العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ

مسيرة حاشدة ضد العدوان الأميركي

انطلقت من رأس الرمان وشارك فيها علماء ومحافظ العاصمة

شارك علماء الدين ومحافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة الآلاف في المسيرة الجماهيرية العلمائية التي انطلقت مساء أمس من أمام مسجد رأس الرمان لتنتهي خلف مبنى بيت الأمم المتحدة منددة بالعدوان الإنجلو - أميركي على العراق وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من هجمة شرسة على يد الصهاينة الغاصبين للأراضي الفلسطينية.

وعبر العلماء عن موقفهم الذي لخصوه في ست نقاط أهمها: الوقوف مع الشعب العراقي في هذه المحنة، ودعوة المجتمع المدني إلى مد يد العون اليه، وتأكيد وحدة ارض العراق «ورفض أية مخططات لتقسيمه»، ودعوة الشعوب العربية والإسلامية إلى مواصلة التظاهر والتضامن، ورفض الحرب «وتقديم أشكال الدعم المادي والمعنوي كافة»، والضغط على الحكومات ودفعها إلى العمل على إيقاف هذه الحرب العدوانية، وطالبوا الشعوب بتشديد مقاطعة البضائع الأميركية ومحاربة الثقافة الإميركية، ووقف تعامل الحكومات العربية والإسلامية مع القوات الغازية ومنع تقديم أية تسهيلات عسكرية، وأن ترتقي إلى مستوى الموقف الشعبي العام والمناصر لشعب العراق والرافض للعدوان. ونوه المتظاهرون إلى عدم نسيان القضية المركزية ودعم القضية الفلسطينية التي يستفرد بها العدو الصهيوني في ظل الانشغال بالحرب الأميركية والبريطانية على العراق.


ضمّت الآلاف وتوجّهت إلى مبنى الأمم المتحدة

مشاركة رسميّة وأهلية كبيرة في مسيرة شعبية غاضبة ضد العدوان

رأس الرمان - هاني الفردان

شارك الآلاف في مسيرة حاشدة عصر أمس لإدانة العدوان الإنجلو أميركي على العراق، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من هجمة شرسة على يد الصهاينة الغاصبين للأراضي الفلسطينية، تقدمهم محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة ونائبه وعلماء الدين لتعبر عن الغضب والرفض الشعبي للعدوان والهجمة الشرسة على العراق.

وخرجت المسيرة الجماهيرية العلمائية من أمام مسجد رأس الرمان لتجوب الشوارع وتنتهي عند شارع الفاتح (خلف مبنى بيت الأمم المتحدة)، وحمل المشاركون خلال هذه المسيرة الأعلام العراقية والبحرينية والفلسطينية ورفعوا الكثير من الشعارات واللافتات التي تعبر عن الرفض لهذا العدوان والحرب ومن أهمها «الانقسامات العربية أهم أسباب استضعاف أميركا لنا» و «كونوا صرخة مدوية في وجه أميركا وإسرائيل».

كما ردد المتظاهرون الشعارات التي تخرج من منصة قيادة المسيرة، والتي كانت تربط المسيرة بمكبرات الصوت وجاءت ضمن شعاراتهم «الحرب ليست مسندة من الأمم المتحدة» و«من مجزرة لمجزرة تبا لإنجلترا» بالإضافة إلى الشعارات الاعتيادية التي تعود عليها الشعب البحريني خلال مسيراته التضامنية مع الشعبين العراقي والفلسطيني.

وخلال المسيرة تم حرق الأعلام الأميركية والبريطانية تعبيرا عن احتجاج الشعب البحريني الغاضب على ما تقوم به هاتان الدولتان العظميان في حق الشعوب المستضعفة من قهر وحرب وإبادة لأطفالها وشعوبها ونهب خيراتها ومقدراتها وثروات أراضيها. كما تم التمثيل بمجسمين من القماش وضعت على رأسهيما صورتان لوجهين الأول لرئيس الولايات المتحدة الأميركية جورج بوش والثاني لرئيس وزراء المملكة المتحدة طوني بلير، وحرق هذان المجسمان في التقاطع الفاصل بين شارع المعارض والمنطقة الدبلوماسية.

وفي ختام المسيرة ألقى الشيخ حسن المالكي بيان المسيرة العلمائية في البحرين، والذي قال فيه: «تشن الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها حربا عدوانية متجاوزة فيها مبادئ الأديان السماوية، وفاقدة لأدنى درجات الشرعية الدولية، على شعبنا المسلم في العراق المحكوم بنظام استبدادي أذاق شعوب المنطقة الأمرّين على مدى ثلاثة عقود، تسبب فيها في حربين مدمرتين، وهي حروب صراع لإحكام القبضة على مصالح الأمة والتلاعب بمصيرها، وإنها حرب تهدف إلى الإطباق على مقدرات العراق باعتبارها نقطة انطلاق لإعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة بهدف الهيمنة والتحكم في شئون العالم أجمع، الحرب التي آخر ما يفكر فيه صانعوها هو الشعب العراقي وشعوب المنطقة».

كما أشار البيان إلى أهم ما يمكن تلخيصه من مواقف من هذا التجمع وهي: الوقوف في هذه المحنة مع الشعب العراقي الذي «يقع بين سندان الاستبداد الداخلي ومطرقة الاستعمار الأجنبي الكافر»، ودعا المجتمع الدولي إلى مد يد العون له للخلاص من «كلا الشرّين» من خلال إرادة دولية تعمل على تمكين هذا الشعب من اختيار حكومته الحرة المستقلة، وعدم وضعه بين خيارين مرين لا ثالث لهما.

والموقف الثاني هو تأكيد وحدة ارض العراق ورفض أية مخططات لتقسيمه على أسس طائفية أو عرقية، وقيام عراق موحد يعمل على تعزيز أمن المنطقة والعالم. وفي الموقف الثالث وجه العلماء دعوة إلى شعوب الأمة الإسلامية وشعوب العالم الحر لتواصل دعمها لشعب العراق من خلال استمرار التظاهرات والتضامن ورفض الحرب، وتقديم أشكال الدعم المادي والمعنوي كافة، وأن تقوم الشعوب بالضغط على حكوماتها لدفعها إلى إيقاف هذه الحرب العدوانية من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وجسد الموقف الرابع السعي الجاد من قبل الشعوب إلى تشديد مقاطعة البضائع الأميركية، ومحاربة الثقافة الأميركية المادية «التي تشكل خطرا على أجيالنا لا يقل عن خطر الدبابات التي تربض على أرض العراق اليوم».

وعبر الموقف الخامس عن مطالبة الحكومات العربية والإسلامية بوقف التعامل مع القوات الغازية ومنع تقديم أية تسهيلات عسكرية في هذا العدوان، وأن ترتقي إلى مستوى الموقف الشعبي العام المناصر لشعب العراق والرافض للعدوان الأميركي، وأن تستخدم علاقاتها ونفوذها الدبلوماسي لإيجاد مخرج عربي إسلامي يجبر الإدارة الأميركية على وقف عدوانها على العراق.

ولم ينسَ البيان العلمائي في ظل هذه الأجواء المشحونة والحرب على العراق، دعم القضية المركزية من أجل تحرير الأراضي المقدسة في فلسطين مشيرا إلى «أن العدو الصهيوني يستفرد بشعبنا الفلسطيني هذه الأيام مستفيدا من الانشغال الإعلامي بالحرب الدائرة في العراق» مؤكدا أن القضيتين «قضية واحدة على الأمة أن تتحمل مسئوليتها تجاهها».

في الختام ذكّر العلماء الأمة بأن عليها أن تبذل ما في وسعها لمواجهة العدوان الغاشم، وأن تتكاتف الجهود في هذه المرحلة المصيرية من اجل عزة الإسلام والأمة.

واستطلعت «الوسط» آراء الشخصيات البارزة في المسيرة العلمائية لأخذ مواقفها وتعليقاتها تجاه الحرب والعدوان الأميركي والبريطاني على ارض العراق، إذ أشاد محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة بـ «المشاعر النبيلة التي أبداها شعب البحرين من خلال مشاركته في هذه المسيرة السلمية وإبدائه لرأيه بأسلوب حضاري»، واصفا هذه المشاعر بأنها «تلتقي مع مشاعر القيادة الحكيمة التي عبرت عنها تجاه الشعب العراقي الشقيق» كما أشاد بما بذله حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى من مساع وجهود خيرة، ونقل جلالته دعوة شعب البحرين إلى تجنب الحرب ليعم السلام هذه المنطقة.

وقال الشيخ عيسى أحمد قاسم: «إننا هنا نتحدث بضمير الأمة، ونتحدث من خلال وعي قرآني ولغة الصلاة، ونحن هنا لسنا للحرب بل للسلام، والذين يرفعون عنوان السلام وهم دعاة حرب، كيف لهم أن يقودوا العالم بهذه النفسية العدوانية الشرسة؟»، وأضاف «نحن هنا - ومن منطلق الوعي الإسلامي - نصرّ على خط السلام في العالم وخط العدل وخط المساواة، نؤمن بالحرية ونرفض لغة الحرب العدوانية الشرسة».

وأضاف السيد جواد الوداعي «جميعنا هنا نستنكر هذه الحرب الظالمة، ونطالب جميع الحكومات العربية والإسلامية باستنكار هذه الحرب، وأن يقفوا جميعا في خندق واحد وصفا واحدا ضد هذه القوى المستكبرة، لأن في الوحدة انتصارا لهم وقوه على كل متكبر يريد لهم الزوال»، وختم كلمته بالمقولة المشهورة «ألا وإن الدعيَّ ابن الدعيَّ، قد ركز بين اثنتين، بين السلَّة و الذِّلة... وهيهات منا الذلة».

وقال السيد عبدالله الغريفي إن «هذا المشهد يعبر عن حضور الشعب البحريني بكل فصائله وفئاته وأطيافه، علماء ومثقفين وشبابا وأطفالا ونساء، هذا المشهد يرفع رسالة غضب لكل العالم ضد هذه الجريمة الكبرى التي هي عدوان ليس على العراق فقط، إنما هي عدوان على كل مقدرات الأمة ومقدساتها وثقافتها ودينها وكل وجودها».

وأكد قاضي المحكمة الشرعية الكبرى الشيخ حميد المبارك «إن موقفنا ينبع من المبدأ الإنساني والديني وهو رفض هذه الحرب التي يُراد لها أن تفرض مبادئ وقيما وأنماطا معينة لا تنسجم مع قيمنا الإسلامية والإنسانية، إن موقفنا الإنساني والديني يحتم علينا أن نقف ضد هذه الحرب».

وأضاف «إن هذه الحركة وهذا الرفض لا يعني اننا نؤيد النظام الحاكم في العراق، وذلك لأنه نظام مستبد وجر الويلات على الشعب العراقي، وإنما نحن هنا لنعلن رفضنا العدوان على ارض العراق وشعب العراق والأمة الإسلامية والعربية»، وقال: «هذه الحركة وهذا النبض والحيوية ما هي إلا قطرة في بحر الأمة الكبير، وتعبير عن مبادئ صادقة وأحاسيس جياشة، ونسأل الله أن يعطي هذه الأمة الوعي الكافي والشعور لتتحمل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة الآن». ولم تخْلُ هذه المسيرة ـ على رغم سلميتها ـ من الانتقادات التي وجهها البعض إليها، فقد قال محمود القصاب: «أرى أن بعض الشعارات التي رُفعت لا تخدم الشعب العراقي في هذه الفترة، والذي يحتاج إلى توحيد الصف في مواجهة العدوان الأميركي والبريطاني، وإنه لا يوجد فرق بين النظام العراقي الحاكم وبين الشعب فالاثنان، يعانيان الويلات نفسها، فلم يكن من الداعي رفع شعار (يسقط صدام)». وقال رئيس اللجنة الأهلية لمناصرة الشعب العراقي حسن العالي: «إن ما حدث في المسيرة كان خلافا للتعليمات التي خرجنا بها من الاجتماع التنظيمي، والذي يؤكد أنه سيتم رفع الأعلام العراقية والفلسطينية والبحرينية خلال المسيرة، إلا أنهم في ختام المسيرة لم يتبنّوا رفع العلم العراقي واكتفوا بالعلم البحريني والفلسطيني»

العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً