العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ

الشباب والحوادث المرورية

ارتفع معدل وقوع الحوادث المرورية بشكل متزايد وملحوظ في البحرين في السنوات الأخيرة، وهو يكشف عن وجود خلل في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد حياة المواطنين ومصالحهم وتعرض الأمن المروري في البلاد إلى عدم الاستقرار والتذبذب.

وتشير الاحصاءات الرسمية إلى أن نسبة كبيرة من المتورطين في هذه الحوادث هم من فئة الشباب الذين يقودون سياراتهم بسرعات جنونية، وعدم التزامهم بقواعد السير والمرور، وينتج عن ذلك خسائر لا تعوض بثمن. وتظهر هذه الاحصاءات أن السرعة هي السبب الأول في وقوع هذه الحوادث التي يكون ضحيتها عشرات المواطنين سنويا، ومئات المصابين بعضهم يتشافى والبعض الآخر يحمل معه عاهة مستديمة.

والبحث عن أسباب هذه الظاهرة يبرز عددا من الجوانب المهمة المتعلقة بشخصية الشاب نفسه وأداء الأسرة ومؤسسات المجتمع المدني تجاه الشباب، اذ ان غياب الرقابة الأسرية عن ملاحظة سلوك أبنائها السواق أفرز ظواهر سلبية مثل تجاوز السرعة المسموح بها وعدم الانضباط بالقواعد المرورية والاستهتار بحقوق السواق الآخرين والمارة. وتتحمل الأسرة دورا مهما في توجيه أبنائها ومتابعتها لهم. وبعض الآباء يسمح لابنه الذي لم يحصل بعد على رخصة السياقة قيادة السيارة معرضا بذلك حياته وحياة الآخرين للخطر. والبعض الآخر يكافئ ابنه بآخر موديلات السيارات الرياضية المهيئة بمحرك قادر على التسارع في وقت قصير جدا.

ومطلوب هنا تعميق الوعي بالثقافة «المرورية» لدى السواق والشباب، وتنشئة الأطفال والناشئة في وقت مبكرة على السلوك السليم لكيفية التعامل مع الطريق، وألا يقتصر ذلك على الأسس النظرية فقط، بل يتعدى إلى الممارسة العملية.

ويبرر كثير من الشباب تهورهم في السياقة بأنها من أجل المتعة وارضاء الذات، وبعضهم يصرح أنه يعيش فراغا يدفعه إلى قضاء وقته مع «لعبة الموت» حين يتسابقون بسيارتهم أو درجاتهم النارية من دون اعتبار للقواعد المرورية. ويعكس ذلك قصور المؤسسات المعنية بشئون الشباب من الوصول إلى هذه الفئة المهمة واحتضانها لهم، وتقديم البرامج الثقافية والرياضية التي تفيدهم وتبعدهم عن شبح الحوادث المرورية.

وإدارة المرور تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية في مراقبة الخارجين عن أنظمة المرور، وعدم التساهل مع المخالفين. ونجد أن الحملات المرورية التي تقوم بها الادارة لضبط المخالفين غير منتظمة، ولا تشمل جميع المناطق. ورجال المرور قادرون على التقليل من حجم الحوادث المرورية، ومطلوب منهم أن يكثفوا وجودهم في الطرقات السريعة وفي أوقات الازدحام، فبمجرد رؤية السائق رجل المرور يحرص على الالتزام والانضباط ويشعر أن هناك عيونا تراقبه وتحميه.

حوادث المرور المروعة بحاجة اليوم إلى دراسة علمية مستفيضة تشترك فيها جميع الجهات الأهلية والحكومية لتتقصى أسباب هذه الظاهرة وتقدم الحلول الناجعة لها

العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً