بتردد تحدثت، قائلة: «أعرف مقدما أنك لا تملكين حلا لي، وعلى رغم ذلك أردت الحديث مجرد الحديث، فمن يدري؟ ربما أحد القراء يستطيع أن يجد لي حلا».
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، أعيش في بيت سيئ السمعة، نعم لا تندهشي من صراحتي، فبعض الناس يعتبرونها وقاحة، نعم نشأت في هذه البيئة، بعد انفصال أمي وأبي، عشنا نحن ثلاث بنات بين بيوت أخوالنا وجدنا، في كل بيت كنا نشعر بافتقاد كبير، كنا دائما غرباء مهما حاول الآخرون أن يمنحونا شيئا من العطف والحنان.
ونهاية المطاف عدنا بأمر المحكمة لنعيش مع أبي وزوجته، ووجدنا زوجته امرأة سيئة السمعة، رفضت أن نظل شرفاء، كنا صغارا، ولم يكن لنا ملجأ آخر، وعلى رغم صغر عمرنا أدركنا من اللحظة الأولى في بيت أبي، أن زوجته هي كل شيء، والحاكم بأمره في البيت.
كانت زوجة أبي تستغل غياب أبي المتكرر بحكم عمله، وترتكب الكثير من الحماقات، والمطلوب منا أن نجاريها في كل ما تفعل، حاولنا اللجوء إلى أبي، ولكنه كان على يقين بأننا نظلم زوجته، وأن والدتنا هي المحرضة الأولى على ذلك. لجأنا مرة إلى والدتنا، تحدثت إلينا سريعا، خوفا من أن يأتي زوجها في أية لحظة.
ونحن اليوم بعد خمس سنوات، بعد أن كبرنا نشعر بأننا فقدنا الكثير من براءتنا، وخصوصا بعد أن توفي والدي، هذا ما جعلنا لا نفكر لحظة واحدة في حل، ولأننا لم نتعلم فلم نجد مأوى أخر، أقول لكل فتاة أن تتسلح بالعمل، وأن تتحدى الظروف دائما مهما كانت صعوبتها، فالمرء يجب أن يدرك أنه بالتحدي والإرادة والعلم يستطيع أن يفعل الكثير.
لا أريد منك لوما، ولا أريد منكم عتبا، ولكن سؤال واحد أريد أن أوجهه إليكم جميعا: ماذا تفعلون لو كنتم مكاني؟
أمينة
( عندما نقع في حيرة، ولا نعرف كيف الخروج منها، هل نتبادل المقاعد عزيزي القارئ، وتقول ماذا تفعل لو كنت مكاني)
العدد 193 - الإثنين 17 مارس 2003م الموافق 13 محرم 1424هـ