنا ولا يزال»
نيويورك - أ ف ب
أعلن الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي مامادي تراوري أمس إن مجلس الأمن اتفق على عقد اجتماع يوم غد الأربعاء على مستوى وزراء الخارجية من اجل البحث في برنامج عمل مفتشي الأمم المتحدة عن السلاح في العراق.
وأوضح تراوري، مندوب غينيا، إن اللقاء تقرر خلال اجتماع «منفتح جدا ومباشر جدا».
وقال «ما يجب استخلاصه من لقاء اليوم هو إننا قررنا عقد اجتماع وزاري صباح الأربعاء بشأن برنامج عمل» المفتشين.
واعتبر السفير البريطاني في الأمم المتحدة جيريمي غرينستوك إن مثل هذا اللقاء سيكون غير مجد في هذه الظروف.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا ومدريد قد حدت أمس الاثنين لأمل التوصل إلى حل دبلوماسي للازمة في العراق محملة فرنسا مسئولية انقسام مجلس الأمن الدولي في حين أعلن الأمين العام للأمم المتحدة سحب كل الموظفين الدوليين من العراق. فقد سحب سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا واسبانيا مشروع قرار يسمح باستخدام القوة لنزع أسلحة العراق في حال لم يقم بذلك طوعا.
وقال سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة جيريمي غرينستوك إن «الدول التي قدمت مشروع القرار هذا تحتفظ بحق اتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية لنزع أسلحة العراق» موضحا وقد بدا عليه التجهم «تعذر الحصول على توافق في مجلس الأمن». وجاء الإعلان عن سحب مشروع القرار قبل دقائق من بدء مشاورات مغلقة لمجلس الأمن بشأن العراق وقبيل إعلان البيت الأبيض إن الرئيس جورج بوش سيوجه خطابا مساء اليوم.
وبعد ذلك أعلن كوفي عنان الذي شارك في مشاورات مجلس الأمن سحب المفتشين الدوليين من العراق فضلا عن كل موظفي الأمم المتحدة في هذا البلد.
ولم يشر عنان الذي تحدث إلى الصحافيين متى سيدخل هذا القرار حيز التنفيذ.
كما أعلن سحب موظفي مهمة المراقبة للعراق والكويت المنتشرين عند الحدود بين البلدين موضحا إن نشاطات هذه المهمة علقت.
وقال عنان إن في العراق حاليا 195 موظفا من الأمم المتحدة في المجال الإنساني و134 مفتشا دوليا.
ويعتبر سحب موظفي الأمم المتحدة من الإجراءات الأخيرة التي تسبق شن عمليات عسكرية.
وفي واشنطن شدد وزير الخارجية الأميركي كولن باول على ان سحب مشروع القرار لن يحول دون حصول عمل عسكري ضد بغداد.
وقال خلال مؤتمره الصحافي إن الفشل لم يصب مقدمي المشروع بل مجلس الأمن الدولي.
وأوضح باول «من الواضح إن مجلس الأمن فشل في تجاوز هذا الاختبار». ووجه السفير الأميركي في الأمم المتحدة جون نغروبونتي ونظيره البريطاني أصابع الاتهام إلى فرنسا من دون تسميتها عبر إدانته «للتهديدات الواضحة باستخدام الفيتو» التي لوحت بها دول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وأوضح نيغروبونتي «نظن ان نتائج عملية التصويت كانت ستكون متقاربة جدا لكننا نأسف لتهديد باستخدام الفيتو من قبل دولة دائمة العضوية، إذ يصبح عندها إحصاء الأصوات اعتبارا ثانويا».
لكن سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة مارك دو لا سابليير اعتبر «ان غالبية من أعضاء مجلس الأمن اعتبروا انه لن يكون مشروعا السماح باستخدام القوة في وقت تعطي فيه عمليات التفتيش نتائج».
وأضاف «هذا موقف الغالبية العظمى من أعضاء المجلس»، موضحا أن «مقدمي مشروع القرار اخذوا ذلك في الاعتبار على الأرجح».
وأوضح أن «11 وفدا من اصل 15 في مجلس الأمن يرفضون استخدام القوة لأنهم يعتبرون أن الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير»، مضيفا «بما أن لدينا نزع أسلحة بشكل سلمي كما يطالب القرار 1441 سيكون من غير المشروع خوض الحرب اليوم».
واشنطن - رويترز
قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس أن وقت الدبلوماسية انتهى بالنسبة إلى العراق وانه لا يرى أي شيء يمكن للرئيس العراقي صدام حسين القيام به على الصعيد الدبلوماسي للبقاء في السلطة. وقال باول للصحافيين «اعتقد ان وقت الدبلوماسية انتهى». وسئل ان كان هناك ما يمكن للرئيس العراقي القيام به فيما يخص نزع السلاح لإنقاذ الموقف فقال «لا أرى أي شيء يمكن لصدام حسين القيام به على الصعيد الدبلوماسي. اعتقد ان ذلك الوقت ولى. كانت أمامه الفرصة. كان أمامه الكثير من الفرص على مدى الاثنتي عشرة سنة الماضية وقد أضاعها جميعا».
الكويت - أ ف ب
ما ان يقرر الجنود الاميركيون والبريطانيون اجتياح العراق سيجدون أنفسهم أمام عدو خفي قد يوقف دباباتهم يتمثل بآلاف الألغام المطمورة في الصحراء العراقية.
وقدم عسكريون بريطانيون عرضا للصحافيين في معسكر هامر سميث المجاور للحدود مع العراق شرحوا فيه المخاطر الناتجة عن الألغام.
وقال السرجنت ميجور نيك بتي من سلاح الهندسة الملكي البريطاني وهو يعرض على طاولة مجموعة من الألغام «إنها ألغام مضادة للأفراد».
وأضاف «أنها غير مصنوعة لتقتلكم بل لتصيبكم بجروح بليغة» مضيفا أن سحب جريح مصاب بانفجار لغم يستدعي عددا من الأشخاص يفوق الذين قد يضطرون لسحب جثة قتيل من ساحة المعركة.
وقام السرجنت بيتي بسحب لغم آخر من تحت الرمل مضاد للدبابات قادر على وقف دبابة أو تدمير إلية عادية. وأضاف العسكري البريطاني هناك ملايين الألغام التي تعود إلى حرب الخليج العام 1991 والى الحرب بين العراق وإيران (1980- 1988). ويعتبر الخبراء العسكريون أن زرع الألغام عملية سهلة بكلفة قليلة ويمكن أن تؤثر كثيرا على تقدم القوات الأميركية والبريطانية، ويؤكدون أن الحدود بين العراق والكويت مليئة بالألغام القديمة أو التي زرعت حديثا.
وقال السرجنت ميجور بول لودلو من سلاح الهندسة أيضا إن «القوات الحليفة لديها فكرة عامة عن مكان وجود» هذه الألغام. ويملك سلاح الهندسة معدات ثقيلة قادرة على فتح الطريق أمام الآليات العسكرية وسط حقول الألغام وهي عبارة عن جرارات ضخمة. كما يستعد العسكريون لمواجهة احتمال الأسلحة غير التقليدية.
وشرح فريق من الخبراء كيف يمكن وضع قذيفة مشبوهة قد تكون مجهزة بحشوة كيماوية أو جرثومية في كيس من النايلون وإغلاقه ونقله إلى مكان بعيد للتخلص منه. كما شرح أيضا كيفية ارتداء الأقنعة الواقية على رغم حرارة الطقس للوقاية من الغارات، فإن أحد العسكريين قال: «نحن جاهزون اليوم وسننفذ كل ما يطلب منا».
عواصم - وكالات
طلبت الحكومة الأميركية ليل أمس الأول من كبير المفتشين الدوليين هانز بليكس سحب المفتشين عن الأسلحة من العراق، وفق ما أفادت الأمم المتحدة أمس في نيويورك.
وفي السياق نفسه ، يستعد آخر الدبلوماسيين وأعضاء المنظمات الدولية في بغداد ومن بينهم المفتشون الدوليون، لمغادرة العاصمة العراقية فور تلقيهم أوامر بالرحيل بعد تزايد احتمالات الحرب. وأوضح دبلوماسي طلب عدم كشف هويته «ان كوفي عنان هو الذي سيعطي إشارة المغادرة». وأضاف في تعبير عن القلق الذي يسود على ما يبدو الأجانب في العراق «يتم تأجيل الموعد من يوم إلى آخر». ويعود إلى الأمين العام للأمم المتحدة أمر تحديد موعد مغادرة أعضاء المنظمات التي تتبعه قبل ان ينطلق الهجوم المعلن من الولايات المتحدة. وسيتبع الدبلوماسيون الذين لا يزالون في بغداد ولديهم تعليمات بالمغادرة قبل بدء الحرب حركة المفتشين. وبحسب المتحدث باسم المفتشين الدوليين هيرو يواكي ومصادر دبلوماسية فإن عدد المفتشين الذين لا يزالون حاليا في العراق يبلغ 60 مفتشا إضافة إلى مئة من الموظفين في انموفيك مكلفين بالشئون اللوجستية والفنية. وقال دبلوماسي إن المفتشين «سحبوا ما يجب سحبه» في إشارة إلى سحب خمس مروحيات يستخدمها المفتشون أمس الأول من العراق. وأضاف «فور ورود الأمر من نيويورك فإنهم سيستقلون طائرة سي 130 التي تنتظرهم في مطار بغداد». وعند ظهر أمس أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، إلى ان الولايات المتحدة نصحت المفتشين الدوليين بمغادرة العراق.وأكدت ان «كوفي عنان هو الوحيد الذي يمكنه ان يقول «غادروا» غير انه لم يصدر أوامره بعد».
وغادر القائم بالأعمال الألماني كلود روبير النير أمس سفارته في قافلة من أربع سيارات وتوقف هاتف الممثلية عن الرد. وتبعه بعد قليل نظيره الصيني.
وأغلقت العديد من السفارات أبوابها تحسبا لاندلاع نزاع وغادر ممثلو ايطاليا والبرتغال واليابان في الآونة الأخيرة بغداد. أما ممثل فرنسا اندريه جانييه وممثل اليونان التي ترأس الاتحاد الأوروبي فمازالا في العراق. وقالا انهما سيغادران بعد المفتشين.
لندن - الوسط
تسلّم رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير اول صفعة له بسبب سياسته المؤيدة للحرب على العراق من دون قرار دولي بعد ان قدم امس وزير مجلس شئون الحكومة في مجلس العموم البريطاني، روبن كوك استقالته من منصبه.
وقال كوك «انه من الخطأ ان نؤسس مبدأ يجوز العمل العسكري من دون شرعية دولية». وتتوجه الانظار الآن الى احتمال استقالة وزير التنمية الدولية كلير شورت التي قالت قبل عدة ايام انها ستستقيل ايضا. ويذكر ان 160 عضوا برلمانيا من حزب العمال يعارضون سياسة زعيم حزبهم طوني بلير. . التفاصيل ص11
العدد 193 - الإثنين 17 مارس 2003م الموافق 13 محرم 1424هـ